بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله
مأجور أخانا الفاضل "عاشق الزهراء" سلام الله عليها على هذا الموضوع القيم
ونعوذ بالله تعالى من أن نكون من الحاسدين ونستجير به من شر الحاسدين
ونقول لكل من أصيب بهذا الداء أنه بإمكانه إصلاح حاله وذلك :
**1 -أن يضع إصبعه على موضع الداء حتى يسلك طريق الإستشفاء
**2- أن يعرف ويدرك مخاطر هذا الداء عن طريق الآيات والأحاديث الواردة في ذم الحسد...وذلك حتى يبادر بطلب العلاج
**3- الكشف والبحث الدقيق عن أسباب الحسد حتى يتم استئصالها من جذورها..
**4- أن يضع نصب عينيه أن النعم هبات إلهية ولا تقاس بالاستحقاق وعدم الاستحقاق ، فحكمة الله أبلغ وأوسع من مداركنا (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )(1) .
**5 ـ أن يقنع نفسه بأنّ هذا المحسود لا يقصد ـ في الأعمّ الأغلب ـ الإساءة أو إثارة حالة الحسد فيه.
فلِمَ يحاربُ إنساناً بريئاً أو يشهر العداوة ضدّه ؟!
**6 ـ أن ينظر إلى ما حباه الله من نِعم ومواهب وخصائص ، ولا يكون أكبر همّنا أن نمدّ أعيننا إلى ما متّع الله به غيرنا .. فالعيون المتطلّعة إلى الأعلى تتعب .. أكثر النظر إلى مَنْ هم دونك ، فهو نظرٌ يحمل إليك الكثير من المشاعر الرضية الشكورة .
**7 ـ أن يذكّرنفسه بامكانية حصوله على مثل ما للغيره أو بعضه أو أكثر منه ،بالسعي الجاد والإرادة..
**8 ـ أن يظهر ما لديه من مواهب وينميها ...ويشتغل بتحسينها
**9ـ أن يذكر نفسه دائماً .. يمساوئ الحسد وأضراره وشروره وما فعله بالحسّاد من قبل ، وليردّد مَنْ يشعر بالحسد قول الشاعر :
لله درُّ الحسد ما أعدله***قد بدأ بصاحبهِ فقتله !
والعاقل ـ كما يقال ـ مَنْ اتّعظ بغيره ، فهل يرتضي لنفسه أن يكون طُعما للحسد يأكله ليلاً ونهاراً ، ؟!
**10 ـ محاسبة النفس عند كلّ حالة حسد ..
**11 ـعليه أن يدرك بأن النفس لن تسلم له بسهولة فعليه مجاهدتها ومعاملتها بعكس ما تمليه عليه مثلا إن دعتك لطمس فضائل الآخرين .. خالفها وانشر تلك الفضائل .. وإذا حملكَ على التكبّر فجابهه بالتواضع .. وإذا دعتك إلى احتقار الآخر فقابله بالاحترام والتقدير ، وإذا وسوست لك باغتيابه فأكثر من مدحه والثناء عليه ، وإذا ضغطت عليك لتقاطعه أو تهجره فقابل ذلك بالألفة والتواصل...
**12 ـتقوية الحالة الإيمانية ..بمراجعه الآيات والأحاديث وكتب الأخلاق والمواعظ...وتذكير النفس بأن هذا المحسود هو أخ لك
**13 ـ العمل بوصفة رسول الله (
) العلاجية لأ نّها مجرّبة وذات أثر فعّال ،إذ قال :
«ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ، ليس بحالق الشعر ، لكنّه حالق الدين ، وينجّي منه أن يكفّ الانسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن» .
فالنبي (
) هنا يقدِّم وصفة علاجية ناجحة للحسد ، في قوله «وينجِّي منه» ، فالنجاة من الحسد ترتكز على ثلاث ركائز :
أ . كفّ اليد : أي أن لا يتحرك الحسد من حالة نفسية داخلية إلى ممارسة للعنف مع المحسود في الخارج ، كما فعل (قابيل) مع (هابيل) فقد بسط إليه يده ليقتله .
ب . حبس اللسان : فلا يطفح الحسد من الداخل إلى اللسان بكلمات الفحش والبذاءة والتسقيط والسُّباب والتشهير والغيبة والبهتان ، فتلك روائح منتنة لا تنبعث إلاّ من القلب الآسن الذي تنمو فيه طحالب الخبث والسوء والرذيلة والتشفّي .
ج . لا تكن غمّازاً:والغمز هو الطعن في سمعة وقدرات ومواهب المحسود من أجل إسقاطه في نظر الآخرين،لأنّ الحاسد يريد أيضاً أن يؤلّب غيره على محسوده حتى لا يبدو الحاسد الوحيد.
وقد طرح النبيّ (
) العلاج المذكور بصيغة أخرى في حديث آخر ، حيث يقول :
«وإذا حسدت فلا تبغِ»
أي يجب أن لا يتطوّر الحسد لديك إلى حالة بغي وعدوان ومكيدة وحقد أعمى .
ثم أخيرا المواضبة على العلاج والتضرع لله تعالى طلبا لإصلاح النفس ..
وصل اللهم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم