|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الأدعية والمناجات والأذكار
من أي المراتب أنت في الصيام ؟؟
بتاريخ : 08-Jun-2011 الساعة : 09:45 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ينبغي التنبه بدقة إلى أن الصوم مراتب متفاوتة جداً، رغم أن ظاهر جميع الصائمين واحد ، هو الإمتناع عن المفطرات ، ويرجع هذا الإختلاف الكبير إلى مدى مراقبة النية أولاً ، ثم مراقبة التصرف والسلوك أثناء الصوم بشكل خاص.
أما في مجال النية ، فقد يصوم شخصان ، ويكون سلوكهما واحداً ، إلا أن الفارق بين صوم أحدهما والآخر ، أبعد مما بين السماء والأرض.
إن النية فعل بعيد الأغوار ، عظيم الآثار ، مترامي الآفاق ، وهو بعد في غاية اليسر والسهولة ، فلنحذر الوسوسة فيه ، ولنحذر كذلك التساهل واللامبالاة ، ولنقف على أعتاب الإقدام عليه بمنتهى الجد وغاية الإهتمام ، كي لاتكون نتيجة الصوم ضحلة ، أو هباء والعياذ بالله.
ويخرج المتأمل في الروايات وكلمات العلماء في شرحها، بالحصيلة التالية:
أ- هناك مستويات للنية المقبولة ، بعضها أفضل من بعض.
ب- والمطلوب التدرج بحكمة ، فلا يمكن أن يطلب ممن ليس مؤهلاً للمستوى الأعلى ، أن يحمل نفسه عليه ويلزمها به ولو تكلفاً.
ت- غير أن الحديث عن الحد الأدنى ، لايصح أن يكون ذريعة ليظل المرء يراوح مكانه.
توضيح ذلك:
إن النية الأفضل هي أن يكون الصوم خالصاً لوجه الله تعالى ، لاتشوبه أدنى شائبة حتى من الرغبة بالثواب الذي يحصل عليه الصائم.
ولكن هذا لا يعني أن النية التي تقترن بالرغبة في هذا الثواب مردودة ، بل يعني أنها ليست الأفضل ، وينبغي أن يروض المرء نفسه ، ويتدرج ليصل إلى مرتبتها.
وفي ضوء ماتقدم نتابع معاً بعض ماذكره سيد العلماء المراقبين ، السيد ابن طاوس قدس سره ، حول النية:
" إن من شروط الصيام والمهام أن تكون ذاكراً قبل دخولك في الصيام ، أن المنة لله جل جلاله عليك في استخدامك في الشرائع والأحكام وتأهيلك لما لم تكن له أهلاً من الإنعام والإكرام وسعادة الدنيا ودار المقام."..." وإن اشتبه عليك صوم إخلاص النيات بصوم الرياء والشبهات فاعتبر ذلك بعدة اشارات : منها : أن تعتبر نفسك أيما أسر(أيهما مبعث السرور الأكثر) لها وأحب إليها ؟ أن يطلع الله جل جلاله وحده عليها، أو تريد أن يعلم بها ويطلع عليها مع الله تعالى سواه ، ممن يمدحها أو ينفعها اطلاعه في دنياها، فإن وجدت نفسك تريد مع اطلاع الله عز وجل على صيامك معرفة أحد غير الله تعالى بصومك ليزيد في إكرامك ، أو وجدت اطلاع أحد على صومك أحل في قلبك (أحلى أو أشد وقعاً) من اطلاع ربك ، فاعلم أن صومك سقيم وأنك عبد لئيم ."..."
" ومنها : أن تعتبر هل صومك لأجل مجرد الثواب أو لأجل مراد رب الأرباب ، فإن وجدت نفسك لولا الثواب الذي ورد في الأخبار، وانه يدفع أخطار النار، ما كنت صمت ، ولا تكلفت الإمتناع بالصوم من الطعام والشراب والمسارّ (الأمور التي تسرك) ، فأنت قد عزلت الله جل جلاله عن أنه يستحق الصوم لامتثال أمره ، وعن أنه جل جلاله أهل عبادة لعظيم قدره ، ولولا الرشوة والبرطيل ما عبدته ولا راعيت حق إحسانه السالف الجزيل، ولا حرمة مقامه الأعظم الجليل "
" ومنها : أن تراعي عقلك وقلبك وجوارحك في زمان الصيام ، فتكون مستمر النية الخالصة الموصوفة بالتمام ، ومثال العوارض المانعة من استمرار النيات كثيرة في العبادات ، منها : أن تصوم بعض النهار بإخلاص النية ثم يعرض لك طعام طيب ، أو زوجة قد تجملت لك وأنت تحبها ، أو سفر فيه نفع ، أو (عير ذلك من ) هذه الامور الدنيوية ، فيصير إتمام صيام ذلك النهار عندك مستثقلا ، ما تصدق متى تخلص منه ، وأنت تعلم أنك لو خدمك غلامك ، وهو مستثقل لخدمتك ومستثقل من طاعتك ، كان أقرب الى طردك له وهجرانك وتغير إحسانك.
يضيف:" وإذا عرض لك ما يحول بينك وبين استمرار نيتك ، فتذكر أن كل ما ينقلك عن طاعتك فإنه كالعدو لك ولمولاك، فكيف تؤثر عدوك وعدوه عليه، وسيدك يراك "
ويختم بقوله: اقول : و(لتكن) نية صومك أنك تعبد الله جل جلاله به (الصوم) لأنه عز وجل أهل للعبادة فهذا صوم أهل السعادة .
|
|
|
|
|