أللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
وانتقم يا رب من غاصبي حقها وحق أبيها وبعلها وبنيها ومن التابعين لهم
قال تعالى في كتابه العزيز الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَك الْوَلِدَانِ وَ الأَقْرَبُونَ وَ لِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَك الْوَلِدَانِ وَ الأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً , الآية \7\ سورة النساء.
للرجال نصيب » أي حظ و سهم « مما ترك الوالدان و الأقربون » أي من تركة الوالدين و الأقربين « و للنساء نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون » أي و للنساء من قرابة الميت حصة و سهم من تركته « مما قل منه أو كثر » أي من قليل التركة و كثيرها « نصيبا مفروضا » أي حظا فرض الله تسليمه إلى مستوجبيه و مستحقيه لا محالة و هذه الآية تدل على بطلان القول بالعصبة لأن الله تعالى فرض الميراث للرجال و للنساء فلو جاز منع النساء من الميراث في موضع لجاز أن يجري الرجال مجراهن في المنع من الميراث و تدل أيضا على أن ذوي الأرحام يرثون لأنهم من جملة النساء و الرجال الذين مات عنهم الأقربون على ما ذهبنا إليه و هو مذهب أبي حنيفة أيضا و يدخل في عموم اللفظ أيضا الأنبياء و غير الأنبياء فدل على أن الأنبياء يورثون كغيرهم على ما ذهبت إليه الفرقة المحقة \ نقلا عن تفسير مجمع البيان .
وقال تعالى
وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم, الآية\ 75 \ سورة الأنفال
وقال تعالى
إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين , ألآية \180 \ سورة البقرة
وقال تعالى
يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين , الآية \ 11\ سورة النساء .
إذن هذه الآيات الشريفة والمباركة تدل على أنها عامة في الارث ,
وقال تعالى
وورث سليمان داوود , الآية \16 \ سورة النمل .
إذاً إن النبي داوود وسيلمان عليهما السلام كانا نبيّين , وبصريح القرآن الكريم , قد ورث سليمان من أبيه داوود المال , وليس النبوة والعلم كما ادعى البعض لأنه كان نبياً في حياة أبيه داوود .
وقال تعالى
قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربِّ شقياً , وإني خفت الموالي من ورائي وكانت إمرأتي عاقر فهب لي من لدنك ولياً , يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربِّ رضيا , الآية \ 6\ سورة مريم .
يقول ابو القاسم جار الله الزمخشرى والبيضاوي والثعلبي وهم من علماء العامة , رويّ أن سليمان غزا أهل دمشق ونصيبين و فأصاب ألف فرس , وقيل : ورثها من أبيه , وأصابها أبوه من العمالقة .
المصدر \ تفسير الكشاف للزمخشري جـ3\ صـ 373 , طبع مصطفى البابي الحلبي بمصر \ 1385 هـ \ 1966 مـ , وفي طبعة أخرى جـ 4\ صـ 91 , وكذلك رواه البيضاوي في تفسيره الكشف والبيان طبع دار إحياء التراث العربي جـ 4\ صـ 60 \ بدار المعرفة .
وفي الجامع لأحكام القرآن جـ 5\ صـ 193 \ قد ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في تفسيره , طبع دار إحياء التراث العربي 1405هـ .
كما وذكره أبو الفضل الألوسي البغدادي في تفسير روح المعاني جـ 23\صـ 191 , طبع ونشر دار الفكر بيروت 1398هـ ,1978 .
وذكره السيد القزويني في كتاب فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد \ صـ 454 .
بهذه الآيات المباركة قد احتجت الصديقة الطاهرة مولاتنا الزهراء على ابو بكر عندما غصب الخلافة وغصب حقها وإرثها , وذلك أمام الصحابة في المسجد النبوي الشريف حيث قالت :
يا ابن أبي قحافة !!
أفي كتاب الله ترث أباك ولا يرث أبي ؟!!
لقد جئت شيئاً فرياً !! أفعلى عمد تركتم كتاب الله , ونبذتموه وراء ظهوركم ؟!
إذ يقول وورث سلميان داوود , وقال : فيما اقتص من خبر يحي بن ذكريا إذ قال : فهب لي من لدبنك ولياً , يرثني ويرث من آل يعقوب ,
وقال : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ,
وقال : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ,
وقال : إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين ,
وزعمتم أن لا حظوة لي ولا أرث من أبي , ولا رحم بيننا , أفضحّكم الله بآية أخرج أبي منها ؟! , أم تقولون : إن أهل ملتين لا يتوارثان ؟!
أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟! , أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟! فدونكها مخطومة مرحولة , تلقاك يوم حشرك , فنعم الحكم الله , والزعيم محمد , والموعد القيامة , وعند الساعة يخسر المبطلون , ولا ينفعكم إذ تندمون ,( ولكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ) الأنعام
هذه الخطبة رواها علماء العامة أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة وفدك \ صـ 139 – 147 , القسم الثاني , فدك , الطبعة الثانية 1413هـ 1993 مـ . ورواها ابن طيفور في كتاب بلاغات النساء صـ 14 - 18 منشورات مكتبة بصيرتي – قم المقدسة . ورواها ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة جـ 16 \ صـ 211- 213 طبع ونشر دار الجيل بيروت ,
ورواها الأستاذ محمد بيومي مهران في كتابه السيدة فاطمة الزهراء صـ 142 و 143 , طبع 1418 هـ قم المقدسة , مصادر من طرق الشيعة لا تعد ولا تحطى ..
وقد كان أبو بكر قد ادعى حديثاً أنه سمعه من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته , ( لا نورث ما تركناه صدقة ) !!
رواه أحمد لن حنبل وابن كثير بسند , عن أبي سلمة : أن فاطمة الزهراء قالت لأبو بكر : من يرثك إذا مت ؟ فقال : ولدي وأهلي ,
قالت : فما لنا لا نرث النبي وسلم ,
قال : سمعت النبي (ص) يقول : إن النبي لا يورث , ولكني أعول من كان رسول الله وسلم يعول , وأنفق على من كان رسول الله (ص) ينفق .
وكان قد روى أحمد بن حنبل في مسنده , مسند أبو بكر جـ 1\ صـ 10 , وابن كثير في السيرة النبوية جـ 4 \صـ 573 , بيان رواية الجماعة وموافقتهم لما رواه ابو بكر ,طبع دار المعرفة , لعام 1396 هـ . ورواه ابن كثير في البداية والنهاية جـ 5\ صـ 309 و 310 , بيان رواية الجماعة وموافقتهم ورواها ابو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة وفدك صـ 109 , من القسم الثاني فدك . ورواه عنه ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة جـ 16 \ صـ 219 , الفصل الأول : فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم , لامن كتب
الشيعة ورجالهم , ورواه الهندي في كنز العمال جـ 5\ صـ 637 رقم 14121
يتبع إن شاء لي المولى