اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
نبارك لسيدي ومولاي صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ولكافة مراجعنا وعلمائنا الأعلام في جميع بقاع الأرض ونبارك لجميع الموالين ذكرى مولد شبيه المصطفى خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً
وروح الحسين التي بين جنبيه مولانا علي الأكبر
ونسأل الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة العظيمة على الجميع في خير ويمن وبركة
((.. أشبه النّاس خَلقاً ومنطقاً وخُلقاً برسولك وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إلى وجهه))
يظل يرشح ملاحـــه وشهـــد بسماك ------- واظل ألهج يالاكبر دوم بسماك
سطع نجــــم السعــــادة ولاح بسماك ------- يمن وجهـــك وجــه سيد البرية
مبروك علينا وعليكم المولد
اسمه ونسبه :
السيّد علي الأكبر بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ( ) .
ولادته :
ولد علي الأكبر في الحادي عشر من شعبان 35 هـ ، أو 41 هـ .
أُمّه :
السيّدة ليلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وأُمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أُمية .
صفاته :
كان ( ) من أصبح الناس وجهاً ، وأحسنهم خُلُقاً ، وكان يشبه جدّه رسول الله ( ) في المنطق والخَلق والخُلق .
قال الإمام الحسين ( ) حينما برز علي الأكبر يوم الطف : ( اللَّهُمَّ أشهد ، فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك ) .
قال الشاعر فيه :
لم تَرَ عَينٌ نَظَرتْ مِثله ** من محتف يَمشـي ومِن نَاعِلِ
كانَ إذا شبَّت لَهُ نارُه ** وقَّدَها بالشَّرفِ الكَامِلِ
كَيْما يراهَا بائسٌ مرملٌ ** أو فرد حيٍّ ليسَ بالأهلِ
أعني ابن ليلى ذا السدى والنَّدى ** أعني ابن بنت الحسين الفاضل
لا يؤثِرُ الدنيا على دِينِه ** ولا يبيعُ الحَقَّ بِالباطِلِ
وقال الشيخ عبد الحسين العاملي(قدس سره):
جمع الصفات الغر فهي تراثه ** عن كل غطريف وشهم أصيد
في بأس حمزة في شجاعة حيدر ** بإبى الحسين وفي مهابة أحمد
وتراه في خلق وطيب خلائق ** وبليغ نطق كالنبي محمّد(4).
شجاعته :
لمّا ارتحل الإمام الحسين ( ) من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه ( ) وهو يقول : ( إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين ) ، كرَّرها مرَّتين أو ثلاثاً .
فقال علي الأكبر ( ) : ( ممَّ حمدتَ الله واسترجَعت ) ؟.
فأجابه ( ) : ( يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقة فعنَّ لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا ) .
فقال علي الأكبر ( ) : ( يا أبَه ، لا أراك الله سوءاً ، ألَسنا على الحق ) ؟ فقال ( ) : ( بلى ، والذي إليه مَرجِع العباد ) .
فقال علي الأكبر ( ) : ( فإنّنا إذَن لا نُبالي أن نموت مُحقِّين ) ، فأجابه الإمام الحسين ( ) : ( جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه ) .
موقفه() يوم العاشر
روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين() يوم عاشوراء إلاّ أهل بيته وخاصّته.
فتقدّم علي الأكبر()، وكان على فرس له يُدعى الجناح، فاستأذن أباه() في القتال فأذن له، ثمّ نظر إليه نظرة آيِسٍ منه، وأرخى عينيه، فبكى ثمّ قال: «اللّهُمّ كُنْ أنتَ الشهيد عَليهم، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك».
فشَدّ علي الأكبر() عليهم وهو يقول:
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي ** نحن وبيت الله أولَى بِالنّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدّعي ** أضرِبُ بالسّيفِ أحامِي عَن أبي
ضَربَ غُلامٍ هَاشِميٍّ عَلوي
ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: «يا أباه العطش»!!.
فيقول له الحسين(): «اِصبِرْ حَبيبي، فإنّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله(عليهما السلام) بكأسه».
ففعل ذلك مراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرِع، واحتواه القوم فقطّعوهُ بسيوفهم.
فجاء الحسين() حتّى وقف عليه، وقال: «قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول».
وقال لفتيانه: «احملُوا أخَاكُم»، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسطَاطه(6).
تاريخ شهادته() ومكان دفنه
10 محرّم 61ﻫ، كربلاء المقدّسة، ودفن مع الشهداء ممّا يلي رجلي أبيه الحسين().
مدّة عمره():
19 سنة على رواية الشيخ المفيد، و 25 سنة على رواية غيره، ويترجّح القول الثاني لما روي أنّ عمر الإمام زين العابدين() يوم الطف كان 23 سنة، وعلي الأكبر أكبر سنّاً منه.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أسعد الله أيامكم وكل عام وأنتم بخير
قال الشيخ حسين البلادي:
وكنيته أبو الحسن ، ولقبه الأكبر ، لأنّه الأكبر على الأصح، والسقا لأنه () سقى عيالات أبيه، وكان سلام الله عليه عالي الشأن ، فارس الفرسان ، ومن المودة والمواساة لأبيه في أعلى مكان.
وقال السيد هبة الدين الشهرستاني:
سمي شبيه النبي، فترعرع الصبي وترعرع معه جمال النبي ( وسلم) ، ونما فيه الكمال، وأزهرت حوله الآمال ، وبلغ تصابي آل النبي ( وسلم) فيه مبلغ الوله والعشق، فكان إذا تلا آية ، أو روى رواية مثل رسول الله ( وسلم) في كلامه ومقامه ، وأضاف على شبه النبي ( وسلم) في الجسم شبهاً بجدّه علي () في الاسم، كما شابهه في الشجاعة ، وفي تعصّبه للحق .
وقال إسماعيل اليوسف:
خرج علي بن الحسين الأكبر () ، وكان من أصبح الناس وجهاً ، وأحسنهم خلقاً ، وكان في الخامسة والعشرين من عمره، وهو أوّل شهيد يوم كربلاء من آل أبي طالب.
وقال خير الدين الزركلي:
علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، القرشي الهاشمي ، من سادات الطالبيين وشجعانهم قتل مع أبيه الحسين السبط الشهيد في وقعة الطف (كربلاء) وكان أوّل من قتل بها من أهل الحسين .