اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فاطمة هي فاطمة
لم تكن السيدة فاطمة() امرأة عادية، بل كانت امرأة روحانية ملكوتية تجلَّت في الوجود بصورة إنسان، كيف لا، وهي ابنة أعظم نبيّ وزوجة أفضل إمام وأم للأئمة الأطهار؟ وقد أشاد النبي( صلى الله عليه واله ) بعظيم منزلتها وما بلغته من موقع سامٍ ريادي في خطّ الرسالة الإسلامية، حتى قال في حقها:
«فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبّني».
«فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبيّ».
لقد تربَّعت السيدة فاطمة() على عرش مملكة الفضائل المتوارثة من قيم النبوة، فنالت الأوسمة على صدرها، ومن هذه الفضائل:
1 - الزهد
كانت() راضية باليسير من العيش، غنية بنفسها، صابرة على أداء مسؤولياتها وتربية أبنائها، متمسكة بما قاله لها أبوها(صلى الله عليه واله): «يا فاطمة، إصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الأبد».
عن الإمام الخميني(قدس سره): «امرأة ربّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع، أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى الجانب الآخر من عالم الأفلاك، ومن عالم الملك إلى الملكوت الأعلى. صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبوّأت مركز إشعاع نور العظمة الإلهية، ودار تربية خيرة ولد آدم».
2 - العبادة
رُوي عن الإمام الحسن() قوله: «رأيت أمي فاطمة() قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بُنيّ الجار ثمّ الدار».
وكانت تخصّص الساعات الأخيرة من نهار الجمعة للدعاء. كما كانت لا تنام الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وكانت تحرّض جميع من في بيتها على إحياء الليل بالعبادة والدعاء.
3 - الإيثار
نزل في القرآن الكريم: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً} (الإنسان:7-9).
بلغت الزهراء() مرتبة عظيمة لا يرقى إليها إلا من سمت نفسه سموّ فاطمة عند وفائها بالنذر لاتِّقاء يوم عصيب، فقد آثرت على نفسها ونفس عائلتها عندما أعطت إفطارها لمسكين ويتيم وأسير، وذلك لإعلان الهدف الرسالي لعطائها.
والعنوان الآخر للإيثار هو قصة العقد (الذي أعطته فاطمة() لشيخ من العرب) وعظيم بركته، فهو قد أشبع جائعاً وكسا عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه.
* مظلومية وشهادة
سطعت السيدة فاطمة() كالشمس في ظل أبيها، ولكنَّها بدأت بالأفول بعد وفاته، فما جرى عليها؟
بعد استشهاد رسول الله(صلى الله عليه واله)، توالت الآلام والمصائب على السيدة الزهراء()، ولمن تشتكي؟
وقفت على قبر أبيها، وقالت:
صُبّت عليّ مصائب لو أنها .... صُبّت على الأيام عدنَ لياليا.
فبكت على أبيها بكاء الشوق والحنين وأفاضت على وجنتيها دموع الحزن والألم على أمة الإسلام، فوقعت( ) طريحة الفراش، رهيفة الجسد، حتى توفّيت. كان ذلك في المدينة المنورة، في الثالث من جمادى الآخرة سنة 11هـ. وقد تولى أمير المؤمنين() غسلها، وأعانته على غسلها أسماء بنت عميس التي قالت: «أوصتني فاطمة أن لا يغسّلها إذا ماتت إلاّ أنا وعليّ صلوات الله وسلامه عليه، فغسّلتها أنا وعليّ()». وقد دفنها الإمام() سراً، بوصية منها خلّدت مظلوميتها على مرّ التاريخ.
مجلة بقية الله
توقيع رياض ابو طالب
وبأرحام الزواكي كنت أشدو يا علي
لبن الأثداء فيه كم جرى حب علي
حجر أمي ومهادي فيهما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي يا امامي يا علي
علمتني يا صغيري لا تدع حب علي
في احتضاري وبقبري سوف أدعو يا علي
سجروا النار لغيري أنا من حزب علي
لن تذوق النار لحمي أحرق الذنب علي
لو كشفتم عن ضلوعي لرأيتم يا علي
نحتت في القلب كي لا يبتغى إلا علي
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
وصلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنوها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
وثبتنا واياكم على ولاية مولانا امير المؤمنين.