اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن الحق
بسمه تعالت قدرته
اللهم صلي على محمد وال محمد
وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم في حوار بيني وبين المخالفين لمدرسة الحق
دائما يستدلوا بعدالة الصحابة بعدة ايات قرانية.
((
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]))
وفيه مسالة اخرى عن معركة صفين بين علي ع والملعون معاوية ابن اكلة الاكباد
يستدلوا بهذه الاية
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات : 9]
كيف نرد على هذه الشبهات وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الكريم (مؤمن الحق) دمتم بخير وعافية..
بهذه الآية وغيرها مما اشتمل على مدحهم بالايمان والصدق وعلى وعدهم بالمغفرة والجنان. التي أعدها الله للمؤمنين العاملين، وقد استدل الجمهور من أهل السنة على عدالة الصحابة وأنهم فوق الشبهات والأهواء (وأن بساطهم قد طوي)، وليس لأحد أن يتردد في شيء من تصرفاتهم وأعمالهم على حد تعبير بعض المحدثين من أهل السنة..
ولكن...
الله سبحانه وتعالى لم يطلق هذا الرضى إلى نهاية حياتهم فلا دليل على ذلك، وليس لأحد أن يدعيه، والله سبحانه وتعالى يقول: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى).
أضف إلى ذلك: إنّ الآية في مجال ذكر فضيلة الهجرة والنصرة واتباعهما، ولا اشكال فيه من حيث المبدأ، ولكن لا تدلاّن على تأييد جميع المهاجرين والانصار حتّى ولو انحرفوا عن الخطّ السليم، وغاية ما يمكن أن يدّعى أن فيها إطلاق، وقد ثبت في محلّه أن الإطلاق محمول على المقيّد إن ثبت التقييد، أي إن لم يرد قيد فالاطلاق محكم وإلا فلا، وفي المقام قد ثبت بالإدلة الواضحةانحراف جماعة عن الخط النبوي الذي رسمه لهم صاحب الرسالة ().
وهذا الانحراف واضح وقد ورد في أقوال رسول الله () عن انحراف أصحابه في رواية الحوض:
فعَن عَائِشَةَ قَالَت: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ [وآله] وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنِّي عَلَى الحَوضِ أَنتَظِرُ مَن يَرِدُهُ عَلَيَّ مِنكُم، فَلَيُقَطَّعَنَّ رِجَالٌ دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ: يَا رَبِّ أصحابي أصحابي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدرِي مَا عَمِلُوا بَعدَكَ، مَا زَالُوا يَرجِعُونَ عَلَى أَعقَابِهِم".
مضافاً إلى أنّ في الآية توجد قرينة صارفة عن الاطلاق وهي ((من)) التي تدل على التبعيض لأن الأصل فيها أن تكون تبعيضيّة لا بيانيّة - كما قرّر في محله -، وعليه: فإن رضى الله كان لعدد منهم لا لجميعهم.
أما بالنسبة للسؤال الثاني:
اقتباس
وفيه مسألة أخرى عن معركة صفين بين علي () والملعون معاوية أبن آكلة الأكباد:
فإنهم يستدلوا بهذه الاية:
((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) [الحجرات:9].
الأخ الكريم، لا يصح لمن يريد أن يستدل بهذه الآية لكي يعمل على تبرئة معاوية بن أبي سفيان من مخالفته لله ورسوله، وقتال المؤمنين..
وذلك يعود لعدة أسباب نذكر منها:
أولاً: إن الآية الكريمة تقول: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" ومن أين لنا أن نثبت أن معاوية كان مؤمناً حتى ندخله في مفهوم الآية خاصة أن القرآن يصرح بدليل قاطع، في قوله تعالى: ((قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم)) (الحجرات:14) فإذا تمكنا بدليل خارجي أن نثبت بأن معاوية مؤمن أمكن إدخاله كمصداق في مفهوم هذه الآية.
ثانياً: إن هذه الآية إنما جعلت الباغي مقبولاً بعنوان كونه فاء إلى أمر الله ولم نعهد معاوية ولا أذنابه قد فاءوا إلى أمر الله. بل على العكس كان كلما أراد أمير المؤمنين () أن يصالح معاوية لدرء الفتنة والحد من دماء المسلمين كان معاوية يرفض هذا.
وأضف إلى ذلك أنه يمكن أن نطبق هذه الآية على معاوية إذا توفرت جميع الشرائط التالية، وهي:
1- أن يكون القتال بين فئتين مؤمنتين مفروغ من الأقرار بإيمانهما.
2- ان لايكون القتال بين فئة مؤمنة وأخرى فيها إمام الأمة أو خليفة رسول الله الشرعي أو مختار الله لقيادة الإسلام بعد رسول الله ()، فهذا حتماً له حكم آخر بقرينة ان أسباب نزول الآية هو المشاجرة التي حصلت بين أفراد الأمة من الأوس وآخرين من الخزرج وكلاهما من الأنصار ولم يكن رسول الله () مع أحد الطرفين ضد الطرف الآخر مما يعني أن سيد الأمة وإمامها كان خارج الصراع بل كان يمثل الفئة الثالثة المصلحة بين الطرفين.
3- أن تفيء الفئة الباغية إلى الحق وترجع عن بغيها وعدوانها.
4- أن تكون هناك فئة ثالثة تقوم بعملية الإصلاح وترميم المواقف والتقريب والجمع بل وإلغاء السخيمة والشحناء بين الفئتين المتنازعتين.
5- أن ترجع الفئة الباغية كامل الحقوق المسلوبة من حق مضاع ودم مراق إلى الفئة الأخرى وهذا معنى: (( فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا بِالعَدلِ وَأَقسِطُوا)) (الحجرات: 9).
ففي حال انطباق هذه الشروط فإننا نسلم بصحة الاستدل بهذه الآية لما حصل من معاوية بن أبي سفيان تجاه أمير المؤمنين () ونقول أن هاتين الفئتين مؤمنتان.
ولكم الأجر والثواب..
أخوكم في الله..
السيد المستبصر..
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسمه تعالت قدرته
أخي الغالي والعزيز
عاجز عن الشكر ولكن أعتبر ما تقدمونه لنا هو بمثابة النعم والحجج الدامغة وهنا تظهر عظمة مدرسة الحق
أخي اللهم بحق مكسورة الضلع لا تنساني من الدعاء لأنني مريض.
الدعاء الدعاء..
احسنتم وموفقين، أخي الغالي والحبيب والعزيز..
آخر تعديل بواسطة السيد المستبصر ، 03-Jun-2011 الساعة 09:46 PM.
سبب آخر: تصحيح في الأحرف..