|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
الدولة : الجنوب, مقيمة بجوار سيدتي فاطمة المعصومة
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان المنبر الحر
من راقب الناس مات هما
بتاريخ : 12-Jun-2011 الساعة : 01:04 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هناك عبارة لطيفة ولها معاني عظيمة ودلائل واقعية
ألا وهي ( من راقب الناس مات هما )
المراقبة وما أدراك ما المراقبة
هناك مراقبة مذمومة
وهناك مراقبة محمودة
وهناك مراقبه مطلوبة
ولنبدأ بالأخيرة وهي المراقبة المطلوبة
فما هي المراقبة المطلوبة
هي في الحقيقة مراقبتك لنفسك ، وأن تراقب الله سبحانه في جميع تصرفاتك ،
وفي جميع أحوالك ، أن تعلم علم اليقين أن الله عليك رقيب يرى مكانك ويسمع كلامك ، ويعلم ما توسوس به نفسك سبحانه وتعالى
فهذه مراقبة مطلوبة منك حتى تصلح أحوالك ، وتستقيم أمورك ، وتكون على الصراط المستقيم .
ففي كل عمل تعمله كأنك ترى الله سبحانه فتتقي الله في هذا العمل ، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
أم المراقبة الثانية فهي المحمودة
أن تراقب من ولاك الله أمره ، من جعله تحت يدك
وهذا يشمل كل من كنت مسئولا عنه فإنك ستسأل عنه يوم القيامة هل قمت بالاهتمام والمتابعة أو بالإهمال والتفريط .
مثل ( الآباء ، المدراء ، المدرسون ، الرعاة ، الوزراء ، الملوك ) كل راعي مسئول عن رعيته ، وهذا السؤال يوم القيامة .
فهذه المراقبة هي مطلوبة ومحمودة ولكنها بقدر في إعطاء الثقة ،والكلام فيها يطول ، والحديث فيها ذو شجون وخاصة في قضية الآباء مع الأبناء ....
الثالثة وهي المذمومة
هي محط أنظارنا وبيت القصيد في كلامنا ، وسبب طرح موضوعنا ، والتي قُصد فيها عنوان الكلمة ( من راقب الناس مات هما )
وهي مراقبة من ليس لك عليهم رعاية ولا سلطة وليست من باب التربية ولا من باب الإصلاح ، بل هي من باب الفضول ومعرفة الأسرار
، وهذه تفسد الود ، وتهدم بناء العلاقة ، وتدمر الثقة ، فأضرارها معلومة ، وتنائجها واضحها ، من بداية المراقِب ونهايتها في المراقَب .
مراقبة الجار لجاره ، أو القريب لقريبه ، أو الصديق لصديقه ،
تجد الجار يتتبع جاره في ذهابه وإيابه ، وأين ذهب ؟ ومن أين أتي؟ ولماذا ذهب إلى مكان كذا ؟
أو يراقب قريبه في تحركاته وأعماله ويتتبعها ، ويحللها ويفسرها ويبدأبالتفكير وحمل الهموم ..
أو صديقه فينظر إلى من يذهب إليه ، ومن يجلس عنده ؟ ولماذا يذهب إلى فلان ؟....إلخ
فتجد أسئلة كثيرة عنده وعلاما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ت استفهام تحتاج إلى إجابات وحيث أنه لم يجد من يجيب عليها له بدأ بإجابتها وبربط هذه
الأمور بهواه وما يملي عليه الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء ،وأكثر ما يتعبه سؤال ( لماذا ) يفعل كذا ، وأول قاعدة يضعها قبل أن يجيب على أسئلته
(((((ســـــــــــــــوء الظن))))
ثم يبني بعد ذلك كل الإجابات على هذه القاعدة ، ويفسرها بالسوء والقصد السيئ من من كان يراقبه .
وأحيانا يضمرها في قلبه ، حتى إذا حصل شجار أو سوء تفاهم بدأ يذكرها مع إجابته لها بقصده السيئ أو يقولها لك أول ما يراك .
وذلك بعد أن حمل الهم من مراقبتك وحلل وفسر وأجاب بعد جهد جهيد وشغل شاغل ، وعمل متعب ، في أمر قد يعود عليه بالهم
فأضاع وقته وجهده ، وعمره في هذا العمل المذموم فلو أنه ترك الناس ، ولم يتتبع ويراقب لكان خيرا له بل ليس مطلوبا منك حتى في قضية المنكرات أن تفتش عنها في إخفاء الناس لها ،
إنك إن تتبع عورات الناس تفسدهم هذا في قضية المنكرات قد لا يحسن التنبيش عنها ، فما بالك بأمور الناس العادية
فهي منهي عنها من باب أولى وأحرى .
فعش سالما من المراقبة وعش سالما من الهموم وعش سالما من تحليل تصرفات الناس التي لا تعود عليك بالنفع والخير
واجعل لنفسك شخصية مستقلة ، وحبب الناس إليك ، وكن لطيفا معهم ، متسامحا .
وأصلح من نفسك ومن أخلاقك ، ومن سلوكك ، وأنظر إلى السلوك الذي يكرهه الناس بك وحاول التخلص منه .
وحاول التخلق بالأخلاق الحسنة ، والآداب الكريمة ,إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، فالإنسان باستطاعته أن يتعلم كل
الصفات الحسنة ، وأن يترك الصفات السئية .
فطور نفسك ، وارتقى بها إلى الدرجات العالية ، واترك الصفات الذميمة والأخلاق السيئة .
واصنع من نفسك إنسان له قدره وكرامه وحب الآخرين له وهذا تذكير لي أولاً لعلي انتفع به ، ثم بمن يكون على شاكلتي والله المستعان
نسأل الله الإخلاص في القول والعلم
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
|
|
|
|
|