|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : ارض عزيز الزهراء
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
شذرة عصمتية في سر من ليلة القدر الفاطمية
بتاريخ : 11-Aug-2011 الساعة : 08:41 PM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك
واحصاه كتابك .
على حب سيدتي ومولاتي مطلع البدر والصديقة الكبرى وهيبة الفجر ومنتثر الازهار وتفاحة الفردوس الكوثر المظلومة المحزونة ام الحسن ( فاطمة التقية النقية الزهراء ) عليها افضل وأكمل وأنبل الصلاة والسلام .
بفاطمة قد تمسكنا وبالامها قد تشاركنا واضلاعها جرح بركان ومثل الضلوع تحركنا
======================================
شذرة عصمتية في سر من ليلة القدر الفاطمية
تاليف الشيخ عبدالكريم العقيلي
المقدمة
=======
الحمد للّه الذي انزل الكتاب المبين في ليلة القدر وجاعلها سر
طه والطواسين((1)) وآلياسين.
الذي ارسل رسوله محمدا بالهدى ودين الحق خاتما للانبياء
والمرسلين.
واقام مقامه ابن عمه عليا اميرا للمؤمنين وقائدا للغر
المحجلين.
وفطم ببضعته وفلذة كبده فاطمة الزهراء محبيها من النار يوم
الدين.
وافضل الصلاة واتم السلام على المبعوث رحمة للعالمين ابي
القاسم محمد وآله آل اللّه الطيبينالطاهرين، واللعنة الدائمة
على اعدائهم ومنكري فضائلهم اجمعين الى ابد الابدين.
وبعد...
لقد داب اهل التفسير مذ عرف هذا العلم حتى وقتنا الحاضر
على تقصي حقائق القرآن الكريم،وسبر غوره، كل على حسب
مسلكه ومشربه، لغرض الوصول الى اعماقه ونيل مقاصده
باعتبار انمادته جديدة متجددة امتازت بعموميتها الزمانية
والمكانية، مستفيدين من روايات اهل البيتصلوات اللّه عليهم،
والاخبار الواصلة اليهم في هذا المجال، وطرحها وتاويلها بما
يتناسب ومعطياتظرفهم المعاش، ومعالم واقعهم الذي كانوا
يتفاعلون معه،
فكانت والحق يقال محاولات ودراسات وبحوث موفقة اغنت
وافادت الى حد بعيد.
وقد تنبهنا من خلال تصفحنا لهذا التراث الغني الثر الى اهمية
وضرورة بيان وتبيان سورة القدر،باعتبار منزلتها الخاصة
المتميزة، والا فما ظنك ايها القارى العزيز بسورة اوصى بها
المعصومون(ع)حيث قالوا «خاصموا بها تفلجوا».
ناهيك عن بيانها لعلو مقام بضعة رسول اللّه(ص) وفلذة كبده
فاطمة الزهراء سيدة نساءالعالمين(ع)، لهذا كان توجهنا اليها
آخذين بنظر الاعتبار الفترة الزمنية التي نعيشها الان، والتي
اصبحفيها الفكر الانساني في شرق الارض وغربها يتطلع الى
فهم دقيق لمرادات القرآن الكريم، بصياغةجديدة، وسبك
عرفاني مستفاد وماخوذ من روايات اهل البيت(ع).
وحري بالاشارة هنا الى ان لتفسير العارف الكبير الشاه آبادي
نور اللّه رمسه، وتلميذه الامامالراحل آية اللّه السيد الخميني
قدس اللّه نفسه دورا هاما في تدوين السطور الاتية عن هذه
السورةالمنيفة، والجوهرة القدسية الشريفة.
وسترى عزيزي القارى في هذه السورة لطائف المعارف
الحقة، وبراهين للفرقة المحقة، ممهدينقبله ببيان للمقامات
العلية، والدرجات السنية، لسيدة النساء الزكية، الراضية
المرضية ام الحججوالانوار البهية صلوات اللّه عليها وعليهم،
آمل ان اكون قد وفقت بعض الشيء في هذه العجالة آلتسطير
ما يلزم عن هذه المناقب العالية والمثر الغالية من خلال تسريح
النظر في آناء الليل واطرافالنهار في سورة القدر السامية، وما
التوفيق الا من عند اللّه جل وعلا.
اشارات ودلالات نورانية
================
في الكافي الشريف: بسنده عن ابي جعفر(ع) قال:
يا معشر الشيعة خاصموا بسورة «انا انزلناه في ليلة القدر»
تفلجوا، فواللّه انها لحجة اللّه تباركوتعالى على الخلق بعد
رسول اللّه(ص)، وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا.
يا معشر الشيعة، خاصموا ب (حم # والكتاب المبين # انا انزلناه في
ليلة مباركة انا كنا منذرين)فانها لولاة الامر خاصة بعد
رسول(ص) يا معشر الشيعة، يقول اللّه تبارك وتعالى:
(وان من امة الا فيها نذير)((2)).
وفيه بسنده عن ابي جعفر(ع) قال:
فضل ايمان المؤمن بجملة «انا انزلناه»، وتفسيرها، على من
ليس مثله في الايمان بها، كفضل الانسانعلى البهائم، وان اللّه
عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا
لكمال عذاب الاخرة لمنعلم انه لا يتوب منهم ما يدفع
بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم ان في هذا الزمان جهادا الا
الحجوالعمرة والجوار((3)).
وفيه ايضا، عن ابي جعفر(ع): وايم اللّه لقد نزل الروح والملائكة
بالامر في ليلة القدر علىآدم.
وايم اللّه مامات آدم الا وله وصي، وكل من بعد آدم من الانبياء
قد اتاه الامر فيها، ووضع لوصيهمن بعده.
وايم اللّه ان كان النبي ليؤمر فيما ياتيه من الامر في تلك الليلة،
من آدم الى محمد(ص) ان اوص الىفلان، ولقد قال اللّه عز
وجل في كتابه لولاة الامر من بعد محمد(ص) خاصة :
(وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الارض كما استخلف الذين منقبلهم)((4)).
استنارة عرفانية:
===========
ان قوله تعالى (بسم اللّه الرحمن الرحيم) مفتاح لاسرار
ومضامين السورة المتعلقة به،
وبعبارة ثانية: ان البسملة التي انطوى فيها سر الاسم الاعظم،
وهي اقرب اليه من سواد العينالى بياضها متعلقة بمضمون
السورة التي افتتحت بها، وفي سورة القدر يكون المراد:
انا انزلنا الحقيقة الشريفة القرآنية، والكتاب الالهي في ليلة
القدر الفاطمية على ما سياتي بيانه آوبالاسم الاعظم الربوبي،
والمتعين بالرحمة الرحمانية والرحيمية، ظهرت تلك اللطيفة
المقدسة والجوهرةالعلمية الربانية.
مطالب نفيسة:
=======
قال تعالى: (انا انزلناه في ليلة القدر): في هذه الاية الكريمة
مطالب نفيسة، نعرض لاهمها بشكلاجمالي.
المطلب الاول: ان «الهاء» في انزلناه، تشير الى انزال علمه في
اول مراحل التنزل عن الهوية المطلقةوالذات المقدسة.
والغرض من ذلك، هو تعريف مقام الحق المقدس بتمام
الشؤون والتجليات، وللكشف عن حقيقةالوحدانية بين هذا
العلم النازل والبضعة الاحمدية، وان كانا في عالم التفرقة
متفرقين على حسب الصورة،وهذا من معاني قوله(ص) في
حديث الثقلين المشهور حد التواتر:
«لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»((5)).
والقول بان هذه الصحيفة النورانية صورة الاسم الاعظم، كما
ان الانسان الكامل ايضا صورةالاسم الاعظم((6)) قول سديد،
ذلك لان ما فيها حاك عن مراتبه وشؤونه وسائر تقلباته
فيالنشاات.
ومن الشواهد على ذلك: وقائع النبي موسى(ع) مع الذات
المقدسة، وحصول الصعقة تارة، ومعالعبد الذي آتاه اللّه رحمة،
وعلمه من لدنه علما ووقوع الفرقة تارة اخرى.
المطلب الثاني: وهو ان الليلة هنا اشارة الى الحقيقة
الفاطمية((7)) المتحدة مع الحقيقة الاحمدية فيحال فنائها
واستتارها في الاحدية، حيث قال(ص): «علمني ربي»
وقوله(ص): «ابيت عند ربي فيطعمنيويسقيني»((8)). وذلك
بتقريب ان اول مرتبة نزوله لابد وان يكون متحدا مع الانسان
الكامل وهوالحقيقة المعبر عنها ب «كان اذ لا كان».
المطلب الثالث: ان اضافة الليلة في هذه الاية الى القدر وهو
الذات المقدسة لا تخلو من هذهاللطيفة، وهي بيان حقيقة
الفناء المنعدم فيه الاثنينية لاكتساب الليلة ببركة الاضافة
صفة القدر، باعتباران الاضافة توجب التلبس بصفة المضاف
اليه.
لمعة نيرة وضاءة:
=========
لا تقولن بان المراد من الليلة في هذه السورة العلية هي الليلة
الزمانية لانا نقول: بان الزمان مناوله الى آخره موجود متصرم
محكوم بحكم واحد واقعا، ولا يختلف الا بالاعتبار، فالليلة ان
كانتزمانية لا تكون محكومة بالمباركية ولا القدرية الا
بالاعتبار.
ولان بيان منزل الحقيقة الفاطمية المتحدة مع العلم النازل
اولى من بيان زمان نزوله ليلا كان اونهارا.
وللامتنان عليه(ص) في معرفة الليلة، فان معرفة الليلة
الزمانية وهي ليلة نزول القرآن الكريمليس اولى من معرفة
صيرورة حقيقتها منزلا متحدا مع القرآن.
ولامتناع تنزل الملائكة والروح في الزمان، بل لابد وان تتنزل
على قلب الانسان الكامل، كما قالجل وعلا: «نزل به الروح
الامين على قلبك لتكون من الموقنين».
وقد تنبه بعض كبار مفسري العامة لهذه النكتة قائلا: ومعلوم
انه ليس قدرها وشرفها لسبب ذلكالزمان، لان الزمان شيء
واحد في الذات والصفات، فيمتنع كون بعضه اشرف من بعض
لذاته، فثبتانشرفه وقدره بسبب ان ه حصل فيه امور شريفة
عالية لها قدر عظيم ومرتبة رفيعة.
وقال ايضا: واذا وقعت على هذا الحرف، ظهر عندك ان الزمان
والمكان انما فازا بالتشريفاتالزائدة تبعا لشرف الانسان فهو
الاصل وكل ما سواه فهو تبع له واللّه اعلم((9))، انتهى الكلام.
قبس نوراني:
=========
ان التعبير عن الحقيقة الفاطمية ب «ليلة» لجهة الاشتراك في
الاحتجاب والفناء في الذات، وقوةالاندكاك الموجب لانعدام
الاشارة، كما ان الليل ينشر سواده بحيث ينعدم فيه التمييز
بين الواحدوالاثنين.
وهذا المعنى دقيق وبالتامل حقيق، لا يلحظه اعمى العينين، او
من يرى الواحد اثنين.
بقي شيء:
وان ابيت الا عن كون الليلة، الليلة الزمانية، فانا نقول: لا نابى
عن زمانية ليلة القدر التي ذكرت فيالاخبار، وحملها على
الزمان، وذلك لان السلوك والارتقاء والوصول الى مقام اللقاء
والفناء، او الرجوععن الفناء الى مقام البقاء لابد وان ينطبق مع
زمان ما، فذلك باعتبار ما وقع فيه، احترمها الشارع،وجعل
احترامها في عهدة الامة، حتى يتوجهوا الى المولى، وعشقوا
اللقاء، وتشرفوا له كما تحقق ذلكللانبياء والاولياء، وحينئذ
فاختلاف الاخبار في بيانها وتعيينها محمول على تحقق كل
ليلة وزمان موقعالهذا المقام لولي من الاولياء.
وبعبارة اخرى حيث ان الفاعل بحسب جسمانيته زماني،
فتنطبق افعاله على الزمان، وحينئذ يقعفناءه في زمان وبقاءه
في زمان آخر، رغب الشرع عباد اللّه على احياء هذه الليالي،
وعلى هذا فلاوجهللتحديد والتخصيص والتعيين، بل تمام
الليالي التي ندب اليها الشارع احياءها والعبادة فيها ليالي
القدر،لانها اما ليالي اللقاء والفناء، او ليالي البقاء بعد الفناء،
فتدبر((10)).
ومضة ولمعان:
=========
يقول العارف الكبير والامام النحرير(قده): وبالجملة فجميع
التغيرات والتبديلات، وزيادةالاجال، وتقدير الارزاق تقع عند
الحكماء في لوح القدر العلمي، وهو عالم المثال، وعند الكاتب
ايالامام الراحل تقع في لوح القدر العيني الذي هو محل
نفس التقديرات على ايدي الملائكة الموكلينبها.
فبناء على هذا، فلا مانع من ان تقع التغيرات والتبديلات في
عالم الطبع في ليلة القدر، بما انه ليلةالتوجه التام للولي
الكامل، وليلة ظهور سلطنته الملكوتية بتوسط النفس الشريفة
للولي الكامل، وامامكل عصر وقطب كل زمان، وهو اليوم حضرة
بقية اللّه في الارضين سيدنا ومولانا وامامنا وهاديناالحجة ابن
الحسن ارواحنا لمقدمه الفداء، فما اراد(ع) من جزئيات
الطبيعة يبطى حركته، وما ارادسرعته يسرعه، وما اراد من
رزق يوسعه، وما اراد يضيقه((11)). وهذه الارادة ارادة الحق
وظل الارادةالازلية وشعاعها، وتابعة للفرامين الالهية، كما ان
ملائكة اللّه ايضا لا يتصرفون من عند انفسهم،وتصرفات
جميعهم بل تصرفات جميع ذرات الوجود تصرف الهي، وهي
من تلك اللطيفة الغيبية الالهية(فاستقم كما امرت)((12)).
الاعلام المنصوبة:
==============
تفنن اهل المعرفة في تسمية هذه الليلة المباركة على عدة
تسميات:
1 ليلة الوصال
2 الدورة المحمدية
وقالوا: في نظر اهل الوحدة، ان العالم ليلة القدر ويوم القيامة،
وليس اكثر من ليلة واحدة ويومواحد، وهذا تمام دار التحقق،
ومن تحقق بهذه الحقيقة فهو دائما في ليلة القدر ويوم القيامة،
وهذانيجتمعان.
وفي نظر اهل الكثرة: تظهر الليالي والايام، فبعض الليالي
صاحبة القدر، وبعضها ليس بصاحبةالقدر.
يقول العارف الكبير الشاه آبادي افاض اللّه علينا من بركات
تربته: ليلة القدر هي الدورةالمحمدية، وهذا اما باعتبار ان
جميع الادوار الوجودية هي الدورة المحمدية، واما ان في هذه
الدورة،والاقطاب الكمل المحمدية والائمة الهداة المعصومين
ليالي القدر((13)).
وما ادراك ما ليلة القدر
في هذه الاية عطف على السر المستتر وسر السر لقوله تعالى
«وما ادراك» وقوله «ماليلة القدر»، ولميقل جل وعلا «وما ادراك
ما انزلنا».
ذلك لان نظر الغيب الصرف، والهوية المطلقة الى المنزل فيه،
تعظيما وتقديسا للحقيقة التي هي اكبرواعظم من الظهور
العلمي النازل، وبيانا الى تمامية الفناء، وقوة الاندكاك
المنكشف في هذه النشاة،بقوله(ع):
«قامت(ع) في محرابها حتى تورم قدماها»((14)). فالاية
المباركة من التراكيب الدقيقة لبيان عظمةالحقيقة، لذا صرف
الحق تعالى النظر في بيان كنه الليلة الى عرض خواصها وآثارها
كما سياتي وذلكلعدم امكانية درك هذا السر المكنون،
والاسم المخزون الطاهر الطهر المبارك، فتدبر جيدا.
ليلة القدر خير من الف شهر
==================
تعرضت هذه الاية الكريمة الى بيان احد الاثار واللوازم لليلة
المباركة وهو انها خير من الفنوع((15)) ممن خلق، ما يرى
وما لا يرى، وما يعلم وما لا يعلم،
فالاية في مقام التوضيح لهذا السر بتقريب ان كل ما يفترض
من الموجودات في كل النشاات غيباوشهودا، فهي اي الليلة
خير عند اللّه منها، لانها سرها وحقيقتها ولولاها ما كانت،
فخذوتامل.
تنزل الملائكة والروح فيها
هنا وقفت العظماء، وتحيرت الاولياء، فالاية اتت لبيان مراتب
تنزلاتها الصراح التي ينفجر منهاعمود الصباح وذلك بنزولها
محفوفة بالملائكة المقربين «روحا اعظم» و«قديسا اجلى» كما
اشار المولىالمعصوم صادق آل محمد((16)) صلوات اللّه
عليهم. فالنزول دائم كما هو مقتضى صيغة المضارع آلتقرير
الامر كله عند المحجوج((17)) لها، القائم بها، والمنشق حقيقة
من باطن نورها. وبهذا التنزل منعالم الامر على المدار الفعلي
لتمام الوجود، السيد الاكبر والامام المنتظر عجل اللّه فرجه
الشريف، تكونتمام صفحة الكون حاضرة في محضره الشريف،
وكل امر يقع من رطب او يابس في ظلمة البر او البحريكون
منظورا له(ع)((18)).
لحظ خاطف:
==========
لا يخفى على الناظر البصير تكرار اللفظ الشريف (ليلة القدر)
قال تعالى:
(انا انزلناه في ليلة القدر # وما ادراك ما ليلة القدر # ليلة القدر
خير من الف شهر) وذلكلغرض التاكيد على انها حقيقة
وجودية قائمة، وليس زمانا متصرما.
باذن ربهم من كل امر
وفي هذا المقطع القرآني ابراز لما رقم في صفحات الكتاب
الاقدس من الازل، وتعين لمراتبمظاهر الاسماء والصفات
بالمشية التي دان لها العالمون، وخضعت لها الرقاب، ووجلت
منها القلوب،وانفطرت بها السماوات والارضون. فتكون الاية
قاطعة للجاج بعض الخلق المنكوس في تعيين المظهرالاتم،
والمجلى الاكمل من انبياء واوصياء من اول خليفة مجعول في
الارض، وحتى آخر لحظة من عمرهذه النشاة لمكان قوله
المحكم:
(من كل امر) هذه الكلية الموجبة الصادقة بشكل تام على ما
قلنا ليستقيم الخلق، ويحصلالمقصود، ويتحقق الغرض (اني
جاعل في الارض خليفة).
سلام هي حتى مطلع الفجر
===============
فالسلامة مفاضة على الممسوس فيهم، المتذلل لهم من
العوالم وما فيها «ذل كل شيء لكم»((19))،«واشرقت الارض
بنوركم»((20)) حتى مطلع السر الفاطمي((21)) الفريد، القائم
بها ولها في عالم التوحيد،ليتعين الوصل في النقطة بدءا وختما
فيلتقيان، وهنالك السعادة الكبرى، والبشارة العظمى (الذين
آمنوالهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات
اللّه ذلك الفوز العظيم)((22)).
ايها الخليل الى هنا تم الكلام، وانقطع الخطاب، اطف السراج
فقد انبلج الصبح.
والحمد للّه رب العالمين
دعوة صادقة
لا يختلف اثنان من اهل الايمان في ان الكتاب الاقدس مشتمل
على اسرار المصطفى (ص) وذلكمن خلال عرضه لمقاماته
ومراتبه التي رتبه اللّه تعالى فيها، وعلى سبيل الاشارة قوله
تعالى: (ثم دنافتدلى فكان قاب قوسين او ادنى) وقوله جل
جلاله : (الذين آمنوا قد انزل اللّه اليكم ذكرا رسولا يتلواعليكم
آيات اللّه مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من
الظلمات الى النور)
هذه المقامات باستنثاء النبوة تجلت بنص القرآن الكريم
في شخص اميرالمؤمنين علي (ع)لقوله تعالى: (وانفسنا
وانفسكم) فهو نفس النبي وكذلك هذه المقامات ثابتة لال
محمد والائمةالمعصومين (ع) باعتبار كونهم «نورا واحدا»، من
هنا وانطلاقا من قوله تعالى: (افلا يتدبرون القران امعلى قلوب
اقفالها) ندعوا اخوة الايمان الى التثبت وعدم التسرع في
نفي ما يقرع سمعهم من مقام اومرتبة لاولياء اللّه تعالى واننا
على استعداد تام ورحابة صدر للمذاكرة فيما دون في هذا
الكتاب مع كافةالقراء الاعزاء لاجل الوصول الى الحقيقة ونيل
رضا اللّه تعالى، واللّه من وراء القصد، وصلى اللّه علىنبينا محمد
واله الطاهرين.
المؤلف
ولا تنسوني من بركات دعائكم الكريم
|
توقيع مسكين مستكين |
![](http://im32.gulfup.com/nvv61.jpg)
|
|
|
|
|