اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مسمى عريض
أنهى عمرته وأكمل زيارته للنبي الأعظم(ص)، وعاد مرتاح البال منشرح الصدر، مقبلا على الحياة بروح جديدة، كأنه وعد بملك لا ينبغي لأحد من بعده. ناسيا ما كان فيه من هم وغم، واعدا نفسه بحياة مليئة بالمتعة والمسرات.
قبل إنهاء إجازته اتصل بالشركة الجديدة، واضعا نفسه تحت أمرها، موقعا عقد عمله تحت إصرار مسئوليها، بسرعة مباشرة عمله وأداء واجباته.
هجر عمله القديم دون إنذار، ودون إعطاء نفسه مهلة للتفكير، تحت ضغط الراتب الوفير والمنصب ذو المسمى العريض، ككنز ثمين لا يمكنه التفريط فيه.
بدأ عمله دون تدريب فدرب نفسه، ودون إرشاد فارشد نفسه، كمن يتعلم السباحة برميه في الماء على حين غرة.
ما حصل عليه هو تعليمات عامة عائمة، لا تسمن ولا تغني من جوع. وكل ما قيل له: أنت مسئول عن هذه المجموعة من الناس، وعليك كسر رقابهم دون هوادة.
لم يمنعه عدم التدريب من اخذ زمام مقود القيادة، ولا عدم الإرشاد من مسك مكابح فرامل الإدارة.
زاده كلام مديره المباشر إصرارا وعنادا على تأدية دوره، فخيل إليه وهو يندفع للعمل كأنه في قبالة وحوش مفترسة، عليه ترويضها وتدجينها، لتتمكن الشركة من الانتفاع بها.
شمر عن ساعد الجد، وصمم على استعمال كل خبرته، واستنفار جميع قوته، رغم كبر سنه. يتعرف على الأقسام التي تحت مسئوليته، يحفر في أعماق أعمالها ويكتشف مختلف نشاطاتها، كمن ينقب في منجم فحم قديم، ليحوله لمعدن ثمين. يتعرف على نقاط قوتها ومواضع ضعفها، ليضع الخطط لتطويرها وزيادة فعاليتها.
في قمة اندفاعه وفورة نشاطه، كبركان عاد للحياة بعد طول خموده، وقبل مضي أول شهر له، بدأ رئيسه يلوح له بكرت اصفر، قائلا: عملك غير مرضي، ولم تقم بما هو مطلوب منك.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية