|
عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الفضائيات والبرامج الإسلامية
(( لســــــــــان صــدق))
بتاريخ : 13-Sep-2011 الساعة : 09:13 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللَّهُمَّ صَلِّعَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْأعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكاتب ياسر الزعاترة كاتب وإعلامي لبناني من أهل السنة اقرأ تقييمه لمسلسل الكذب والتدليس الحسن والحسين» .. ضعف فني وتعسف في قراءة التاريخ *
كان من الطبيعي أن يثير مسلسل الحسن والحسين الكثير من الحساسيات لدى إخواننا الشيعة على وجه الخصوص، وقد حدث ذلك قبل بث المسلسل (اتخذ البرلمان العراقي قرارا بمنع بثه على القنوات العراقية!!). أما بعد مشاهدته (إذا كان بعضهم قد شاهده بالفعل)، فمن المؤكد أنه ساهم في تصعيد الحشد المذهبي معطوفا على حقد على من صنعوا المسلسل ووقفوا خلف إنتاجه.والحق أنني لم أجد الكثير من المنطق السياسي أو الديني في إنتاج المسلسل، ذلك أن الرواية التي قدمها لا تبدو جديدة من زاوية نظر السنّة، بل هي معروفة إلى حدكبير (موجودة بشكل تفصيلي في كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي)، فيما نعلم أنها لن تزيد الشيعة غير تشبثا بروايتهم.من الزاوية الفنية كان المسلسل ضعيفا إلى حد كبير، إذ اعتمد بشكل شبه كامل على الحوارات التقليدية، وغابت عنه اللمسات الفنية التي تشد المشاهد، ولا أعرف لماذا كانت كلفته عالية (8 ملايين دولار)، والنتيجة أنه كان أقرب إلى درس أكاديمي أو محاضرة في التاريخ منه إلى العمل الدرامي المتقن، وحين نتذكر حشدا من المسلسلات مثل صلاح الدين والسلسلة الأندلسية وسواها من الأعمال الدرامية التاريخية نزداد ثقة بضعف المسلسل من زاوية السيناريو والإخراج.المصيبة أن المرحلة التاريخية التي عالجها المسلسل هي الأكثر قربا لجهة الرواية بين السنّة والشيعة، أعني المرحلة الممتدة ما بين الفترة الأخيرة من ولاية سيدنا عثمان، وصولا إلى مقتل الحسين في معركة (كربلاء) على يد جيش يزيد بن معاوية، فيما يعشش الخلاف في المرحلة الممتدة بين واقعة السقيفة (البيعة لأبي بكر)، وحتى بيعة عثمان يوم كانت الأنظار متجهة بعد عمر بن الخطاب نحو الإمام علي لولا الإشكال الذي وقع بينه وبين عبد الرحمن بن عوف حين طالبه الأخير بالتعهد بالسير على منهج الشيخين (أبو بكر وعمر)، وليس الكتاب والسنة فقط فرفض الإمام علي، بينما قبل عثمان.الشيعة يرون الإمامة في نسل علي وفاطمة (حكم جبري وراثي بتعبير آخر)، ويرون بالطبع أن أبا بكر وعمر قد تآمرا على الإمام علي، وهنا موضع الخلاف معهم، بينما تقترب الرواية السنية منهم فيما خص الخلاف بين علي ومعاوية، حيث يميل كثير من علماء السنّة إلى تخطئة معاوية لاعتبارات شتى، (منها حديث»ويح عمار-بن ياسر- تقتله الفئة الباغية»)، إذ يسود الرأي حول بغي معاوية على علي، الأمر الذي يبدو أكثر وضوحا في الصراع الذي دار بين الحسين ويزيد، والذي يجمع فيه السنّة على جريمة الأخير وشهادة الحسين، سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة.في المسلسل تابعنا تبريرا ساذجا للخلاف يركز على شخصية عبد الله بن سبأ المجوسي الذي كان يحيك المؤامرات للإيقاع بين المسلمين، وهي شخصية يراها الشيعة وهمية، فيما يقلل كثير من السنّة من أهميتها حتى لو لم ينكروها.الأهم أن المسلسل يمنح معاوية كافة المبررات في صراعه مع الإمام علي، وإن منح الإمام قدره المناسب، ونشير هنا إلى أن الممثل الذي جسّد شخصية معاوية (رشيد عساف)؛ بإمكاناته الفنية وتجربته الطويلة منح الشخصية حضورا يكاد يتفوق على الحسن والحسين.لقد ظهر معاوية في المسلسل شخصا كامل الأوصاف باحثا عن الحق وليست لديه أية أطماع في السلطة، بينما لم يكن الأمر كذلك تماما، حتى في رواية أهل السنّة، وأن يكون الرجل صحابيا فلا يعني أنه منزه عن الخطأ وعن الهوى، لاسيما أنه لم يكن من الطبقة الأولى من الصحابة.ولا ينبغي أن ننسى هنا أن المقارنة تجري بين علي ومعاوية، وليس ثمة عقل ولا منطق يسمح بوضع الرجلين في ميزان واحد، بينما يعلم العقلاء منزلة الأول من النبي عليه الصلاة والسلام وسابقته وبطولته.إن الخلاف مع الشيعة لا ينبغي أن يدفع نحو إنكار روايتهم بالجملة، لاسيما حين تؤيدها روايات وأحاديث صحيحة في كتب السنّة، وهذا هو الإنصاف الذي يعلمنا إياه القرآن الكريم، مع العلم أننا نختلف معهم تماما حول مسألة الإمامة وحكاية المهدي المنتظر وقضايا أخرى، لكن ذلك شيء وقراءة التاريخ من زاوية نظر معينة شيء آخر.كان بعض علماء السنّة يقولون في التعليق على تلك المرحلة الخلافية: «تلك فتنة طهر الله منها أيدينا، فلنطهر منها ألسنتنا»، لكن المسلسل أعاد طرح القضية، ولكن بطريقة بائسة مع الأسف. وقد لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إنها أساءت للسنّة أكثر من إساءتها للشيعة، لأن الإمام علي والحسن والحسين هم أئمة الهدى، والإمام علي لا يقارن عند السنّة بمعاوية، وليس في ذلك إساءة للأخير. يقول ربنا عز وجل «لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى، والله بما تعملون خبير».بقي القول ومن باب الإنصاف إن معالجة المسلسل لخروج الحسين على يزيد، كان جيدا إلى حد ما، والحمد لله أنه لم يبرر للأخير مواقفه، هو الذي لم يلبث بعد جريمة قتل الحسين بعامين أن ارتكب جريمة أكبر تمثلت في استباحته مدينة رسول الله وقتل حشد من خيرة الصحابة والتابعين فيها فيما عرف بيوم الحرة (سنة 63 هـ).
التاريخ : 07-09-2011
|
|
|
|
|