أهم واجباتنا زمن غيبة الإمام المهدي (11)
عجل الله تعالى فرجه الشريف
32 ـ طلب الصبر من الله تعالى
من وظائف المؤمن في زمن الغَيبة أن يسأل ربّه عزّوجلّ ليوفّقه للصبر في المواقع التي ينبغي عليه الصبر فيها ، وقد ورد الأمر بأن يسأل المؤمن من الله تبارك وتعالى كلَّ ما يحتاج إليه لإصلاح آخرته ودُنياه ، فإنّ بيده تعالى مفاتيح كلّ شيء ، كما أنّ قوله تعالى : " واصبِرْ وما صَبرُكَ إلاّ بالله " يُبيّن أن على المؤمن أن يطلب الصبر من الله عزّ وجلّ .
r روى الكليني عن الإمام الصادق u ، قال : إنّ الله عزّوجلّ خصّ رُسُلَه بمكارم الأخلاق ، فامتَحِنوا أنفسَكم ، فإن كانت فيكم فاحمَدوا الله واعلَموا أنّ ذلك من خي ر، وإن لا تكن فيكم فاسألوا اللهَ وارغَبوا إليه فيها .
قال ( الراوي ) : فَذكَرَها عشرةً : اليقين ، والقناعة ، والصبر ، والشكر ، والحِلم ، وحُسن الخُلق ، والسخاء ، والغَيرة ، والشجاعة ، والمروّة .
33 ـ التواصي بالصبر في زمن الغيبة
من الأمور المهمّة التي ينبغي الاهتمام بها والمواظبة عليها في عصر الغَيبة : التواصي بالصبر ، قال تعالى : " والعصرِ * إنّ الإنسانَ لَفي خُسْرٍ * إلاّ الذينَ آمَنوا وعَمِلوا الصالحاتِ وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصبر » ، حيث روي عن الإمام الصادق u في تفسير قوله تعالى : " وتواصَوا بالصبر " قال : يعني في الفَترة .
r وروي عنه u في تفسير قوله تعالى : " إنّ الإنسانَ لَفي خُسْر * إلاّ الذين آمنوا وعمِلُوا الصالحات " قال : آمَنوا بولاية أمير المؤمنين u، " وتواصَوا بالحقّ " ذريّاتِهم ومن خلّفوا بالولاية ، وتواصَوا بها وصبروا عليها.
والمراد بالتواصي بالصبر : أن يوصي ويأمر المؤمنُ أولاده وأحفاده وأهله وعشيرته وإخوانه وأحبّاءه وسائر المؤمنين بأمر القائم u والصبر في غيبته على طول الغَيبة ، وعلى ما يُصيبهم من الفتن والمحن والأذى ، بأن يذكر لهم فضائل الصبر وتعقّبه بالظفر والفَرَج ، حتّى لا ييأسوا من طول الغَيبة ، ولا يرتابوا لما يرون من نِعمة أعدائهم .
r ولذلك قال الإمام الصادق u لأبي بصير لمّا قال له : جُعِلتُ فداك ، متّى الفَرَج ؟ : يا أبا بصير ! أنت ممّن يريد الدنيا ؟! مَن عرف هذا الأمر فقد فُرِّج عنه بانتظاره .
انتظار الفَرَج من الفَرَج ؟! إنّ الله عزّوجلّ يقول : " فانتظِروا إنّي معكم مِن المُنتَظِرين ".
34 ـ تهذيب النفس
من أهم الوظائف التي ينبغي على المؤمن الالتفات إليها في عصر الغَيبة : تهذيب نفسه من الصفات الذميمة ، وتحليتها بالأخلاق الحميدة . ومع أنّ تهذيب النفس وتزكيتها واجب في كلّ زمان ، إلاّ أنّ تخصيصه بالذِّكر في تكاليف عصر الغَيبة لأنّ إدراك فضيلة صُحبته u والكَون في جملة أصحابه مرتبط بتهذيب النفس وتزكيتها .
r روى الشيخ النُّعماني عن الإمام الصادق u (ضمن حديث) ، قال : مَن سَرّه أن يكون من أصحابِ القائم فلْينتظِرْ ولْيعملْ بالورَع ومحاسنِ الأخلاق وهو منتظر ، فإنْ مات وقام القائمُ u بعدَه ، كان له من الأجر مِثلُ أجر مَن أدركه ، فجِدّوا وانتظروا ، هنيئاً لكم أيتّها العصابة المرحومة .
... يتبع ..