عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 29-Mar-2012 الساعة : 01:28 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الشريعة
والشريعة من اهم المعاجز التي جاء بها النبي (ص) فقد احتوت هذه الشريعة على كل مايحتاج اليه البشر الى يوم القيامة, من احكام مختلفة, من عبادات ومعاملات, واخلاق واجتماع, واقتصاد , وصحة, وادارة, وسلوك وروحانيات وقضاء وجزاء , وحدود وقصاص وغير ذلك.
وهي تتلائم مع كل عصر وجيل, وتستوعب كل التطورات والمستجدات الهائلة التي تشهدها البشرية في كل مجالاتها وتتعايش معها, ولم تنس الاخرة وعوالمها , فان الاخرة هي دار القرار.
ومن المؤسف جدا ان المجتمع الانساني لم يدرك هذه الحقيقة, لان الناس لم يعيشوا الاسلام ولم يعرفوا احكامه, فلم تطبق شريعة الاسلام, عمليا كي يعرف أثرها وواقعها في الحياة الانسانية.
بل يمكننا ان نقول ان المسلمينأنفسهم- وان عرفوا شريعة النبي (ص) - الا انهم لم يعيشوها عمليا, وخاصة في اخلاقياتها, وبذلك لم يكونوا دعاة الى الاسلام , ولم يؤكدوا للاخرين ان دينهم هو افضل الاديان.
معاجز اخرى للنبي صلى الله عليه واله وسلم
وهناك معاجز اخرى كثيرة للنبي محمد (ص) تحدث عنها المؤرخون واهل السير, وذكرت في مجاميع خاصة( راجع مثلا بحار الانوار المجلسي فانه عقد لمعجزاته (ص) ابوابا كثيرة , ابتداء من الجزء 17 من ص 159 الى الجزء 18 ص 144).
عصمة الانبياء
ويعتقد الشيعة بان الانبياء باسرهم واوصياؤهم معصومون عن ارتكاب السيئات والمعاصي, الصغيرة والكبيرة, بل هم معصومون في كل احوالهم واوضاعهم عن الخطأ والنسيان, بل هم منزهون عن كل مايتنافى مع المروءة والتبذل بين الناس, وكل مايستهجن فعله عند عامة الناس وان لم تكن معصية.
معنى العصمة
العصمة هي قوة قدسية ونورانية يتلطف بها المولى الحكيم على المعصوم, ويجعلها في قلبه, تحجبه وتمنعه من الوقوع في المعاصي والقبائح والموبقات , وهي نوع من العلم يؤثر هذا التأثير بنحو لايتنافى مع الاختيار.
فهذه القوة القدسية النورانية وهذا العلم القدسي, هبة من الله سبحانه للمعصوم, كما وهب وخلق غيرها من الصفات والقوى في الانسان, كالقوة والقدرة والعقل والارادة والاختيار.
وهذا العلم الذي عنده سبحانه علم قطعي لايتغير ولا يتبدل ولايغلب اطلاقا, فان حقائق الامور بهذا العلم تكون مكشوفة لديه.
وقد دلت على ذلك الاية الكريمة( وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم ) فقسمت الاية العلم الى قسمين
1- ( كتاب ) و ( حكمة) وهذا متعلق بشؤون المكلفين ونظامهم.
2- و( علم خاص بالمعصوم ) ( وعلمك ما لم تكن تعلم) , فأن اثره ومتعلقه انصراف المعصوم عما يضاد هذا العلم , بشكل قطعي للقوة الموجودة فيه والرادعة له.
وهذا العلم لايتنافى مع الاختيار, لان الانسان فاعل بالعلم والارادة والاختيار, ومثله مثل الذي يعلم بالسم وخطر السم, فانه يمتنع عنه وعن شربه باختياره وارادته, لعلمه بخطره وضرره, وهكذا امتناع المعصوم عن المعاصي والموبقات بالاختيار لا بالجبر والالجاء , والا لم يكن علم ولا ارادة ولا اختيار ولا تكليف.
الادلة على العصمة
دليلنا على العصمة العقل والنقل
الدليل العقلي على ضرورة العصمة
العصمة في النبي امر ضروري يتلائم ومنطق العقل والرسالة السماوية التي جاء بها النبي من عند الله تعالى, لان النبي سفير الله في الارض للعباد, يبلغ احكام الله ويدبر شؤون العباد بما فيه خيرهم وصلاحهم وانتظام امورهم بأحسن وجه واكمل حال.
فالعقل يرى - من خلال ادراكه لمقام النبي ووظيفته- ان النبي ليس كسائر الناس في عقله وكمالاته وملكاته وفي كل اوضاعه, وانه ينبغي ان يكون في قمة الكمال والفضائل , لايدانيه في ذلك احد, وان يكون بعيدا عن النقائص والرذائل والمعائب في الخلق والخلق والعقل والروح والنفس, وعن التصرفات المبغوضة التي تؤثر في اوضاعه ومنصبه كنبي وسفير من قبل الله تعالى.
لذلك يجزم العقل بضرورة كون النبي معصوما عن كل مايخل بذلك لكي يطمئن الناس الى واقع مايبلغهم اياه وينقله اليهم من قبل الله سبحانه وتعالى, ولكي يتحقق الهدف الاسمى الذي اراده الله لعباده , اذ لاطريق لذلك سوى العصمة التي تفضل بها المولى عليه, والتي امتاز بها عن سائر الخلق.
والا لكان ارسال من لاعصمة له خلاف الحكمة الالهية من ارسال الانبياء, وكان ايضا نقصا في المرسل , وخلاف علمه سبحانه بما يحيط بالرسالات السماوية من ظروف قد تعيق تحقيق اهدافها , تعالى الله عن ذلك كله , فانهسبحانه قادر على تزويد رسله بما يحفظ الرسالات ويحقق الاهداف منها
العصمة ضرورية مطلقا في التبليغ وغيره والادلة على ذلك
هنا سؤال وهو ان العقل حين يحكم بضرورة العصمة هل يحكم بضرورتها في بعض الشؤون - كالتبليغ فقط مثلا كما يدعيه البعض-؟
او انه يحكم بضرورتها في كل الشؤون في التبليغ وغيره, وحتى بالنسبة للخطأ والنسيان وكل ما ينافي المروءة وغير ذلك؟
والصحيح الذي يعتقد به الشيعة هو ان العقل حين يحكم بضرورة العصمة انما يحكم بها بشكل مطلق وفي كل الشؤون , في التبليغ وغيره, عن الخطأ والنسيان, بل عن كل ماينافي المروءة والكمال وغير ذلك.
فما يقال بان النبي معصوم في التشريع والتبليغ فقط , فهو قول خاطئ وباطل , عقلا ونقلا كما سيتضح ان شاء الله تعالى.
الدليل الاول
ان العقل -كما ذكرنا سابقا- لايحكم الا بعد ان يتحقق موضوعه ويستوفي تمام شروطه وما يعتبر فيه بحيث لايكون هناك ادنى شك فيه, وحينئذ يكون حكمه حكما قطعيا جازما, لانه يكون قد ادرك الحقيقة كالشمس الطالعة.
وذكرنا هنا ان العقل يحكم بضرورة عصمة النبي والرسول والوصي , لانه اذا لم يكن معصوما لايمكن ان يتحقق الهدف الاسمى الذي اراده الله للعباد, وان الرسالات السماوية- التي جعلها الله المنطلق والدستور- لايمكن ان تصل الى تحقيق الاهداف السامية بشكلها الصحيح الا بعصمة مبلغيها, وكذلك لايمكن ان يتعامل البشر مع رسول لايتميز عنهم بشيء من الخصائص والكمالات والفضائل القدسية التي توجب الثقة والاطمئنان به, وهذا يعني انه لابد ان يكون معصوما في كل احواله واوضاعه.
فالنتيجة انه لابد من ان يكون النبي والوصي معصومين في كل الاوضاع والاحوال, لان حكم العقل بضرورتها غير قابل للتخصيص والتجزئة والتبعيض مادام انه لايجوز بنظره ان تصدر منه المعصية او الخطأ, فحين يحكم بضرورة العصمة يحكم بها بشكل مطلق وفي كل الشؤون , في التبليغ وغيره, وعن الخطأ والنسيان , وكل ما ينافي المروءة.
الدليل الثاني
ان العصمة من الامور البسيطة غير المركبة , فهي اما ان تكون موجودة او غير موجودة.
وعليه فاذا امكن في حقه الخطأ والنسيان , كان معنى ذلك امكان وقوع الخطأ والنسيان في كل شيء يفعله حتى التبليغ, لان امكانية الخطأ عندما تكون موجودة , يكون وجودها ممكنا في كل شيء.
مع ان مجرد احتمال وقوع الخطأ والمعصية منه يكفي في عدم وجوب اتباعه, وفي التشكيك بما يبلغه, وعلى هذا يصبح شأنه شأن بقية الناس لا قيمة لكلامه, ولا اهمية لتبليغه, ولاوزن لفعله, ولاطاعة لاوامرهو ولاانزجار عن نواهيه, مع انه غير ذلك قطعا , لانه معصوم مطلقا وفي كل شيء كما اسلفنا.
الدليل الثالث
ان النبي لو كان يفعل المعصية ويصدر منه الخطأ والنسيان , فأما ان نقول بوجوب اتباعه في هذا الحال , أو بعدم وجوب اتباعه؟
( فان قلنا ) بوجوب اتباعه حتى لو كان يفعل المعصية او يخطئ وينسى
فمعناه قد انه قد اجيز اتباع من يخطئ برخصة من الله سبحانه, بل معناه انه قد اجيزت المعصية نفسها وانه لامانع منها ومن فعلها ومن فعلها برخصة من الله سبحانه وتعالى.
وهذا باطل بالضرورة والعقل .... لانه من القبيح, ومن غير المعقول ان يكلفنا المولى باتباع من فعل المعصية, وباتباع من يخطئ وينسى في امور الدين والشريعة , بل في كل الامور.
( وان قلنا) بانه لايجب اتباعه في هذا الحال , اي حال المعصية وحال الخطأ والنسيان.
فهذا يعني انه ليس بنبي , وبذلك تنتفي فائدة البعثة والنبوة, وذلك لانه في حالة ارتكابه للمعصية تنتفي الثقة في افعاله , ولايحصل التصديق في اقواله, لاحتمال الخطأ والمعصية عندئذ, ومعه تضيع الاحكام وتختل الموازين العقلية والعرفية.
من هنا نقول بشكل قاطع جازم ان النبي معصوم ومطيع دائما وابدا, ولايخطئ ولاينسى في كل الاوضاع والاحوال.
حياة المعصوم كلها تبليغ
فظهر ان العصمة مطلقة وليس خاصة بالتبليغ, ومن يدعي غير ذلك فهو لايعرف مقام النبوة , ولايعرف ان حياة النبي والوصي كلها تبليغ, وان كل شيء يفعله ويقوله ويقرره ويتحرك معه منطلق من الشريعة واحكامها وواقعها, ومن طاعة الله المطلقة, ومنطلق من القران وموافق لايات الله البينات التي لايأتيها الباطل ابدا
الدليل النقلي على عصمة الانبياء
استدل على العصمة للانبياء والاوصياء من القران الكريم بآيات بينات , ومن السنة بروايات
( فمن الايات) قوله تعالى( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)
ودلالة الاية على العصمة واضحة وجلية لمن تأمل فيها , فان المقصود من الرجس , الذنوب والقبائح والموبقات التي تخل بمقام النبي والامام , والحصر ب ( انما) تأكيد على الطهارة من الرجس والمعاصي واقعة حتما , كقوله سبحانه( انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون)
ولايمكن في هذا المقام ان يتخلف مراده عن ارادته, فان ارادته تعالى هي العلة التامة بالنسبة لمخلوقاته, وتخلف المعلول عن علته مستحيل, وهذا من المسلمات ان لم يكن من البديهيات.
ولما كان الله سبحانه وتعالى يعلم ماذا سيختار العبد في افعاله قبل ان يوجد العبد, وقد علم الله سبحانه من اهل البيت انهم لايختارون الا الطاعة ورضى الله سبحانه , فاراد لهم العصمة, فارادته تعالى لهم العصمة لانهم هم يريدون الطاعة واختاروها, فارادته تعالى مشروطة بعلمه, فلا تخلف في مراده عن ارادته.
فالاية تدل على ان العصمة بالاختيار وليست بالجبر والالجاء
( ومنها) قوله تعالى( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين)
فقد تضمنت الاية الكريمة سؤال ابراهيم ربه ان يجعل الامامة في ذريته, لمكانة هذا المنصب وشرفه وعظمته.
فأجابه المولى عزوجل ان ( عهدي) وهو الامامة لايناله ظالم, وليس من المعقول ولا المتصور ان يسأل ابراهيم هذا المنصب لظالم أو لعاص مهما كان ظلمه , لنفسه أو لغيره, وسواء كان الظلم دائما ومستمرا منه, أو كان لحظة من الزمن, فمن كان يجري عليه اسم الظالم لايمكن ان ينال عهد الله وهو الامامة.
فالاية تدل على ضرورة العصمة في النبي , وكذلك في الوصي.
الامامة منصب الهي
والذي يستفاد من الاية ايضا ان مقام الامامة مجعول من الله سبحانه وان الامامة ليست بالاختيار والانتخاب, لقوله سبحانه( اني جاعلك للناس اماما) ولقوله ( قال لاينال عهدي الظالمين)ولقوله تعالى( وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا)
( ومن الروايات ) قول ابي عبد الله للزنديق عندما سأله من اين اثبت الانبياء والرسل ( ... وهم الانبياء وصفوته من خلقه , حكماء مؤدبين بالحكمة, مبعوثين بها, غير مشاركين للناس, على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب , في شيء من احوالهم , مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة ....) ( الكافي الكليني كتاب الحجة 1/168 ح1)
صفات النبي
ويعتقد الشيعة ان النبي يجب ان يكون متصفا بافضل الصفات ومتميزا في قواه العقلية والايمانية والجسدية والنفسية , ويكون في قمة الكمالات والفضائل والمميزات التي تتناسب مع مقامه الذي يمثله بين الله وبين عباده.
فيجب ان يكون - مضافا الى العصمة التي تحدثنا عنها- افضل الناس في جميع الجهات , بحيث لايكون احد افضل منه ايمانا وعقلا , وعلما وتقوى, وشجاعة وعفة, وعدالة وحكمة, وزهدا واخلاقا, وامانة وصدقا, وتدبيرا وسياسة, وغير ذلك.
وكذلك يجب ان يكون النبي سليما معافى في بدنه من العاهات والافات, كالعمى والعرج والزمانة- اي العاهة- والبرص والجذامة وغيرها من المعائب الجسدية.
كما يجب ان يكون طاهر المولد , ولايكون في آبائه من تولد من زنى.
كل ذلك لكي تطمئن القلوب والنفوس اليه, وترتاح القلوب والعقول لكلامه وما يلقيه, وتتوجه اليه بكل ثقة وقناعة, وانه اهل لهذا المقام والمنصب الخطير.
وكذلك يلزم ان يكون جميع آبائه مؤمنين بالله سبحانه, لان لوثة الكفر تؤثر كما تؤثر كما يؤثر الزنا في النسب , فلا ترتاح اليه النفوس ولاتطمئن اليه القلوب.
اما العلم , فعلمه يكون من الله سبحانه( وما ينطق عن الهوى* ان هو الا وحي يوحى) ولذلك اذا سئل لايقول ( لا اعلم) , لانه- كما ذكرنا- علمه من الله وليس بالتكسب , فهو يمد دائما بما هو الحق والواقع من الله
آباء الانبياء والاوصياء كلهم مؤمنون
|