اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم
سلام الرحمة ، سلام المغفرة ، سلام العتق من النار .
سلاماً رمضانياً مزيناً بالبركات ، مزركشاً بالخيرات ، معطراً بالصلوات ، على محمد وآل محمد .
أخي الصائم أختي الصائمة : أولى محاطتنا اليوم من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة االإفطار " هي المحطة الصحية .
وعنوانها : صحتك في غذائك
لا شك أن كثيراً من جداول المسلم اليومية تتغير وتتبدل في شهر رمضان المبارك ، ومن تلك الجداول التي تتغير في هذا الشهر الكريم جدول الوجبات الغذائية ، لهذا كان لا بد علينا أن نعرف كيف ننسق لأنفسنا هذا الجدول الغذائي الجديد ، ولأنه لا سبيل أنجح لذلك إلا باستشارة أهل الاختصاص من الأطباء ؛ فقد وضعنا لكم هنا بعضاً من مشورات الأطباء ونصائحهم وتنبيهاتهم حتى لا تعيقك الأمراض عن حسن عبادة الله في هذا الشهر الفاضل ، فإليكl هذه النصائح :
- ابدأ إفطارك بحبات رطب أو تمر ؛ فلقد كان رسول الله - - يفطر على رطبات أو تمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء ؛ وذلك لأن التمر يحتوي على سكريات بسيطة سرعان ما يمتصها الجسم ، فترفع مستوى السكر في الدم ، وتخفف من حدة الجوع ، وتهيئ المعدة لاستقبال الطعام ، وتحثها لبدأ إفراز العصارة الهاضمة .
- لا تفاجئ المعدة بكثرة الطعام ، وابدأ بتناول الشوربات الخفيفة غير الدسمة .
- لا ينسينك الجوع أن تمضغ الطعام جيداً ؛ لأنه يسهل عملية هضمه داخل المعدة ويعمل على هضم النشويات الذي يبدأ داخل الفم .
- لا تكثر من شرب السوائل دفعة واحدة وبخاصة عند بدء الإفطار ، وتجنب السوائل الباردة .
- تناول قدراً كافياً من الخضار والفواكه ؛ لاحتوائها على الألياف التي تنشط حركة الأمعاء .
- تناول باعتدال الأطعمة الدسمة واللحوم حتى لا تؤدي لتلبك معوي ، وخمول بعد وجبة الإفطار .
- لا تكثر من تناول الحلويات لاحتوائها على سعرات حرارية عالية ، ونسبة كبيرة من الدهون .
- ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار مهمة ، وتعتبر صلاة الألف ركعة في شهر رمضان رياضة بدنية وروحية تنشط حركة الجسم وأعضائه وخاصة الدورة الدموية.
- أما السحور ففيه الخير والبركة قال رسول الله - -: (( تسحروا فإن في السحور بركة )) .
- يستحب أن تكون وجبة السحور وجبة خفيفة مثل اللبن الزبادي أو الجبن والفاكهة والخبز ، وتجنب الأكل المقلي والدسم ، ولا تنم مباشرة بعد وجبة السحور ؛ لأن الجهاز الهضمي يكسل بعد النوم ؛ لذا يجب إعطاءه فترة حتى يتم هضم الطعام قبل النوم ، واحرص على شرب الماء بين وجبة الإفطار والسحور .
ولكي يكون الطعام غنياً بما يحتاجه الجسم في هذا الشهر الكريم فيجب أن يحتوي على :
1- العسل : فهو غني بالطاقة والفيتامينات والأملاح والمعادن .
2- البيض واللبن ومنتجاته : فهي غنية بالبروتين والأملاح والمعادن وتحتوي بعض الفيتامينات .
3- القمح أو الشعير والأرز : فهي غنية بالنشويات والسكريات ، وسلاسل الجلوكوز.
4- اللحوم البيضاء : كلحم الأسماك ولحوم الدجاج المنزوعة الجلد فهي قليلة الاحتواء على الدهون المشبعة ، واللحوم الحمراء أيضاً مثل لحم الغزلان أو الإبل أو النعام ، أو لحم الضأن المنزوع الدهن (الموزات والهبرة) .
5- أنواع السلطات المختلفة : والمكونة من الخضار الورقية الغنية بالأملاح والمعادن ، والألياف والفيتامينات وأهمها فيتامين ج وفيتامين ب كالخس والبقدونس وغيرها ، وكذلك الخضروات الأخرى كالطماطم البندورة الغنية بفيتامين ج ، وكذا الفواكه فهي غنية بالفركتوز والسكريات بشكل عام ، وغنية بالفيتامينات والألياف ، ولا تنس التمر الغني بالسكريات والأملاح والمعادن والفيتامينات .
6- عصائر الفاكهة المنوعة : والمشروبات الغنية بالأملاح والمعادن كالبابونج والمليسة واليانسون وغيرها من المشروبات التي تفيد صحة الجسم .
وتتوزع هذه الأطعمة لدى الصائم على وجبتين هما : وجبة السحور ووجبة الفطور التي ينبغي بهما تحقيق مبدأ المعاوضة المبني على احتواء هاتين الوجبتين على مواد غذائية من مصادر مختلفة كالأغذية النباتية ، والأغذية الحيوانية ، وأن يتم تعويض ما نقص من مواد غذائية يحتاجها جسم الإنسان خلال وجبة السحور في وجبة الإفطار .
والآن أترككم مع المحطة اليومية محطة العلاج بالأعشاب والطب البديل ، ومع المهندس الأستاذ بشار لطف .
++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين :
من الفقؤات الجديدة التي سنطل بكم عليها في برنامجكم " على مائدة الإفطار " فقرة المسابقة الرمضانية " .
سأطرح عليكم كل يوم سؤالاً واحداً ، ثم نبدأ بتلقي الاتصالات ، خلال نصف ساعة من طرح السؤال ، وسأترك الإجابة الصحيحة على السؤال ، إلى فترة السحر ، والأسماء التي أجابت بشكل صحيح يعلن عنها وتدخل في قرعة نهاية الشهر الكريم ، حيث نعلن عن أسماء المراتب الثلاث الأولى ، طبعاً للفائزين الثلاث جوائز قيمة .
سؤال اليوم : ما معنى كلمة رمضان ، إذن سؤالنا اليوم ما معنى كلمة رمضان ، نبدأ بتلقي الإجابات من الأن ولمدة نصف ساعة تقريباً كما نوهنا ، أرقام الهواتف تظهر لكم على الشاشة .
إذن سؤالنا اليوم ما معنى كلمة رمضان .
لحين تلقي الاتصالات نتكلم عن بعض البشائر الرمضانية :
البشرى[1]
تشريف المؤمنين بالخطاب الإلهيّ :
يا أيُّها الذّينَ آمَنُوا كُتِبَ عليكمُ الصِّيامُ كما كُتِبَ علَى الّذينَ مِن قَبلِكُم لَعلّكُم تتّقون سورة البقرة:183
البشرى[2]
شهر القرآن وشهر الهداية :
شَهْرُ رمَضانَ الّذي أُنْزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنّاسِ وبيّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقان .. سورة البقرة:185
البشرى[3]
شرف الضيافة الإلهيّة:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :.. وهو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضيافةِ الله ، وجُعِلتُم فيه مِن أهل كرامةِ الله . أنفاسُكم فيه تسبيح ، ونومُكم فيه عبادة ، وعملُكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب .
البشرى[4]
التكريم بالتكليف:
قال الإمام الصادق عليه السّلام : إنّما فرَضَ اللهُ صيامَ شهر رمضانَ على الأنبياء دون الأُمم ، ففضّل اللهُ به هذه الأُمّة ، وجعل صيامَه فرضاً على رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وعلى أُمّته .
البشرى[5]
شهر البركة والرحمة :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس ، إنّه قد أقبلَ إليكُم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرحمة والمغفرة ، شهرٌ هو عندَ اللهِ أفضلُ الشهور ، وأيّامُه أفضلُ الأيّام ، ولياليه أفضلُ الليالي، وساعاتُه أفضلُ الساعات ..
البشرى[6]
سبيل الإحسان الإلهيّ :
في دعائه المبارك إذا دخل شهر رمضان .. قال الإمام السجّاد عليه السّلام: الحمدُ لله الذي حَبانا بدِينه ، واختصّنا بملّته ، وسبّلنا في سبيل إحسانه ؛ لنسلكها بمَنّه إلى رضوانه ، حمداً يتقبّلُه منّا ، ويرضى به عنّا .
والحمد لله الذي جعل مِن تلك السبل شهرَه شهرَ رمضان ، شهرَ الصيام ، وشهر الإسلام ، وشهرَ الطَّهُور ، وشهرَ التمحيص ، وشهرَ القيام..
البشرى[7]
فرصة الخيرات والكرامات:
قال الإمام الصادق عليه السّلام : إذ دخل شهر رمضان ، فاجهدوا أنفسَكم ؛ فإنّ فيه تُقسّم الأرزاق ، وتُكتب الآجال ، وفيه يُكتَب وفدُ الله الذين يَفِدون إليه ، وفيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر .
البشرى[8]
الرعاية الربّانيّة الخاصّة :
قال أبو الحسن الأوّل ( الكاظم ) عليه السّلام : قيلوا : فإنّ الله تبارك وتعالى يُطعم الصائمَ ويسقيه في منامه. (وقيلوا : من القيلولة ، النوم قبيل الزوال)
البشرى[9]
مضاعفة ثواب الأعمال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مَن تطوّع فيه بصلاةٍ كتَبَ اللهُ له براءةً مِن النار ، ومَن أدّى فرضاً كان له ثوابُ مَن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور ، ومَن أكثرَ فيه مِن الصلاةِ علَيّ ثقّل اللهُ ميزانَه يومَ تخفّ الموازين ، ومَن تَلا فيه آيةً مِن القرآن كان له مِثلُ أجرِ مَن ختم القرآنَ في غيره من الشهور ..
البشرى[10]
تثبيت الإخلاص :
قالت مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها : فرَضَ اللهُ الصيامَ تثبيتاً للإخلاص .
البشرى[11]
تحقّق أحد مباني الإسلام :
قال الإمام الباقر عليه السّلام : بُنيَ الإسلامُ على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم ، والولاية.
البشرى[12]
الصيام زكاة :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لكلّ شيء زكاة ، وزكاة الأبدان الصيام .
البشرى[13]
إبعاد الشيطان :
روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لأصحابه : ألا أُخبركم بشيءٍ إن فعلتموه تَباعَدَ الشيطان منكم كما تباعد المشرق مِن المغرب ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الصوم يسوّد وجهه ، والصدقة تكسر ظهرَه ، والحبُّ في الله والموازرة على العمل الصالح تقطع دابرَه ، والاستغفار يقطع وتينَه..
البشرى[14]
صيانة الصوم :
في الحديث القدسيّ ، يقول الله تعالى لجبرئيل عليه السّلام : اِنزلْ على الأرض فَغُلَّ فيها مَرَدةَ الشياطين ؛ حتّى لا يُفسِدوا على عبادي صومَهم
البشرى[15]
الصوم مُعين على الشدائد :
قال الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى : ( واستعينوا بالصبرِ والصلاة ( يعني بالصبر الصوم .
وقال عليه السّلام : إذا نزلت بالرجل النازلةُ أو الشدّة فَلْيَصُمْ ؛ فإنّ الله تعالى يقول: واستعينوا بالصبرِ والصلاة .
البشرى[16]
الصيام صحّة :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : صوموا تصحّوا.
وقال الإمام عليّ : الصيام أحدُ الصحّتَين .
البشرى[17]
مواريث الصوم:
في حديث المعراج ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا ربّ ، ما أوّل العبادة ؟ قال : أوّل العبادة الصمت والصوم . قال: يا ربّ وما ميراث الصوم ؟ قال : الصوم يُورث الحكمة ، والحكمة تُورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح : بعسر ، أم بيُسر..
البشرى[18]
إهداء المواهب بعبادة الصوم :
قال الله تعالى في حديث المعراج :
يا أحمد ، إنّ العبد إذا جاعَ بطنُه ، وحَفِظ لسانَه ، علّمتُه الحكمة ، وإنْ كان كافراً تكون حكمته حجّةً عليه ووبالاً ، وإنْ كان مؤمناً تكون حكمته له نوراً وبرهاناً ، وشفاءً ورحمة ، فيعلم ما لم يكن يعلم ، ويُبصر ما لم يكن يُبصر ، فأوّل ما أُبصره عيوبُ نفسه حتّى يشتغلَ عن عيوب غيره ، وأُبْصره دقائقَ العلم ، حتّى لا يَدخُلَ عليه الشيطان.
يا أحمد ، ليس شيءٌ مِن العبادة أحبّ إليّ مِن الصمتِ والصوم ..
البشرى[19]
امتيازات للصائم :
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف ، إنّ للصائم عند إفطاره دعوةً لا تُرَدّ
البشرى[20]
آثار طيّبة لأخلاق الصائم :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس ، مَن حسّنَ مِنكم في هذا الشهرِ خلُقَه ، كانَ له جَوازاً علَى الصراطِ يومَ تَزلّ فيه الأقدام . ومَن خفّفَ في هذا الشهر عمّا ملكتْ يمينُه ، خفّف اللهُ عليه حسابَه . ومَن كفّ فيه شرَّه ، كفَّ اللهُ عنه غضبَه يومَ يلقاه ..
البشرى[21]
ترقيق القلوب وتقريب النفوس :
قال الإمام الصادق عليه السّلام : أمّا العلّة في الصيام ؛ ليستويَ به الغنيُّ والفقي ر، وذلك لأنّ الغنيّ لم يكن ليجد مَسَّ الجوع فيرحمَ الفقير ، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه ، فأراد اللهُ عزّوجلّ أن يسوّيَ بين خَلْقه ، وأن يُذيق الغنيَّ مسَّ الجوع والألم ؛ ليرقّ على الضعيف ويرحمَ الجائع .
البشرى[22]
صلاة الملائكة على الصائم :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما مِن صائم يحضر قوماً يطعمون إلاّ سبّحت أعضاؤه ، وكانت صلاة الملائكة عليه ، وكانت صلاتهم له استغفاراً.
البشرى[23]
تكريم معنوي للصائم :
قال الإمام الصادق عليه السّلام : خَلوف فم الصائم ( أي نكهته ) أفضل عند الله مِن رائحة المِسْك .
البشرى[24]
ثواب الصابرين :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مَن صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً ، وكفّ سمعه وبصره ولسانه عن الناس ، قَبِل اللهُ صومَه ، وغفَرَ له ما تقدّم مِن ذنبهِ وما تأخّر ، وأعطاه ثوابَ الصابرين .
البشرى[25]
إجارة الصائم المستجير بالصوم :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما مِن عبدٍ صالحٍ يُشتَم فيقول : إنّي صائم ، سلامٌ عليك ، لا أشتمُك كما شتمتني ، إلاّ قال الربّ تبارك وتعالى: استجار عبدي بالصوم مِن شرّ عبدي ، قد أجرتُه مِن النار .
البشرى[26]
فرحتان للصائم :
قال الإمام الصادق عليه السّلام : للصائم فرحتان : فرحةٌ عند إفطاره، وفرحةٌ عند لقاء ربّه .
البشرى[27]
التنبيه إلى أحوال الآخرة والتهيئة لها:
قال الإمام الرضا عليه السّلام في بيان بعض علل الصيام : فإن قال: فلِمَ أُمِروا بالصوم ؟
قيل: لكي يعرفوا ألمَ الجوع والعطش ، فيستدلّوا على فقر الآخرة ، وليكونَ الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً ، مأجوراً محتسباً عارفاً ، صابراً لما أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب.
مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات ، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ، ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم ودليلاً في الآجل ؛ وليعرفوا شدّة مبلغِ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم ..
البشرى[28]
تعهّد الله تعالى بجزاء الصيام:
قال الله تبارك وتعالى ( في الحديث القدسيّ ) : الصوم لي، وأنا أَجزي به .
البشرى[29]
الصوم وقاية:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله :
ـ عليك بالصوم، فإنّه جُنّه مِن النار..
ـ الصومُ جُنّة ما لم يخرِقْها.
البشرى[30]
الخروج من الذنوب :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله الأنصاريّ :
يا جابر ، هذا شهر رمضان ، مَن صام نهاره ، وقام وِرْداً مِن ليله ، وعفّ بطنَه وفَرْجَه ، وكفَّ لسانَه ، خرج مِن ذنوبه كخروجه مِن الشهر .
فقال جاب : يا رسول الله ، ما أحسنَ هذا الحديث ! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : يا جابر ، وما أشدَّ هذه الشروط!
البشرى[31]
أسباب النجاة والفوز :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس، إنّ أبوابَ الجِنان في هذا الشهر مفتّحة ، فاسألوا ربَّكم أن لا يغلقها عنكم ، وأبواب النيران مغلّقة ، فاسألوا ربَّكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة ، فاسألوا ربَّكم أن لا يسلّطها عليكم..
البشرى[32]
عتق الرقاب ومغفرة الذنوب :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مَن فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر ، كان له بذلك عند اللهِ عتقُ رقبة ، ومغفرةٌ لِما مضى مِن ذنوبه ..
البشرى[33]
جائزة الربّ :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس ، إنّه مَن ورَدَ عليه شهرُ رمضان وهو صحيح سَوِيّ ، فصام نهارَه ، وقام وِرْداً مِن ليله ، وواظب على صلاته ، وهجّر إلى جمعته ، وغدا إلى عيده ، فقد أدرك ليلة القدر ، وفاز بجائزة الربّ.
قال الإمام الصادق عليه السّلام : فازَ واللهِ بجوائز ، ليست كجوائز العباد .
البشرى[34]
ختامه جنّة :
قال الله تعالى في الحديث القدسيّ الشريف :
.. والصائم يفرح بفرحتين : حين يُفطر فيَطعَم ويشرب ، وحين يلقاني فأُدخله الجنّة .
البشرى[35]
باب خاص للصائمين :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّ للجنّة باباً يُدعى « الريّان »، لا يدخل منه إلاّ الصائمون.
البشرى[36]
مجمع الفضائل والرحمات :
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أيُّها الناس قد أظلّكم شهرٌ عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ مِن ألف شهر... هو شهرٌ أوّلُه رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخِرُه عِتْقٌ من النار ..
البشرى[37]
فضائل وخصائص :
في وداعه لشهر الله ، قال الإمام السجّاد عليه السّلام :
السلامُ عليك يا شهرَ اللهِ الأكبر ، ويا عيدَ أوليائهِ . السلام عليك يا أكرمَ مصحوبٍ مِن الأوقات ، ويا خيرَ شهرٍ في الأيّام والساعات.
السلام عليك مِن شهرٍ قَرُبتْ فيه الآمال ، ونُشِرتْ فيه الأعمال .
السلام عليك مِن قرينٍ جلّ قَدْرُه موجوداً ، وأفجَعَ فَقْدُه مفقوداً ، ومَرْجُوّاً آلمَ فراقُه .
السلام عليك مِن أليفٍ آنسَ مُقْبِلاً فَسَرّ ، وأوحشَ منقضياً فمضّ .
السلام عليك مِن مجاورٍ رقّتْ فيه القلوب ، وقلّتْ فيه الذنوب .
السلام عليك مِن ناصرٍ أعان على الشيطان ، وصاحبٍ سَهّل سُبُلَ الإحسان.
السلام عليك ما أكثرَ عُتقاءَ اللهِ فيك ، وما أسعدَ مَن رعى حرمتَك بك .
السلام عليك ما أمحاك للذنوب ، وأسْترَك لأنواعِ العُيوب ...
السلام عليك كما وَفَدْتَ علينا بالبركات ، وغسَلْتَ عنّا دنَسَ الخطيئات ...
السلام عليك كم مِن سوءٍ صُرِف بك عنّا ، وكم مِن خيرٍ أُفيض بك علينا..
+++++++++++++++++++++
مرحباً بكم .. في رِحلة النور
مع اللحظة الأُولى من فجر اليوم الأوّل من شهر رمضان.. تبدأ ثلاثينيّة النور: رحلة من النور، وعبر النور، وإلى النور.
رحلة خاصّة متميّزة في مسيرة الإنسان.. من واقعه اليوميّ المألوف إلى الآفاق العالية ، وإلى عوالم القرب الإلهيّ المُشبَع بنورانيّة روحيّة شفيفة مؤنسة ، هي ما يَهَب الإنسان سعادته ويمنحه كرامته ، ويفتحه على مدى إنسانيّته الفسيح .
ثلاثون نهاراً رمضانيّاً من المصابرة في مواقع الامتناع الاختياريّ عن حاجات الطعام والشراب والرغبات ، لتكون دورة تدريبيّة في الاستعلاء على مطالب الغريزة ورغائب الجسد .
وثلاثون ليلة من ليالي الانفراد مع الله جلّ وعلا : ضراعةً ومناجاة .
وثلاثون ليلة من الأُنس بالقرآن : كتاب الهدى والبصائر.. حيث الاتّصال بفيض ربّانيّ سخيّ ، زاخر بالجمال والجلال ، ومفعم بالفرح الروحيّ الغامر.
إنّه التطوير المستمرّ للإنسان ، والتثبيت الدائم للمعرفة وللإيمان والإخلاص في الحياة، والتخفيف اليوميّ من غلواء النفوس والأهواء ، والتخشيع المتواصل لمشاعر القلب ورفّات الفؤاد .
من هنا ـ أيّها الأعزّاء ـ يغدو الصوم حِصناً وجُنّة ووقاية.
ومن هنا أيضاً يغدو الصوم تزكية وتطهيراً للجسد والعقل والروح .
ومن هنا تكون للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربّه .
يفرح عند إفطاره لِما يجده في داخله من تخفّق من ثقلة الجسد ومن شفاقيّة في القلب . ويفرح عند لقاء ربّه لأنّه يلقاه بعد أن تزكى وتطهّر وتوهّج بالإيمان واليقين .. وعندئذ يجد ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
وهذا كلّه من ميراث الصوم . في حديث المعراج : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يا ربّ ، وما ميراث الصوم ؟ قال : الصوم يورث الحكمة ، والحكمة تورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ؛ فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح : بعسر أم بيسر .
هو إذن ـ أيها الإخوة والأخوات ـ ميراث الحريّة الحقيقيّة ، والانفلات الباطني من سلطة العالَم .. إلى اليقين بالله ، الذي هو غاية الغايات ، والأساس الأرسخ لنهضة الإنسان فرداً وجماعة ، وهو النَّسغ الحيّ المحيي الذي يُفتّح أزاهير الحياة .
ثلاثون يوماً رمضانيّاً تفتح لنا أبوابها الوسيعة ، منذ فجر اليوم الأوّل من هذا الشهر الكريم المجلَّل بالخير والبركات .
فرصة نفيسة متاحة لندخل في التجربة الصِّياميّة : نمارسها ، ونتذوّقها ، ونعيش ساعاتها وأيّامها .. لنخرج منها ـ حين نخرج ـ ونحن أوفر حكمة وأكثر عافية .
منذ الآن ـ أيّها الأعزّاء في كلّ مكان ـ نشدّ على أيديكم ، ونبارك لكم هذه التجربة القيمّة ، ونتمنّى لكم فيها الفوز والرضوان .
بطاقة تهنئة نقدّمها لكم معطّرة بنفحات القرآن ، ومغسولة بأنوار العذوبة الإيمانيّة ، ومصبوغة بصبغة الله ( ومَن أحسن من الله صبغة ، ونحن له عابدون ) .
أهلاً رمضان
ما ألذه من شعور يكتنف قلوبنا ونحن في الأيام الأولى من شهر الخير والبركات . فها قد أظلنا شهر الكنوز العظيمة ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . سيد الشهور ، وميدان السباق والتنافس . يشمر فيه المشمرون ، ويغتنمه العاقلون ، ويفرح بقدومه المؤمنون ، { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} البقرة 185.
رمضان حديقة وارفة الظلال ، دانية الثمار ، يدخلها المؤمنون منذ أول ليلة منه ، فيقبلون بشوق وحماس ونشاط على كل ألوان العبادة والطاعات ، لأنهم يعلمون ما فيه من المزايا والرحمات.
كان رسولنا يهنئ أصحابه بقدوم رمضان فيقول ( أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبوا ب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين . لله فيه ليلة خير من ألف شهر . من حرم خيرها فقد حرم )
(إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة ) ، ( وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ )
وفي الحديث أيضاً (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة ) .
فيالها من بشارات عظيمة . بشارات للطائعين أن يستزيدوا فأبواب الجنة مفتوحة ، وبشرى للعاصين أن يرجعوا ويتوبوا فأبواب النار موصدة ، والرحمات متنزلة . وبشرى للعقلاء أن يغتنموا هذا الموسم فمردة الشياطين مغلولة مصفدة .
رمضان أيها الأحباب ؛ مدرسة للتعلم والتعليم ، والتوبة والإنابة ، ومحطة للتزود بالطاعات والنوافل . رمضان خلوة العابدين مع خالقهم في لياليه وأيامه ، وإخلاص لله وحده في الطاعات والصيام ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصوم لي وأنا أجزي به ) ، ودِربة للنفس على المجاهدة والصبر على الطاعات وترك العصيان .
رمضان فرصة للمغفرة ، فرصة للتوبة ، وغسل الأوزار والخطايا .
فيا فوز الطائعين ، ويا فوز الصائمين ، ويا فوز القائمين ، ويا فوز التالين الذاكرين .
دموع الفرحة تغمرني بقدومك يا رمضان ، لأن الله قد مدّ في عمري حتى بلغني إياك ، فأعلن توبتي ، وأعود إلى ربي ، فأستزيد من الطاعات ، في حين شهدت بعيني رحيل كثير ممن فاجأهم الموت وقد كانوا يؤملون قدومك يا رمضان .
دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، وأنا أتأمل في تلك العافية التي منّ الله بها عليّ لأتقوى بها على الطاعة ، وأستغلها في الصيام والقيام وتلاوة القرآن والاستزادة من النوافل والقربات . في حين أن البعض قد أقعدهم المرض فأذهب عنهم لذة هذه الفرحة .
دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، لأنني لازلت أشعر بألم تجاه رمضان الفائت ، الذي مرت أيامه متسارعة ولم أحصل فيها ما أردت من الخيرات ، وقد تثاقلت عن كثير من الحسنات ، وفرطت في القيام والطاعات ، فجئت يا رمضان لتعطيني فرصة وشحنة إيمانية لاستدراك ما فات.
فلماذا لا تدمع عيني وأنا في مثل هذا النعيم . لماذا لا تدمع عيني فرحاً وأنا أستقبل شهر الصيام والقيام والقرآن .
( من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
( من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) هكذا قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله .
فيا من أدرك هذا الشهر ، ها هو رمضان يناديك ، أقبل ، عد إلى ربك ، فمتى ستفيق من غفلتك ، ومتى ستنتبه من رقادك ، ومتى ستقبل على الله إن لم تقبل الان .
ألا ترى تهجد المتهجدين ، وتسمع تلاوة التالين ، وبكاء الخاشعين ، وأنين العائدين التائبين ، واستغفار المستغفرين .
اعقد العزم أخي ، واعقدي العزم أختي ، على الصيام والقيام والتوبة والاستكثار من الطاعات عسى أن نكون من المقبولين المعتقين .
وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام وصالح الأعمال ، وبلغنا وإياكم تمام الشهر ، وتقبل منا ومنكم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية نرحّب بكم ، ونلتقي بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة السحر إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .