[حسن علوان]

كلنا يدرك الامام الحسن ( سلام الله عليه) وسيرته العملية سواء كانت في عهد ابيه الامام علي ( سلام الله عليه)
او في عهد حكمه ونحن نشهد شخصيته , من العزيمة , والمضاء في الذروة , ومن سرعة التحرك
لحسم المواقف , مايقل نظيرها لمسنا ذلك وعايشناه بوعينا في ضوء الوثائق التأريخية لايرقى اليها الشك, ولمسنا
ذلك في اثارته لعزائم اهل الكوفة لنصرة الاسلام في معركة الجمل ورأيناه وهو يشحذ
الهمم لصد معاوية في ( صفين ),. وشهدناه وهو يخاطب معسكر ابيه بعد التحكيم .
وجاء عهده فوجدناه كما كان في عهد ابيه , يمتلئ عزما , ومضاء , وحنكة , فقد بادر على الفور
في احكام دولته وترسيخ دعائمها ,. والكثير منا عندما يسئل عن صلح الامام الحسن( سلام الله عليه) يبادر
فورا"بالاجابة انه قد خذله جيشه الذي اعده لمقارعة الظلم الاموي وخذلان الناصر مما
اضطر الامام الى الصلح مع معاوية وهذا امر صحيح لكنه غير كافي لامام العصر كي تصالح مع مثل
معاوية , .
فلو تدبرنا قليلا" ولنرجع في التأريخ الى ما بعد وفاة النبي ( صلوات الله وسلامه عليه وآله ) , وكلنا يعرف ان
الوصاية للامام علي بن ابي طالب( سلام الله عليه) فتلاقفوه في السقيفة سيئة الصيت وماكان للامام علي ( سلام الله عليه)
الا ان اكره على الوضع آنذاك , فهو خليفة الله في ارضه وحكمته
وتدبيره أخذه من المصدر وهو الرسول القائد ( وسلم) فان خرج عليهم في ذلك
الوقت وأخذ الخلافة غصبا _ وهو قادر على ذلك _ لأنفض الجميع وصار الاسلام حركة قادها قائد
محنك وبعد وفاته انتهت لكون ظاهر الذين اجتمعوا في السقيفة هو الاسلام وهم من المسلمين الاوائل
وعتبرهم العامه هم الاساس وهم الذين يحكمون بحكم القرآن , فلو ثار علي( سلام الله عليه) عليهم
وكان _ وحسب فهمهم _ ثار على القرآن ولهذا يلام الامام علي ( سلام الله عليه) على ذلك فيثور
الناس عليه وعلى الدين ولم تبقى بقية للاسلام ونرى انهم تلاقفوها واحدا" تلو الاخر ولما وصل الامر
لامير المؤمنين علي ( سلام الله عليه) نراه قد رفع السيف ضد معاويه وحاربه ولاحظوا احبتي الدليل
على كلامي ,.
فدهاء معاوية بن ابي سفيان وشريكه عمرو بن العاص وقد رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح
فوقف جيش الامام علي ( سلام الله عليه), فقال لهم امير المؤمنين , قاتلوهم فوالله انها كلمة حق
يراد بها باطل ,. فلو اطاعه الجيش وقلنا انهم تيقنوا ان الامام علي ( سلام الله عليه) هو القرآن
الناطق ولكن وقفوا بوجهه وقالوا له : ان امرتنا بقتالهم وكأنما امرتنا بقتال القرآن فأكره امير المؤمنين( سلام الله عليه)
مرة اخرى وأرغم على التحكيم , بيد ان معاوية انما رفع المصاحف
على رؤوس الرماح ليس لخداع علي ( سلام الله عليه) وانما للتأثير عليه من خلال العامة في جيشه
( سلام الله عليه) ,.
ففي عهد الامام الحسن ( سلام الله عليه) ومعاوية ذلك المخادع لم يتغير وهو في فكر الناس ,المحدود
القائد المسلم , الذي يحكم بالقرآن , ودائما ماينطق بالايات القرآنية , ولم يزني ولم يشرب الخمر.
ولم ولم ...الخ , فان قاتله الامام الحسن ( سلام الله عليه) فانه قد قاتل القرآن والاسلام وما كان
للامام الحسن الا ان يخطب في الناس ويجهزهم تعبويا" فهو اعلم بما يدور , فيرسل القائد بجيش
عظيم فيتسللون الى معاوية ليلا ,.
فاراد اتمام الحجة على الناس , فألقى فيهم خطابا",فحمد الله واثنى عليه ثم قال (اما والله ماثنانا
عن قتال اهل الشام ذلة ولا قلة , ولكن كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر , فثيب السلامة بالعداوة ,
والصبر بالجزع, وان معاوية قد دعا الى امر ليس فيه عز ولانصفة , فأن اردتم الحياة قبلناه منه
وأغضينا على القذى, وان اردتم الموت بذلناه في ذات الله , وحاكمناه الى الله بضبات السيوف))
فنادى القوم بأجمعهم , بل التقية والحياة ,.
وكان الدور الذي مر به الامام الحسن( سلام الله عليه) هو نفس الدور الذي مر به الامام علي( سلام الله عليه)
وهو عدم توفر الشروط لهذا القتال,.
اما في عهد الامام الحسين ( سلام الله عليه) فان الشروط قد اكتملت وان الامام الحسن( سلام الله عليه) قد مهد
للثورة التي تعدل اعوجاج المسار الاسلامي من خلال فضح الزيف المستتر للاموين.
فان يزيد بن معاويه ليس كمثل ابيه _ وهذا في نظر الناس _ الذي كان مسلما ويحكم بالقرآن وانما
هو فاسق فاجر علنا",ومهتك للحرمات , مزق القرآن , وهدم الكعبة , وعاث في الاض فسادا",.
وهنا كان لابد من امام عصره ان يثور عليه لتوفر كافة الشروط ,. فلو كان الامام الحسن( سلام الله عليه)
بدل الامام الحسين ( سلام الله عليه) لفعل مافعل لان الامامه تعدد ادوار ووحدة هدف,.
ونحن نرى الان ان كيف ثورة الامام الحسين ( سلام الله عليه) غيرت مجرى الاسلام الى ابد الابدين.
فيا سيدي ياابى محمد , والله ان خادمك مقصر بحقك , فالسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم
تبعث حيا...




الخادم الاقل/ حسن علوان يسألكم الدعاء

[خادم محبي الزهراء (ع)]

[حسن علوان]

خادم محبي الزهراء(ع)
وفقك الله لكل خير بحق محمد وال محمد