بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااااالله
معلوم ان السالك الى الله عز وجل ،ينبغي عليه قطع منازل وعوالم سعيا نحو مقام العبودية. ومجموع هذه العوالم هي مراحل مترتبة فوق بعضها يرتقي السالك عبر مدارجها ، ولا يمكن عبور أي مرحلة إلا بعد الإنتهاء من سابقتها.
وأوّل عالَم يعبره السالك بعد الكفر والشرك هو" الإسلام الأصغر" الذي هو عبارة عن إسلام الظاهر والذي عبَّر عنه الصادق عليه السلام في قوله :"الإسلام يحقن به الدم وتؤدى به الأمانة وتستحل به الفروج والثواب على الإيمان".
والإسلام كما الإيمان والجهاد والهجرة و...لها مراتب ظاهرة وأخرى متقدمة ذات أبعاد أعمق.
وفي كتاب الله وأحاديث أهل البيت سلام الله عليهم أكثر من إشارة لهذه المسألة.
وفي قول الله عز وجل بشأن إسلام الخليل (عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام) : "...وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ..."(128)
وفي قوله تعالى :"...وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ..."(131)
إشارة واضحة من أن الإسلام المذكور هو غير الإسلام الظاهر ،ففي الآية الأولى جاء الطلب بعد بناء البيت الحرام حيث كان الخليل متشرِّفا بمقامي النبوة والإمامة ، وفي الآية الثانية "قال أسلمت" أعقب هذا الإسلام اصطفاءً من الله لإبراهيم.
أما الآيات الشريفة :1-{لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (163) سورة الأنعام
2- {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} (12) سورة الزمر
3-{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (91) سورة النمل
فهي في حق النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله ، ولم افهم من المقصود من سؤالك ( الثاني هل عبد نبي الله ربه ثم اسلم حسب سياق الاية؟)
عموما ان كان المقصود بالسؤال هو الخليل فقد مرة الإجابة ، وان كان المقصود هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله فهو وأهل بيته سلام الله عليهم كانوا مسلمين قبل خلق أي روح او ملَك:
عن المفضل قال : قلت لاَبي عبدالله عليه السلام : كيف كنتم حيث كنتم في الاَظلة ؟ فقال : يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا ، في ظلة خضراء نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده ، وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا ، حتى بدا له في خلق الاَشياء ، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم ، ثم أنهى علم ذلك إلينا . انتهى .
الكافي ج 1 ص 441
أما عن السؤال الثالث :
روي ان سلمان المحمدي رضي الله تعالى عنه حين نزول هذه الاية :{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (78) سورة الحج
قال :يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة ابيهم ابراهيم؟؟؟؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " عنى الله تعالى بذلك ثلاثة عشر إنسانا: أنا وأخى عليا وأحد عشر من ولده "؟ فقالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله(صلى الله عليه واله).
وصل اللهم على محمد وآل محمد والعن أعداءهم من الأولين والآخرين
(وأعتذر ان كان قد وقع مني بعض الخلط في فهم السؤال الثاني ، وأرجو منكِ التوجيه حتى تكون مدارستنا حول محور واحد)