اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد واله
- عيون أخبار الرضا : البيهقي ، عن الصولي ، عن محمد بن يحيى بن أبي عباد ، عن عمه قال : سمعت الرضا يوما ينشد شعرا وقليلا ما كان ينشد شعرا :
كلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الامل
لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل
إنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم رحل
فقلت : لمن هذا أعز الله الأمير ؟ فقال : لعراقي لكم ، قلت : أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه ، فقال : هات اسمه ودع عنك هذا ، إن الله سبحانه وتعالى يقول : " ولا تنابزوا بالألقاب "ولعل الرجل يكره هذا .
- عيون أخبار الرضا : ابن المتوكل وابن عصام والحسن بن أحمد المؤدب والوراق والدقاق جميعا ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم العلوي الجواني ، عن موسى ابن محمد المحاربي ، عن رجل ذكر اسمه ، عن أبي الحسن الرضا أن المأمون قال : هل رويت من الشعر شيئا ؟ فقال : قد رويت منه الكثير ، فقال : أنشدني أحسن ما رويته في الحلم فقال :
إذا كان دوني من بليت بجهله ** أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محلي من النهى ** أخذت بحلمي كي أجل عن المثل
وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى ** عرفت له حق التقدم والفضل
قال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال : بعض فتياننا قال : فأنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل ، وترك عتاب الصديق ، فقال :
إني ليهجرني الصديق تجنبا ** فأريه أن لهجره أسبابا
وأراه إن عاتبته أغريته ** فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا بليت بجاهل متحكم **يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما ** كان السكوت عن الجواب جوابا
فقال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال : بعض فتياننا قال : فأنشدني أحسن ما رويته في استجلاب العدو حتى يكون صديقا فقال :
وذي غلة سالمته فقهرته ** فأوقرته مني لعفو التجمل
ومن لا يدافع سيئات عدوه ** باحسانه لم يأخذ الطول
من عل ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا ** لغمر قديم من وداد معجل
فقال له المأمون : ما أحسن هذا ؟ هذا من قاله ؟ فقال : بعض فتياننا ، فقال : فأنشدني أحسن ما رويته في كتمان السر فقال :
وإني لانسى السر كيلا أذيعه ** فيا من رأى سرا يصان بأن ينسى
مخافة أن يجري ببالي ذكره ** فينبذه قلبي إلى ملتوى حشا
فيوشك من لم يفش سرا وجال في ** خواطره أن لا يطيق له حبسا
فقال له المأمون : إذا أمرت أن تترب الكتاب كيف تقول ؟ قال ترب قال : فمن السحا قال : سح ، قال فمن الطين ، قال : طين فقال : يا غلام ترب هذا الكتاب وسحه وطينه وامض به إلى الفضل بن سهل ، وخذ لأبي الحسن ثلاثمائة ألف درهم .
بيان : " الغل " بالكسر الحقد والضغن ، ويقال أتيته من عل أي من موضع عال ، والغمر بالكسر الحقد والغل قوله : " فيا من رأى " كلام على التعجب أي من رأى سرا يكون صيانته بنسيانه ، والحال أن النسيان ظاهرا ينافي الصيانة وقوله " مخافة " متعلق بالمصرع الأولى ، قوله " إلى ملتوى حشا " أي من يكون لوى وزحير في أحشائه وفي بعض النسخ " حسا " بكر الحاء المهملة وتشديد السين المهملة وهو وجع يأخذ النفساء بعد الولادة ، وعلى التقديرين كناية عن عدم الصبر على ضبط السر ومنازعة النفس إلى إفشائه .
وقال الجوهري : سحاة كل شئ قشره ، وسيحاء الكتاب مكسور ممدود وسحوت القرطاس وسحيته أسحاه إذا قشرته ، وسحوت الكتاب وسحيته إذا شددته بالسحاء . وقال الصدوق رحمه الله بعد إيراد هذا الخبر : كان سبيل ما يقبله الرضا عن المأمون سبيل ما كان يقبله النبي من الملوك ، وسبيل ما كان يقبله الحسن بن علي من معاوية ، وسبيل ما كان يقبله الأئمة من آبائه من الخلفاء ومن كانت الدنيا كله له ، فغلب عليها ثم أعطي بعضها ، فجائز له أن يأخذه .
- عيون أخبار الرضا : الدقاق ، عن الأسدي ، عن سهل ، عن عبد العظيم الحسني ، عن معمر بن خلاد وجماعة قالوا : دخلنا على الرضا فقال له بعضنا : جعلني الله فداك مالي أراك متغير الوجه ؟ فقال : إني بقيت ليلتي ساهرا مفكرا في قول مروان بن أبي حفصة :
أنى يكون وليس ذاك بكائن ** لبني البنات وراثة الأعمام
ثم نمت فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادتي الباب وهو يقول :
أنى يكون وليس ذاك بكائن ** للمشركين دعائم الاسلام
لبني البنات نصيبهم من جدهم ** والعم متروك بغير سهام
ما للطليق وللتراث وإنما ** سجد الطليق مخافة الصمصام
قد كان أخبرك القران بفضله** فمضى القضاء به من الحكام
إن ابن فاطمة المنوه باسمه** حاز الوراثة عن بني الأعمام
وبقي ابن نثلة واقفا مترددا ** يرثي ويسعده ذوو الأرحام
بيان : المراد بالطليق العباس حيث أسر يوم بدر ، فأطلق بالفداء ، والصمصام السيف الصارم الذي لا ينثني والضمير في قوله " بفضله " راجع إلى أمير المؤمنين بمعونة المقام وقرينة ما سيذكر بعده إذ هو المراد بابن فاطمة ، والمراد بابن نثلة العباس فان اسم أمه كانت نثلة ، وقد مر بيان حالها في باب أحوال العباس ، والمراد بقضاء الحكام ما قضى به أبو بكر بينهما كما هو المشهور ، وقد مضى منازعة أخرى أيضا بين الصادق وبين داود بن علي العباسي وأنه قضى هشام للصادق .
- عيون أخبار الرضا : أبي ، عن سعد ، عن ابن هشام ، عن ابن المغيرة قال : سمعت أبا الحسن الرضا يقول :
إنك في دار لها مدة ** يقبل فيها عمل العامل
ألا ترى الموت محيطا بها ** يكذب فيها أمل الآمل
تعجل الذنب لما تشتهي ** وتأمل التوبة في قابل
والموت يأتي أهله بغتة ** ما ذاك فعل الحازم العاقل
- كشف الغمة : عبد العزيز بن الأخضر ، عن أبي الحسن كاتب الفرائض عن أبيه ، عيون أخبار الرضا : الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، عن أحمد بن محمد بن الفضل ، عن إبراهيم بن أحمد الكاتب ، عن أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض عن أبيه قال : حضرنا مجلس علي بن موسى الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ يقول :
أعذر أخاك على ذنوبه ** واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه** وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا ** وكل الظلوم إلى حسيبه
- عيون أخبار الرضا : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن الهيثم بن عبد الرماني عن الرضا ، عن آبائه قال : كان أمير المؤمنين يقول :
خلقت الخلائق في قدرة ** فمنهم سخي ومنهم بخيل
فأما السخي ففي راحة ** وأما البخيل فشؤم طويل
- عيون أخبار الرضا : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : أنشدني الرضا لعبد المطلب :
يعيب الناس كلهم زمانا ** وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا ** ولو نطق الزمان بنا هجانا
وإن الذئب يترك لحم ذئب** ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك طيب ** فويل للغريب إذا أتانا
- عيون أخبار الرضا : البيهقي ، عن الصولي ، عن ابن ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس قال : كان الرضا ينشد كثيرا :
إذا كنت في خير فلا تغترر به ولكن قل اللهم سلم وتمم
- مناقب ابن شهرآشوب : له :
لبست بالعفة ثوب الغنى ** وصرت أمشي شامخ الرأس
لست إلى النسناس مستأنسا ** لكنني آنس بالناس
إذا رأيت التيه من ذي الغنى ** تهت على التائه باليأس
ما إن تفاخرت على معدم ** ولا تضعضعت لا فلاس
بيان : " التيه " بالكسر الكبر ، قوله باليأس أي عما في أيدي الناس ، والتوكل على الله .
- الاختصاص : كتب المأمون إلى الرضا فقال عظني : فكتب :
إنك في دنيا لها مدة ** يقبل فيها عمل العامل
أما ترى الموت محيطا بها ** يسلب منها أمل الآمل
تعجل الذنب بما تشتهي ** وتأمل التوبة من قابل
والموت يأتي أهله بغتة** ما ذاك فعل الحازم العاقل