عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
الامام المهدي(عج) ينتظرنا ام ننتظره
بتاريخ : 19-May-2011 الساعة : 01:11 PM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من ينتظر من ؟؟
تساؤل اطرحه على نفسي دائما" هل إننا ننتظر الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ونتوقع ظهوره صباحا ومساءا , كما تأمرنا بذلك الروايات الشريفة ؟ أم إن الإمام ( ع ) هو نفسه الذي ينتظرنا , ويتوقع منا التكامل , لاستكمال الشرط الثالث للظهور المبارك ؟ , أم أن الانتظار منا ومنه معا ؟.
ونعني بالشرط الثالث , هو وجود القواعد الشعبية التي أنتج لها التمحيص الإلهي على مر الأجيال , التكامل الذي يؤهلها للتضحية بين يدي الإمام ( ع ) , من اجل تحقيق الأهداف العالية . بعد أن وجد الشرط الأول المتمثل بوجود الشريعة الإسلامية العادلة الكاملة - الأطروحة الإلهية العادلة الكاملة - , ووجود الشرط الثاني المتمثل بالقائد الرائد وهو الإمام المهدي ( )..
وجواب ذلك على عدة وجوه :
أولا. إننا نحن الذين ننتظره , كما أمرت الروايات الشريفة , بشرط أن يكون الانتظار بالمعنى الايجابي , لا بالمعنى السلبي . أو قل : الانتظار بمفهومه الصحيح , لا بمفهومه الخاطئ .
وتوجد هناك أشكال متعددة للانتظار , وحاصلها باختصار :
أ. أن يكون الانتظار بمعنى الاتكال التام الكامل على ظهور الإمام ( ع ) , وترك مسؤولياتنا الاجتماعية , وإهمال إصلاح المجتمع , وترك الأمر للإمام نفسه . وهذا ليس بصحيح لأنه تعطيل واضح لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , بكل مستوياتها الفردية أو الاجتماعية .
ب. أن نسكت ونرضى أو قل : نحب أن يزداد الظلم والفساد , لكي يظهر الإمام (ع) , بحجة ما ورد في الروايات من انه (يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا ). وهذا أيضا ليس بصحيح , لان الراضي بفعل شخص كفاعله . ولأن هذه الروايات تذكر لنا الواقع الاجتماعي الذي يخرج الإمام لتغييره,لأننا نرضى به لكي يخرج .
ج. إننا نساهم في نشر الفساد والظلم , لكي نعجل في ظهور الإمام (ع), كما يفكر بذلك بعض المنحرفين . وهذا باطل أكيدا" لأننا يجب علينا الالتزام بالشريعة المقدسة , منذ نزولها إلى يوم القيامة , ولا يجوز لنا مخالفتها أو تركها في كل الأزمنة , بما فيها زمان الغيبة الكبرى . وكما ورد :حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة ,وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة .
د. إننا ننتظره بإصلاح أنفسنا وتهذيبها , بترك الذنوب والإقلاع عنها , وحمل النفس على الفضائل والتكامل , وإصلاح المجتمع وبناءه بالشكل الذي يريده المعصومون(ع). والقيام بمسؤولياتنا الفردية والاجتماعية على أكمل وجه. ومن ثم نتوقع ظهوره في كل وقت , ونكون على أهبة الاستعداد لنصرته وطاعته في كل وقت , لأنه يخرج فجأة – بغتة - , كما تقول الروايات الشريفة .
وهذا هو المفهوم الصحيح للانتظار , وهو الذي أوصى به أئمتنا (ع) في الكثير من الروايات على اختلاف ألسنتها , وهو المطابق للقواعد العامة بكل تأكيد ..
إذن فنحن ننتظره بهذا الشكل , بل يجب علينا ذلك لا محالة , وإلا فنحن مقصرون وعاملون على إفشال أهدافه والعياذ بالله , والمفروض إننا نسعى نحو تحقيقها بقيادته الشريفة .
ثانيا. انه ( ع ) هو الذي ينتظر , فان تأخير الظهور إلى ألان هو بسبب عدم اكتمال الشرط الثالث كما ذكرت , واكتمال هذا الشرط رهن بتكاملنا ووصولنا للنتائج التي يتوقعها الإمام ( ع ) منا , وإلا فان شريعته موجودة وقد توفرت فيها كل عناصر النجاح , للتربية العالمية الكاملة العادلة وهو أيضا موجود ومولود , وقد توفرت فيه كل عناصر القيادة الكفوءة , لتطبيق العدل الكامل على كل البشرية من دون استثناء.
إذا" فالتأخير ليس بسببه , أو بسبب المنهج الذي يطبقه , وإنما بسبب عدم وصول القواعد الشعبية الى التربية المطلوبة . ولا يلقى بالمسؤولية على عاتق القدرة الإلهية , لان هذه التربية يشترط فيها حفظ الاختيار للفرد , ولا يكون الأمر بالإعجاز والقهر , وإلا فان المسألة يمكن أن تحسم قبل ذلك , ولما احتجنا إلى وجود الغيبة أصلا", ا وان الأمر يحسم على يد رسول الله (صلى الله عليه واله) من الأساس .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين ( صلى الله عليه واله )
المصدر
ـــــــــــــــــــ
موسوعة الإمام المهدي (عج) للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس)
أقلكم : حسن علوان
|