اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وفد على الإمام الرضا ( ) رجل ، فَسلَّم عليه ، و قال له : أنا رجل من مُحبِّيك و محبِّي آبائك ، و مصدري من الحج ، و قد نفذت نفقتي ، و ما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت ، أن ترجعني إلى بلدي ، فإذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك .
فقال ( ) له : اِجلس رحمك الله ، و أَقبلَ على الناس يحدثهم ، حتى تفرقوا .
و بقي هو و سليمان الجعفري ، و حيثمة ، فاستأذن الإمام منهم ، و دخل الدار ثم خرج ، وَرَدَّ الباب ، و خرج من أعلى الباب ، و قال ( ) : أين الخراساني .
فقام إليه فقال ( ) له : خذ هذه المائتي دينار ، و استعِن بها في مؤنتك و نفقتك ، و لا تتصدق بها عني .
فانصرف الرجل مسروراً ، قد غمرته نعمة الإمام ( ) ، و التفت إليه سليمان فقال له : جُعلت فداك ، لقد أجزلت و رَحِمت ، فلماذا سَترتَ وجهك عنه .
فَأجابهُ ( ) : إِنَّما صنعتُ ذلك ، مخافة أن أرى ذُلَّ السؤال في وَجهِهِ لِقضَائِي حاجتَهُ .
أما سمعت حديث رسول الله ( ) :
المُستَتِرُ بالحسنة تعدل سبعين حجة ، و المُذِيعُ بالسيِّئةِ مَخذُول .