السفر الاول
( من المدينة إلى الكوفة مع أبيها أمير المؤمنين ( ع ) ) لما هاجر إليها سافرت ( ع ) هذا السفر وهي في غاية العز ونهاية الجلالة والاحتشام ، يسير بها موكب فخم رهيب من مواكب المعالي والمجد ، ومحفوف بأبهة الخلافة ،
محاط بهيبة النبوة ، مشتمل على السكينة والوقار ، فيه أبوها الكرار أمير المؤمنين ( ع ) وإخوتها الحسنان سيدا شباب أهل الجنة ، وحامل الراية العظمى محمد بن الحنفية ، وقمر بني هاشم العباس بن علي ( ع ) ، وزوجها الجواد عبد الله بن جعفر
وأبناء عمومتها عبد الله بن عباس وعبيد الله واخوتهما وبقية أبناء جعفر الطيار وعقيل بن أبي طالب وغيرهم من فتيان بني هاشم ، وأتباعهم من رؤساء القبائل وسادات العرب مدججين بالسلاح غاصين في الحديد ، والرايات ترفرف على رؤوسهم وتخفق على هاماتهم وهي في غبطة وفرح وسرور .
السفر الثاني
( من الكوفة إلى المدينة مع أخيها الحسن ( ع ) بعد صلحه مع معاوية ) سافرت ( ع ) هذا السفر وهي أيضا في موكب فخم في غاية العز والدلال والعظمة والاجلال ، تحوطها الابطال من إخوتها وبني هاشم الكرام ، حتى وصلت إلى حرم جدها الرسول الاكرم ( ص ) ، ومسقط رأسها المدينة المنورة محترمة موقرة .
السفر الثالث
(من المدينة إلى كربلاء مع أخيها الحسين ويشتمل هذا السفر على نبذة من مصائبها وصبرها وإخلاصها وثابتها) لما عزم الحسين ( ع ) على السفر من الحجاز إلى العراق ، استأذنت زينب زوجها عبد الله بن جعفر أن تصاحب أخاها
الحسين ( ع ) ، مضافا إلى ما عرفت سابقا من اشتراط أمير المؤمنين ( ع ) عليه في ضمن عقد النكاح أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين ( ع ) ، فأذن لها وأمر ابنيه عونا ومحمدا بالمسير مع الحسين ( ع ) ، والملازمة في خدمته
والجهاد دونه ، فسافرت ( ع ) في ذلك الموكب الحسيني المهيب ، في عز وجلال وحشمة ووقار ، تحملها المحامل المزركشة المزينة بالحرير والديباج ، قد فرشت بالفرش الممهدة ووسدت بالوسائد المنضدة ، تحت رعاية أخيها الحسين (ع)
تحف بها الابطال من عشيرتها وتكتنفها الاسود الضارية من إخوتها وأبناء إخوتها وعمومتها كأبي الفضل العباس ، وعلي الاكبر ، والقاسم بن الحسن ، وأبناء جعفر وعقيل ، وغيرهم من الهاشميين والعبيد والاماء طوع أمرها ورهن إشارتها ،
ولكنها ( ع ) سافرت هذه السفرة منقطعة من علائق الدنيا بأسرها في سبيل الله ، قد أعرضت عن زهرة الحياة من المال والبيت والزوج والولد والخدم والحشم ، وصحبت أخاها الحسين ( ع ) ناصرة لدين الله وباذلة النفس والنفيس لامامها ابن بنت رسول الله مع علمها بجميع ما يجري عليها من المصائب والنوائب والمحن .
السفر الرابع
( من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام بعد قتل أخيها الحسين ( ع ) وأصحابه الابرار تحت رعاية الظالمين ويشتمل هذا السفر على خطبتيها البلغتين في الكوفة وفي مجلس يزيد في الشام )
الاشارة إلى بلاغتها وشجاعتها : لما عزم ابن سعد على الرحيل من كربلاء ، أمر بحمل النساء والاطفال على أقتاب الجمال ، ومروا بهن على مصارع الشهداء فلما نظرن النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن وفيهن زينب بنت علي ( ع ) تنادي
بصوت حزين وقلب كئيب : يا محمداه صلى عليك مليك السماء ، هذا حسين مرمل بالدماء ، مقطع الاعضاء ، وبناتك سبايا ، إلى الله المشتكى ، وإلى محمد المصطفى ، وإلى علي المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيد الشهداء ، يا محمداه
هذا حسين بالعراء ، قتيل أولاد البغايا ، واحزناه واكرباه عليك يا أبا عبد الله ، اليوم مات جدي رسول الله يا أصحاب محمداه ، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا ، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والرداء ، بأبي من أضحى معسكره يوم الاثنين نهبا ، بأبي من فسطاطه مقطع العرى ، بأبي من لا غائب فيرجى ولا جريح فيداوى ، بأبي من نفسي له الفداء ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ، بأبي من شيبه
يقطر بالدماء ، بأبي من جده محمد المصطفى ، بأبي من جده رسول إله السماء ، بأبي من هو سبط نبي الهدى ، بأبي محمد المصطفى ، بأبي خديجة الكبرى ، بأبي علي المرتضى ، بأبي فاطمة الزهراء ( ع ) ، بأبي من ردت له الشمس حتى صلى ، فأبكت والله كل عدو وصديق .
ولله در الشاعر حيث يقول :
[ والطهر زينب تستغيث بندبها * غرقت بفيض دموعها وجناتها ]
[ رقت لعظم مصابها أعداؤها * ومن الرزية أن ترق عداتها ]
السفر الخامس
( من الشام إلى كربلاء ومن كربلاء إلى المدينة في رعاية النعمان بن بشير وأصحابه ، وقد أمرهم يزيد بالرفق بنساء الحسين ( ع ) )
قال المفيد في ( الارشاد ) : ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له : تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة ، وأنقذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم إليه أن يسير بهم في الليل ، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه ، فإذا نزلوا انتحى عنهم وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث ان أراد إنسان من جماعتهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فسار معهم في حملة النعمان ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم كما وصاه يزيد حتى دخلوا المدينة .
السفر السادس
( من المدينة إلى الشام تحت رعاية زوجها عبد الله بن جعفر ) أو إلى مصر ، مع بعض النساء من بني هاشم على اختلاف الروايات