عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 08-Apr-2012 الساعة : 05:50 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عقيدتنا في الامام المهدي
يعتقد الشيعة بان الامام المهدي هو الامام الثاني عشر , وهو من خلفاء رسول الله (ص) واوصيائه الذين ثبتت امامتهم وخلافتهم بالنص الالهي كما اشرنا الى ذلك تحت عنوان ( عدد الائمة ) وانه من ولد فاطمة الزهراء , , ومن ولد الحسين , وانه حي موجود , يخرج في آخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
والاعتقاد بأنه يخرج في آخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا , لايقتصر على الشيعة فقط , بل ان جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم يعتقدون به , وانه يخرج في آخر الزمان ليصلح الاوضاع المتردية وما فسدمن امور المسلمين.
وقد وردت الروايات العديدة التي تؤكد البشارة بخروجه وظهوره , وقد بلغت هذه الروايات حد التواتر , حيث احصيت بالمئات ان لم تكن اكثر من ذلك, ولا نجد قضية وردت فيها مثل هذه الكثرة من الاحاديث كهذه القضية, بحيث اصبحت بديهية غير قابلة للتشكيك الا ممن في قلبه مرض , فهذه القضية من المسلمات في الاسلام.
فكرة المهدي حاجة ملحة لاصلاح المجتمعات
اذا ما تعمقنا في احوال المجتمعات الانسانية وما تصاب به من حالات الاحباط في المشاكل الانسانية التي تتراكم بلا حلول, وما تعانيه من الانحراف والانحطاط الخلقي والاجتماعي , ومن الشر والفساد والظلم والجور والويلات حتى اصبحت لاتجد امامها سوى هذه المحن والويلات يوميا ...
كل ذلك يجعل تلك المجتمعات تتطلع الى من يخلصها من ذلك. من هنا كانت هذه الفكرة - فكرة المهدي - اصيلة في الوجدان البشري والاوضاع والمعتقدات الانسانية .
ان الطغيان الفردي والاجتماعي والدولي يطل على الانسانية كل يوم بجديد من الظلم والشر والفساد , وقد عجزت القوى والامكانات والوسائل والاساليب من ان توقف هذه الامور وتبدلها الى الافضل , بل حتى مايسمى بالقوى العظمى عجزت عن ان تدفع الشر والفساد , بل اصبحت هي تتبنى ذلك وتسوقه وتشجع عليه من اجل استمرار مصالحها وبقاء سيطرتها على الشعوب, كما نجده الان واضحا في امريكا التي اتخذت من الارهاب وسيلة جديدة للسيطرة على العالم ولضرب المعارضين لها وللاستيلاء على الاموال وسرقتها وقتل النفوس وازهاقها زتخريب البلاد , مع انها هي راس الارهاب والشر والفساد في العالم كله.
بل حتى الدين اصبح يستغل للمآرب والمصالح ويسخر للوصول الى المقاصد والغايات الشخصية والفاسدة, والناس اصبحوا يعيشون حالة اليأس من الاصلاح وحالة اليأس من المنقذ , بل المنقذ هو الظالم كما أشرنا.
وكل يوم تزداد الامور سوءا ,خصوصا على صعيد المسلمين الذين أخذوا بالابتعاد عن دينهم تدريجيا , وتعطيل احكامه في اغلب الامور, ولجؤوا الى القوانين الوضعية , بحيث اصبح البديل عن الاسلام وعن احكام الدين وحكومته في جميع امورهم وشؤونهم , ولم يبق لهم الا مراسم من العبادات يتقيدون بها ويحتاطون فيها , ليبقى لهم اسم الاسلام .
واله سبحانه وتعالى حين جعل الاسلام هو المنهج القويم العادل للبشرية, ما كان ليجعله الا وهو في اعز مايكون واقوى مايكون , ويكون هو السائد والقائد والفاعل في كل الجهات وعلى كل الجبهات .
وحين يكون الوضع الاسلامي او وضع المسلمين او وضع الانسانية يمثل الحالة التي ذكرنا , لايمكن ان يعود الى فاعليته الا على يد مصلح قوي عظيم , له القدرة الفائقة على تلبية تطلعات وآمال الناس وتحقيق ما هو الحق, ولذلك اصبح الناي يتطلعون الى قوى اخرى بعيدة عن عالمهم تنجدهم وتخلصهم من هذا الظلم والجور المحيق بهم.
انه نداء الفطرة في النفوس وفي الضمائر والعقول , ونداء الايمان الذي يملأ القلوب بالعقائد الحقة , والدين القويم الذي جاء ليحرر الانسان من الخرافات والسخافات ومن عبودية الانسان للانسان , ومن ظلمه وجوره , ويعطي للانسان العدل في كل شيء.
ولايمكن ان يقوم هذا الايمان والدين على وعود فقط , وعلى الترغيب فقط, بل انه يلبي حاجة الانسان بحقيقة عملية, ولذلك يتحرك الدين مع الانسان في كل شيء ويحقق له العدل في كل شيء - لو تعامل معه معاملة صحيحة وجدية - ومن ذلك مايكون في آخر الزمان , فان حركة الدين المستمرة باتجاه الاحداث كلها , تساعد على اظهار ولي الله صاحب العصر والزمان الامام المهدي ليملأ الارض بالعدل والقسط بعد ان ملئت بالظلم والجور , وتعلو كلمة الحق ويزهق الباطل ( ان الباطل كان زهوقا).
وهذا امر واقع لابد منه , وما بيننا وبينه الا ان يأذن الله سبحانه وتعالى ( انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون).
ولقد ورد عن رسول الله (ص) قوله ( لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد , لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من اهل بيتي , يملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا) ( بحار الانوار المجلسي 51/74 ح 26 , روضة الواعظين الفتال النيسابوري ص 261 , مناقب امير المؤمنين , الكوفي 2/173, شرح الاخبار النعمان 3/32)
وعن الامام الرضا عن آبائه عن امير المؤمنين انه قال للحسين ( التاسع من ولدك ياحسين هو القائم بالحق , المظهر للدين , الباسط للعدل, قال الحسين فقلت ياامير المؤمنين وان ذلك لكائن ؟ فقال اي والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جميع البرية , ولكن بعد غيبة وحيرة , لايثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين ) ( بحار الانوار المجلسي 51/110 ح2)
وفي حديث عن الامام جعفر بن محمد الصادق عن جده , قال ( قال رسول الله (ص) القائم من ولدي , اسمه اسمي , وكنيته كنيتي , وشمائله شمائلي , وسنته سنتي, يقيم الناس على ملتي وشريعتي , ويدعوهم الى كتاب الله عزوجل , من اطاعه اطاعني , ومن عصاه عصاني , ومن انكره في غيبته فقد انكرني , ومن كذبه فقد كذبني , ومن صدقه فقد صدقني) ( بحار الانوار المجلسي 51/73 ح 19)
لماذا الغيبة؟
لم يرد الله لوليه ان يغيب عن عباده , لان الله بمقتضى عدله ولطفه اكد على ان لايخلو زمان ولا مكان ولا امة من وجود الامام , لان وجوده لطف وحافظ لجهات الخير والصلاح للعباد.
اذا فالامام موجود بين الناس ولاتخلو الارض منه , الا ان وجوده المباشر بين الناس بحيث يراهم ويرونه ويقوم بما هو من شؤونه عمليا مباشرة ومعهم هذا المعنى غير موجود الان , فقد احتجب الامام المهدي عن الناس بما يسمى ( الغيبة) لضرورات عديدة لم يكن له فيها اختيار , وانما كانت لضرورة نشأت من قبل الناس والعباد انفسهم , حيث ارادوا قتل الامام واستئصال وجوده خوفا منه على شلطانهم وملكهم , وظنا منهم انهم ان فعلوا ذلك بقي لهم الملك ولاعقابهم البقاء والسلطان .
وعندما يكون المكلف سببا لمنع وحجب الخير والصلاح والتكليف عن نفسه, خصوصا بعد اقامة الحجة عليه , مع علمه ومعرفته بضرورة الانقياد والطاعة لما يسمى تكليفا , وعندما يسد على نفسه جميع منافذ الوصول الى ما يبرئ ذمته بين يدي الله سبحانه , ويرفع عنه المسؤولية التي يقطع بترتبها على ذمته وكاهله من دون عذر ومبرر مقبول , يكون هو المسؤول عن هذا المنع وعن اسبابه وعن كا مايترتب عليه من تقصير وتفريط في حقه وحق غيره من الناس , لانه كان بأختياره , وما كان بالاختيار لاينافي الاختيار.
ولايلزم من ذلك سقوط التكليف عن ذمة المكلفين , وان تسبب الغير في حجب الحجة عنهم , لان التكليف واصل اليهم ومعلوم لديهم .
وان كان من امر يتعلق بوجوده فانما هو من الامور الحادثة والمستجدات التي تشهدها الحياة الانسانية وما يتعلق بوجود الامة وكيانها واعتبارها ومواقفها من خصومها وما يتعلق بذلك , فهذه الامور وان حجبت عن الامة ولم تسعد ببركة وجوده وموقفه تجاهها , الا ان الائمة وقد وضعوا لهذه الفترة ما يكفي من احكام , وارجعوا الناس الى العلماء الابرار الامناء على الدين والدنيا.
ولذلك يلزم المكلف ان يسلك الطرق والاسباب التي تحقق براءة الذمة له في ذلك.
كما لايلزم من غيبته انتفاء الامامة وانتفاء اعتبارها , فان شيئا من الامور الموجبة لاصل الامامة وضرورة وجودها لم يتغير , فلا تنتفي , بل كون وجوده لطفا الهيا , قائم حتى في حال غيبته , والمنع من هذا اللطف استند الى المكلف وليس من الله , وما تغير هو ظهوره بين الناس اذ لايمكن ظهوره لمانع اوجده الناس.
وهذا الموضوع واسع ودقيق , وقد بحثه العلماء والمتكلمون واطالوا فيه فلا نطيل.
غيبة بعض الانبياء والاوصياء
وغياب الامام المهدي ليس اول غياب حدث في في هذه الامة او بين البشر , فهناك عدة امثلة تحكي غياب عدد من الانبياء , فالنبي محمد (ص) اختفى في الشعب ثلاث اعوام , واختفى في الغار ثلاثة ايام , وذلك لانهم ارادوا ان يقتلوه ,( اقام النبي (ص) في الشعب ثلاث سنين الا شهرا واشار لذلك في بحار الانوار 19/16 واقام في الغار ثلاثة ايام بعد خروجه من مكة وقبل دخوله المدينة , راجع بحار الانوار ايضا 15/370), والنبي صالح غاب عن قومه مدة من الزمن , وموسى غاب عن قومه ثمان وعشرين سنة.
ولا فرق - اذا كان في الغيبة مصلحة - بين طول المدة وقصرها.
من هو المهدي ؟
ثم ان الامام المهدي كما اسلفنا من ابناء رسول الله (ص) وابناء فاطمة الزهراء , وهو من اولاد الامام الحسين , فانه ابن الامام الحسن العسكري .
ولد سنة 255 هجرية وحجب عن الانظار سنة 260 هجرية حيث عمل سلاطين زمانه وحكامه على قته بعد ان عرفوا انه هو الذي يزيل ملكهم ويستأصل شأفتهم , وانما غيب لعلة الحفظ والانتصار للدين , لان الارض لايمكن ان تخلو من حجة ومن بركة وجوده, ولايمكن ان لاترى العدل والقسط والحق يملأ آفاقها وشعابها وسهولها ووديانها وجبالها وكل شبر منها , لان الله تعالى عدل, وخلق كل شيء بالعدل واراد له العدل , وان يستمر وجوده بالعدل , وسيتحقق كل ذلك على يد صاحب الامر الحجة محمد بن الحسن .
فالمهدي موجود حي موجود , ولايمنع من ذلك طول الغيبة وطول الانتظار , وما دام الامر متعلقا بأمر وتدبير الواحد القهار , وان استبعد البعض بقاءه وامتداد عمره هذه المدة الطويلة , فقد اطال الله اعمار جماعة من اليشر الى فترة زمنية اطول من هذه , مما يكشف عن ان الانسان باستعداده الذاتي يمكن ان يعيش آلاف السنين ولا تطرأ عليه التغيرات , فأذا أضفنا الى ذلك العناية الالهية والقدرة والتدبير الالهي في هذا الموضوع , فما هو الاشكال في بقاء الامام مدة طويلة من الزمن تقدر بآلاف السنين .( مع العلم من ينكر وجود الامام المهدي فقد اثبت بقاء جماعة لايزالون احياء ويخرجون مع الامام المهدي منهم الخضر والخضر ولد قبل التبي (ص) بمئات السنين فقد ذكروا انه لايزال حيا وذكروا ايضا ان معمر ابا الدنيا علي بن عثمان بن الخطاب الهمداني حي موجود من زمان النبي (ص) الى خروج المهدي واثبتوا ايضا ان الاعور الدجال موجود ويقتله المهدي عند خروجه .....
أليست هذه الاشكالات في بقاء الامام المهدي ماهي الا عناد صرف وتخرصات على الغيب وسفسطة لاتعني شيئا).
الانتفاع منه في غيبته
|