بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله
اللـــه يحفظك عزيزتي ...ولا يحرمني من طلتك....
والله رحمة ربنا واسعة ...والحكايات في هذا كثيرة جدا ...إليكِ واحدة منها...
جاء في كتاب
" عن التوبة والرحمة الإلهية " للسيد هادي المدرسي "
الرجل .. الكلمات .. الجنة
:
كان الرجل .. يحمل بكل خلية من جسمه وزر معصية. في امتداد عمره لم توجد نقطة ضوء واحدة , فكل شيء فيه كان أسوداً: صفاته , نفسيته , مواقفه .. عندما كان يختار بين أمرين , كان يختار أبعدهما عن طاعة الله , وأقربهما إلى معاصيه. أما منطقهُ في ذلك فكان: إذا كان لا بدّ أن أحترق , فلا فرق أن كانت النيران فوقي شبراً أم متراً. وبمرور الأيام , أصبح مليئاً بالجريمة .. وعرف برجل الإجرام .. ومات ..
:
حمله أولاده إلى الصحراء , ليدفنوه هناك وليلّفه النسيان .. لقد كان كافراً بالعمل والسلوك.. فكيف يدفن في مقابر المسلمين؟ وهكذا حملوه إلى مكان بعيد في نقطة منسية من الصحراء. وبدأوا بحفر القبر. وبعد لحضات , كان القبر جاهزاً. وفيما كانوا يهمون بدفن الجنازة تذكروا أنهم لم مطلوبون بصلاة الجنازة.
:
قال أحدهم : لا يستحق الصلاة.
وقال آخر : لا بد أن نصليّ هذا واجب علينا.
أوقفوا العمل .. وضعوا الجنازة بإتجاه القبلة للصلاة.
ولكن من يصلي؟ أنهم لا يعرفون الصلاة على الجنازة!
:
انتظروا هناك. حتى إذا ترائى لهم شبح قادم من بعيد اقتربوا إليه: كان بدوياً يركب على جمل. وهو يترنم بأبيات من الشعر. وبيده عصا طويلة. تقدموا إليه قائلين:
- هل تعرف الصلاة على الميت ؟
- قال: نعم.
وتقدم إلى الجنازة. وضع عصاه على الأرض. ثم وقف لحظات أمام الجثمان. تمتم بكلمات .. وأنصرف ..
:
في الليل , رأى أحد أبناء الرجل والده في المنام , كان عليه ثوب رائع. وأثار النعمة بادية عليه.
- قال له ابنه: يا أبا ... هل أنت في الجنة ؟
- قال: نعم.
- قال له ابنه: نحن نعرفك جيداً. إن كل حياتك معاصي , فكيف دخلت الجنة ؟
- قال: نعم. ولكن أنقذتني صلاة الأعرابي , واختفى الأب ..
:
ماذا ؟
صلاة الأعرابي ؟
ماذا قال الأعرابي حتى أنقذ المليء بالأجرام من نار جهنم ؟
انتشر الأولاد يبحثون عنه .. وبعد جهد كبير , وجدوه .. قالوا له:
- ماذا قلت في صلاتك يوم أمس ؟
- قال: ولَمِ ؟
- قالوا: لأن صلاتك أنقذت أبانا من العذاب.
- قال:
في الواقع , أنا لا أعرف الصلاة على الجنازة. وعندما طلبتم منّي الصلاة عليها , لم أزد على قولي لله : يا رب .. يقولون أنك كريم .. وهذا ضيفك الفقير إليك .. أنه ينزل عندك اللّيلة..
" أنا لا أدري كيف ستتصرف معه .. أما أنا فإنه لو كان ينزل عندي لقدمت له كل ما أملك .. و لذبحت له جملي هذا , وأنا لا أملك سواه .. والآن أرجوك أن تكون أكرم منّي عليه ! "
وانصرفت ..
:
كان رجل .. بكل خلية من جسمه , كان يحمل وزر معصية .. كان محكوم عليه بالنار مسبقاً ..
ولكن أنقذته كلمات .. كلمات , خرجت من القلب الصادق والنية المخلصة , انقذته , ورفعته عند الله مكاناً علياً.. وتلك عينة أخرى من رحمة الله تعالى !!!
اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور..
اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك
الآخذ بثأرها وثأر بنيها الحجة بن الحسن صلواتك
عليه وعلى آباه الطاهرين