اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إخراج السبايا إلى الشام
أخرج النبي يوسف ، من بين أهله وعشيرته، بالحيلة - والمكيدة - والغدر. أخرج انتقاما، لحب وشغف أبيه الظاهر له. أبعدوه عن والده و والدته، ليصلوا بذلك إلى قلب الأب ويستحوذوا عليه. القوه في الجب بعد أن تشاوروا في قتله، وباعوه بثمن بخس ودراهم معدودة، معتقدين بأنهم تخلصوا منه للأبد. فعلوا كل ذلك وهم أبناء نبي وأخوة نبي، ولكن الغل والحسد لم يترك لهم مجال للتعقل والروية.
كذلك أخرجت نساء وأطفال أهل البيت(ع)، من الكوفة باتجاه الشام. أخرجوا مقهورين - مغلوبين على أمرهم، دون مراعاة لقرابتهم من رسول الله(ص). لم يراعوا فيهم بعد المسافة، وصغر بعضهم، ومرض بعضهم الآخر. ساقوهم كما تساق العبيد والإماء، دون رأفة أو رحمة. قتلوا رجالهم ومثلوا بهم، وسبوا نسائهم وسلبوهن، انتقاماً منهم ومن أهلهم. كل ذلك لتبقى لهم دولتهم، وتدوم سطوتهم على المسلمين. ولتخلو الأئمة من المعارضة، أو مقاومة الظلم والعدوان.
انتقلت عائلة نبي الله يعقوب إلى مصر، لتنعم بالعز والرفاهية بجوار ابنها النبي يوسف(ع). حيث تم تعيينه أمينا على خزائن الأرض، بعد أن أنقذه الله من الجب – والسجن - وتهمة الغدر- والرذيلة. ولكن تركت عائلة الحسين(ع) مدينة أبيهم أمير المؤمنين(ع)، لتنتقل إلى مدينة يزيد بن أبي سفيان – لعنهما الله. انتقلت من الهوان والاضطهاد، لتقع في الإذلال والانتقاص.
وترك بنو إسرائيل مع موسى(ع) مصر، هرباً من بطش فرعون ونقمته. فأنقذهم الله من كيده وكيد جنوده، بشق البحر لهم وغرق الطاغية ومن معه. وترك الحسين(ع) وأسرته المدينة المنورة، خوفاً من يزيد وزبانيته. فخروجهم لم ينقذهم من المحتوم، فلقد تعقبتهم فلول البغي والطغيان في محاولة لإبادتهم.
لم يكن ما تعرض له أهل البيت(ع) بأقل خطرا، من الحصار المفروض على الفلسطينيين في غزة. فخروج الفلسطينيون بعد هدمهم للجدار الفاصل، لإنقاذ أنفسهم من الموت. بينما خروج أهل البيت(ع) من العراق، لم يكن لإنقاذ أنفسهم، ولكن لإنقاذ الدين الإسلامي من الاندثار على يد بني أميه. وذلك ظلم وجور يتوارثه أهل البغي والفساد، جيل بعد جيل - ودولة بعد دولة.
عرف الخذلان والانهزامية عند المسلمين من ذلك العصر، عندما جلسوا عن نصر أبناء وبنات رسول الله(ص). كما ظهر الخنوع والركوع، في عرب ومسلمي هذه الأيام، عند تهاونهم عن نصر إخوانهم في العالم. فهولاء أبناء أولائك، وأولائك أباء هؤلاء. يتبعونهم حذو القذة - بالقذة.
فكما ترك المسلمون أهل البيت تحت سطوة بني أمية، يتعاملون معهم تعاملهم مع أسارى الترك والديلم. ترك مسلمو القرن الواحد والعشرين، إسرائيل والعالم المتكبر، يتعاملون مع إخوانهم في فلسطين وبقية العالم، بأقل من مستوى الكلاب والوحوش.
انقلب السحر على الساحر، وفضح يزيد – لعنه الله – نفسه من حيث لا يعلم. فبدت أنيابه المسمومة، وظهر خطره الموجه للدين. فبدل من أن ينتقم منهم، ويبين للناس ظلمهم له وخروجهم عليه. أخرجوه على حقيقته، وأوضحوا للعيان ما كان يخفيه. فشاهد الناس الرذيلة التي حاول التملص منها، واختفت الفضيلة التي كانت يتقمصها. وهدم جدار غزة، وخرج الناس من العزلة المفروضة عليهم. ليرى العالم ما تقوم به إسرائيل، من نقض لأبسط حقوق الإنسان. وخرج المتهاونون والمتخاذلون، من جحورهم لتظهر عوراتهم في وضح النهار. بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين نوح مشامع
لم يكن ما تعرض له أهل البيت(ع) بأقل خطرا، من الحصار المفروض على الفلسطينيين في غزة. فخروج الفلسطينيون بعد هدمهم للجدار الفاصل، لإنقاذ أنفسهم من الموت. بينما خروج أهل البيت(ع) من العراق، لم يكن لإنقاذ أنفسهم، ولكن لإنقاذ الدين الإسلامي من الاندثار على يد بني أميه.
مقارنة بعيدة جداً وغير منسجمة مع السياق
تقبل تحياتي