اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
.
رضويات : في الحسين والبراءة والولاء
بمناسبة ذكرى شهادة الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام التي تصادف يوم السابع عشر من شهر صفر ( 203 هجرية ) .
بكائية الرضا :
روي عن الامام الرضا () :
إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال فاستُحلت فيه دماؤنا ، وهتُكت فيه حرمتنا ، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأُضرمت النيران في مضاربنا ، واُنتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم تُرع لرسول الله حرمة في أمرنا.
إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا بأرض كربٍ وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام .
ثم قال (ع) : كان أبي إذا دخل شهر المحرم ، لا يُرى ضاحكا وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول : هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين صلى الله عليه. جواهر البحار
وأَسْبَلَ دَمْعَه، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا
( لسان العرب ) .
وتقّرح الجفون يعني ان الدماء قد سالت من تلك الجفون الطاهرة .. وهذه قضية اشد بكثير من اجراء الدماء من الرأس كما يفعل المؤمنون والمؤمنات في شعيرة المواساة ( التطبير ) .. الذين استمدوا اصولها من سيرة العترة الطاهرة .. عندما نطحت الحوراء زينب جبينها الطاهر بمقدم المحمل فسالت الدماء من رأسها الشريف .. وكما قال الامام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه : ولابكينّ عليك بدل الدموع دماً .
والامام الرضا لا يكتفي بان يقول لنا ابكوا على الحسين فقط ..
فقد قال : من تذكر مصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون و من جلس مجلسا يحيا فيه أمرنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب
.. بل انه يوضح لنا ( كيفية ) هذا البكاء .. وحجمه ومداه : حتى تقرح الجفون ..
وقد دعانا الامام للبكاء بهذه الطريقة التي تفضل بها : فعلى مثل الحسين فليبك الباكون .
البكاء بهذه الطريقة : يقرح الجفون ... ويسبل الدموع .. ويذل العزيز .. بمعنى ان كنت تتوهم العزة في عدم الركض مع عزاء طويريج مثلاً فاركض .. او في عدم اللطم والتطبير فالطم وطبر ..
الولاية .. او الجاهلية :
وعن العباس بن هلال قال : ذكر أبو الحسن الرضا أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله ، فقال له :
يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية ، و قد بلغت هذه السن .
فقال : و الذي بعث محمدا بالحق ، لو أن رجلا صلى ما بين الركن و المقام عمره ،ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقي الله بميتة جاهلية
الهداية بدونهم ضلالة :عن مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنِ الرضا فِي حَدِيثٍ قالَ :
إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ : سَنَحَ لَهُمْ شَيْطَانٌ اغْتَرَّهُمْ بِالشُّبْهَةِ ، وَ لَبَّسَ عَلَيْهِمْ أَمْرَ دِينِهِمْ ، وَأَرَادُوا الْهُدَى مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ فَقالوا : لِمَ ، وَمَتَى ، وَكَيْفَ ، فَأَتَاهُمُ الْهُلْكُ مِنْ مَأْمَنِ احْتِيَاطِهِمْ ، وَذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُمْ وَ لَا عَلَيْهِمْ ، بَلْ كَانَ الْفَرْضُ عَلَيْهِمْ وَ الْوَاجِبُ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْوُقُوفَ عِنْدَ التَّحَيُّرِ ، وَ رَدَّ مَا جَهِلُوهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَى عَالِمِهِ وَ مُسْتَنْبِطِهِ ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } النساء83 .
يَعْنِي آلَ مُحَمَّدٍ ، وَ هُمُ : الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ مِنْهُمُ الْقُرْآنَ ، وَ يَعْرِفُونَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ ، وَ هُمُ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ
هكذا البراءة من اعدائهم :
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرضا فِي حَدِيثٍ قالَ : إِنَّمَا وَضَعَ الْأَخْبَارَ عَنَّا فِي الْجَبْرِ وَ التَّشْبِيهِ ، الْغُلَاةُ الَّذِينَ صَغَّرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ :
فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَبْغَضَنَا وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنَا .
وَ مَنْ وَالَاهُمْ فَقَدْ عَادَانَا ، وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ وَالَانَا .
وَ مَنْ قَطَعَهُمْ فَقَدْ وَصَلَنَا ، وَ مَنْ وَصَلَهُمْ فَقَدْ قَطَعَنَا .
وَ مَنْ جَفَاهُمْ فَقَدْ بَرَّنَا ، وَ مَنْ بَرَّهُمْ فَقَدْ جَفَانَا .
وَ مَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَهَانَنَا ، وَ مَنْ أَهَانَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَنَا .
وَ مَنْ رَدَّهُمْ فَقَدْ قَبِلَنَا ، وَ مَنْ قَبِلَهُمْ فَقَدْ رَدَّنَا .
وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ فَقَدْ أَسَاءَ إِلَيْنَا ، وَ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ فَقَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا .
وَ مَنْ صَدَّقَهُمْ فَقَدْ كَذَّبَنَا ، وَ مَنْ كَذَّبَهُمْ فَقَدْ صَدَّقَنَا .
وَ مَنْ أَعْطَاهُمْ فَقَدْ حَرَمَنَا ، وَ مَنْ حَرَمَهُمْ فَقَدْ أَعْطَانَا .
يَا ابْنَ خَالِدٍ : مَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا فَلَا يَتَّخِذَنَّ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَ لَا نَصِير
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أشكرك عزيزي على موضوعك الرضوي المشرق.
بانتظار مواضيعكم الراااائعة.
زادكم الله نورا وتوفيقا.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.