اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أنا لا أنتظرك !
فكل ما افعله في غيابك هو نسيانك
و التمادي في تجاهل يومك الذي ستظهر فيه
ما شأني و شأنك ؟
فأنا قرون من الذلة و العبودية و الاضطهاد الذي احترفته
و صار رغيفا يوميا أتعايش به
فالظلم صنع لي قضية !
أنجب مني جبناء لا يعرفون الحرية
و أوصاني بالصراخ و البكاء أمام الشاشات العربية
فأنا ما دمت حية
سأظل ضجيجا غوغائي الأبجدية
ينشرون يومياتي في الأخبار و الأغاني و الأفلام الوثائقية
حتى تصير قضيتي مثار جدل و تهكم و سخرية
أنا لا أنتظرك
بل أنتظر الحلول من (القماقم) العربية !
و من( البيت الأسود) و (مجلس العجائز) !
فهم أدرى منك بالسياسة و فنون التفاوض على المذابح و الجنائز
ما شأنك و شأني أيها المتمادي في غيابك ؟
فأنا لا أنتظرك
فكل أيامي المعدودة لا تكفي لانتظار موعد التقاعد !
فكيف بانتظارك أيها القائم القاعد ؟!
فرغيف الخبز
و أسعار الأرز المرتفعة
و فاتورة هاتفي المحمول
و جبين طفلتي المحموم
و شهادة ابني الجامعية
و الشرطي الواقف في الشارع كل يوم للتفتيش عن إرهابي مجهول !
و عن سائق مخبول لم يجدد استمارته
و الجو الخانق الذي يُحرّم التوفير في استهلاك الكهرباء
و الفاتورة التي تعاقبنا كلما أسرفنا في التقاط أنفاس باردة في بلد صحراوي رطب و حارق
و ميزانية بلدي التي تتناسل كل عام لتنجب المزيد من الفقراء و اللصوص
و إيجار مسكني الباهض
و حلمي المشبوه في امتلاك بيت يحمي أسرتي من الشتات
و ولدي الذي صفعته حين تبرم من لعن معاوية بحجة لا تسبوا الصحابة !
و أكثر من هذا و أكثر ...
قضايا لا يتسع لها عمري المحدود
فكيف تريد لانتظارك أن يزاحمها ؟
اعذرني أيها الغائب
فكل من ينتظرونك لا يختلفون كثيرا عمن انتظروا جدك الحسين ع في الكوفة
فهو انتظار قلوب باردة تنبض برتابة و بلا معنى
لا انتظار عقول نابضة بالتهيئ لنصرتك
أين أنا من نصرتك ؟
و قد جف في ّ نهر الامل
و نضبت في سمائي نجوم الحقيقة
بت أتغنى بالأكاذيب و أحفظها
و أعلم أجيالي كل الحماقات التي أرادوا لنا أن نصدقها في المناهج المدرسية
و أخيرا صادقنا الباطل و ارتأينا أن نمارس التقية في زمن البعوض لا الجبابرة !
فقد أُرضعنا لبنا انتهت صلاحيته
و تشربنا حنانا من أمهات ٍ أحرار
و نحن لا نحتاج سوى إلى مزيد من الكاكاو لنصبغ بياضنا المزيف
لنحصل على لون العبيد الذي يلاؤمنا
أتعلم أيها الغائب ؟
أنا لا أجرؤ على انتظارك !
فلانتظارك عطش رمضاني في رمضاء القهر
و بلسم تخديري في زمن الجراح المميتة
و خيبات متكررة عند أفول يوم ٍ هو غير يومك البعيد
أنا لا أقوى على انتظارك يا سيدي
فنظري يضعف كلما أطلت النظر في شمسك المكسوفة بغفلتنا
و نفسيتي تتعب كلما أطلت الصمت باحثة ً عن صوتك
و قلبي يقسو كلما اشتدت قسوة غيابك
أنا لا أنتظرك يا سيدي يا صاحب العصر و الزمان
فأيوب الصبر الذي ورثته من أجدادي
بات يئن من صبري
و سياط الظالمين التي تنهال على روحي بكل برود
ملت و كلت من صمتي
و انتظاري المزمن لظهورك بات مثار سخرية لأعدائي
فانتظاري الطويل غامض كسفينة بناها نوح في صحراء يابسة
فأين طوفانك يا سيدي ؟
أين طوفانك ليخلع عن سفينة انتظاري رداء الجنون
أين نورك الذي تستضيء به العيون
أين سيفك المسلط على الطغاة و المَرَدة و أرباب المجون
متى سأراك تملأ الأرض قسطا و عدلا كما مُلئت ظلما و جورا
متى متى متى متى يا سيدي ؟
من ؟؟؟؟ ايميلي
توقيع ياعلي مدد
ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
طبعاً المعاصر من العصور الحالية التي أدمنت كل حبوب الخواء ، وليس من العصرنة والتجديد .
أتمنى من الله أن يبقينا من المنتظرين التقليدين ، لا هؤلاء المعاصرون .
مشكورة اختنا " يا علي مدد "
أنتي تتحفينا في كل مرة بالجديد المتميز .
وكنت اتمنى ان نعرف صاحب هذه الكلمات لنوجه له الشكر .
ولكن نشكره عبر مساهماتك ، فكل الشكر لك وله .