عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 09-Mar-2012 الساعة : 10:21 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
معاناة الشيعة في العصر الاموي
قلنا ان الشيعة يعرفون هذه الحرب وما تستهدفه منذ اليوم الاول , فالامويون هم اول من شن هذه الحرب على الشيعة وعلى ائمة اهل البيت (ع) وعلى اتباع الائمة واصحابهم, واعلنوا حربا ضروسا عليهم , فلقد سخروا لها كل مايملكون من قوة وامكانيات ووسائل واساليب, بالمال والسيف والرجال, والفكر والاقلام.
لقد قتل الامويون الالاف المؤلفة من رجالات الشيعة, بمختلف الوسائل, ولاوهى الاسباب وابسط الاعذار, بل كانوا ياخذون على الظن والتهمة, ويقطعون الارزاق عن كل من يوالي اهل البيت(ع) ويتشيع لعلي وابنائه, فطردوهم من بيوتهم, ونفوهم من بلادهم, واخافوهم بكل وسيلة.
ناهيك عن الحرب الفكرية, فقد جندوا الرواة ورجال الحديث, والعلماء والقضاة والكتاب, والادباء والشعراء, فحرفوا الاحاديث, وزوروا الحقائق, ونسبوا الكثير من التهم والامور الباطلة لاهل البيت(ع) كل ذلك للقضاء على حركة التشيع وعلى فكر اهل البيت (ع) , وهذه كتب التاريخ قد امتلات صفحاتها من هذه الامور المخزية(يضرب سماحة السيد عدة امثلة منها معاوية وسمرة بن جندب وزياد وحجر بن عدي....)
قال بعض الكتاب ( لولا ان الله سبحانه له شأن وارادة في اهل البيت (ع) وفي التشيع , لم يبق لهم ذكر مع هذه الحروب الواسعة, (ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)
في العهد العباسي
اما العهد العباسي فكان اشد وامر على اهل البيت (ع) وشيعتهم, لقد فعلوا اكثر مما فعله الامويون , قال الشاعر
تالله مافعلت امية فيهم معشار مافعلت بنو العباس(حياة الامام الرضا,السيد جعفر مرتضى...)
لقد اذاقوا اهل البيت (ع)وشيعتهم صنوف القتل والعذاب والتنكيل, وافرغوا عليهم بأسهم وكيدهم وحقدهم وبغضهم, فلم يسلم منهم لا الصغير ولا الكبير, ولا الرجال ولا النساء, ولا الشبان ولا الشيوخ, حتى غدت مصائب اهل البيت وشيعتهم مضرب المثل لشدة ماعانوا من القتل والتعذيب والنكال( ويضرب سماحة السيد عدة امثلة...)
أما على الصعيد الفكري فلقد برع العباسيون في هذا الجانب , اذ اوجدوا فكرة المدارس والآراء الفقهية,كآراء اهل العراق, ومدرسة الحجاز, واهل مكة, واهل المدينة المنورة, وجعلوا مدرسة الرأي في مقابل مدرسة الحديث, واوجدوا المذاهب الاسلامية حتى بلغت عددا كبيرا وجعلوا هذه الحركات الفكرية كلها في قبال مدرسة اهل البيت(ع) ومذهبهم وحركتهم الفكرية,كل ذلك للانتقاص من مكانتهم والحط من قدرهم, ومنزلتهم, وللتضييق عليهم, ولصرف الناس عنهم, واستعملوا كل اساليب الترغيب والترهيب لايقاف مسيرة اهل البيت(ع) والحد من تعلق الناس بهم , والانتماء اليهم
ولكن انى لهؤلاء واساليبهم ان تقف في وجه امر الله سبحانه,وارادته تعالى وشأنه ( ويابى الله الا ان يتم نوره)
نتيجة الاضطهاد
ويتساءل الانسان ماذا كانت نتيجة تلك المواقف العدائية من الامويين والعباسيين ضد اهل البيت (ع) وهل استطاعوا القضاء عليهم وعلى مسيرتهم, مع هذا التنكيل الوحشي والتعذيب الهمجي, والقتل الاجرامي , والابادة الانسانية, وبالتالي الحرب الفكرية؟
هل استطاعوا ان يقضوا على حركة التشيع والانتماء لاهل البيت (ع) وعلى الفكر الشيعي الذي يستمد اصوله ومنابعه من اهل البيت انفسهم, وهل قضي على التشيع والشيعة؟
ان الذي يقرأ التاريخ ويقرء حركته بشكل صحيح , يرى ان تلك القسوة والشدة, وتلك الغلظة والوحشية والهمجية, في القتل والابادة التي تعرض لها اهل البيت(ع) وشيعتهم, انتجت عكس ماكان يتوخاه الامويون والعباسيون فقد تفجرت هذه المواقف في قلوب الناس بينابيع من المودة والرحمة لاهل البيت (ع) وملأت قلوبهم وضمائرهم اسى واسفا للتخلف عن نصرتهم ولوقوف الى جانبهم, وحركت في وجدانهم الحسرة والندامة على تخاذلهم عنهم, وتركت في نفوسهم حزنا وشجا لمصارعهم ومقتلهم, وراح الناس يروون احاديث قصص المأسي التي تعرض لها اهل البيت (ع) وقصص شهادتهم ومظلوميتهم, فترجموا ذلك الحب والمودة والولاء , وكل مايجرى عليهم من المصائب بألوان من الشعر والنثر, حتى صار ذكرهم على كل لسان, وفي كل البلدان, وسطر في الكتب والتاريخ, فكان ان زداد تعلق الناس باهل البيت(ع) أمر لايمكن ان يتخلى عنه الانسان, لانه يوجب التخلي عن الدين والايمان.
وأما اولئك الذين جندوا القوى لمحاربة اهل البيت(ع) وفكرهم, فلو قدر لهم ان يروا كم هو حضور اهل البيت (ع) وفكرهم وعلمهم في حياة الناس ايمانا وعملا_ اليوم كما بالامس_ لازدادوا كمدا وغما.
لقد امتد هذا التيار المناوئ للشيعة والتشيع عبر الاجيال الى عصرنا الحاضر وايامنا هذه , وكنا نظن ان الناس في هذا العصر وبواسطة الحضارة التي شملت النفوس والعقول والثقافة والتطور , سوف يترفعون عن العصبيات وينبذون الافكار التي تدعو الى الفرقة والتعصب.
ولكن الظنون كانت على خلاف مانتوقع, اذ الحملة على الشيعة والتشيع ازدادت شراسة وعنفا , ونفاجأ بين حين وآخر بكتاب يحمل بين طياته التكفير والتشنيع والاتهامات الباطلة التي لاتعتمد الحجة, والتي لادليل عليها ولابرهان لها من الكتاب ولا من السنة , ونفاجأ ايضا بالفتاوى بكفر الشيعة وتحريم ذبيحتهم , التي يطلقها المدعون للعلم والمدعون للحرص على الدين,مايخجل الانسان عن ذكره ويتحرد من مقالته.
لماذا كل هذه الامور ضد الشيعة والتشيع بالخصوص؟ والشيعة يعلنون كلمة الاسلام, ويلتزمون بفرائض الاسلام , ويأتمرون بأوامر الاسلام وينتهون عما ينهى عنه الاسلام؟
وهل يمكن ان نجد جوابا مقنعا شافيا لكل هذه الحملات الشيطانية, وهل يمكن ان يحددوا الجناية والجريمة التي تستوجب كل ذلك؟؟؟
لاجواب يقنع لاحديثا ولا قديما, ولن تنتهي هذه القصة مادام الشيعي يوالي عليا وابنائه , بل ستستمر دائما, لان هناك من يريد ان تبقى هذه الامور مستمرة, ومن مصلحته ذلك, بل وانه ليبذل في سبيلها الاموال الطائلة, وفعلا تبذل الاموال بدافع من العصبيات التي لاتنطوي الا على الحقد والجهل , وليت هذه الاموال تصرف فيما ينفع الامة العربية والاسلامية, وبما هو خير لهما.
ولست متجنيا ان قلت, بان اعداء الاسلام وراء هذا كله وانهم هم الذين يخططون لكل هذه الامور , وهم المستفيدون منه, اذ لاوسيلة لهم لمحاربة الدين والمسلمين الا من خلال هذه الامور, ومن خلال المفاسد الاخلاقية التي ينشرها العدو بين الناس وعبر الوسائل المتطورة التي تغزو عالمنا, وبهذا يظنون انهم ينهون اطروحة الاسلام.
وهم وسخافة في العقول والافكار, بل في التخطيط, بل حتى في الوسائل والاساليب التي تستعمل من اجل ضرب الاسلام والمسلمين, ذلك لان الاسلام ليس اطروحة سياسية, وليس من صنع البشر وانما الاسلام هو الحياة للبشرية وهو الوجود الانساني المطلق , الذي يتلائم مع الفطرة والعقل وكل البراهين.
الاسلام من صنع الله تعالى, وهو ارادة الله وهو مشيئةالله, ولايغلب الله على امره( أنما أمره أذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون)
فالاسلام لن يغلب , ولن يقهر, مهما بلغت القوة المحاربةله, ومهما كانت الامكانات للقضاء عليه, فعبثا يحاول هؤلاء وغيرهم ضرب الاسلام , وهراء يفكرون,وسخفا يخططون للقضاء عليه.
نعم, الذي نخشاه من هذه الحرب , هو تأثيرها على المسلمين الضعفاء, وزوال الروح الايمانية والاخلاقية من نفوسهم التي اثبتها الايمان والاسلام في قلوبهم , ومع ذلك سوف تبقى الكلمة للاسلام.
واني لاتمنى على اخواني المسلمين سنة وشيعة,ومن كافة المذاهب الاسلامية,ان ينتبهوا الى خطط اعداء الاسلام ومكرهم, من الغرب وغيره,والى انها مستمرة ولن تتوقف ابدا, وليس أقوى من وحدة الصف ووحدة الكلمة, والتغاضي عن العصبيات والمذهبيات, ونبذ الفرقة والاحقاد والاضغان, والتمسك بأحكام الاسلام بشكل صحيح, ردا على كل المخططات التي يطلقونها, فان هذه الامور هي التي يخشاها ويخاف منها اعداء الدين والعاقبة للمتقين.
الفصل القادم فرق الشيعة
|