اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بكاء النبي ( وسلم) على الحسين ()
في مصادر العامة
ألم يرو الامام أحمد بن حنبل من حديث علي () ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده، بالاسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه: أنه سار مع عليّ ()، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، نادى: «صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات»، قال: قلت: وما ذاك؟
قال: «دخلت على رسول الله ( وسلم) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبرئيل قبل، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني إن فاضتا».
وأخرج ابن سعد ـ كما في الفصل الثالث من الباب الحادي عشر من الصواعق المحرقة لابن حجر ـ عن الشعبي، قال: مرّ علي (رضي الله عنه)بكربلاء عند مسيره إلى صفين، وحاذى نينوى، فوقف وسأل عن اسم الارض؟ فقيل: كربلاء، فبكى حتى بلّ الارض من دموعه، ثم قال: «دخلت على رسول الله ( وسلم) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك ـ بأبي أنت وأمي ـ؟ قال: كان عندي جبرائيل آنفاً، وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات، بموضع يقال له كربلاء...».
وأخرج الملاّ ـ كما في الصواعق أيضاً ـ: أنّ علياً مرّ بموضع قبر الحسين (عليهما السلام)، فقال: «هاهنا مناخ ركابهم، وهاهنا موضع رحالهم، وهاهنا مهراق دمائهم، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة، تبكي عليهم السماء والارض».
ومن حديث أم سلمة ـ كما نصّ عليه ابن عبد ربه المالكي، حيث ذكر مقتل الحسين في الجزء الثاني من العقد الفريد ـ قالت: كان عندي النبي ( وسلم)، ومعي الحسين، فدنا من النبي ()، فأخذته، فبكى، فتركته،
فدنا منه، فأخذته، فبكى، فتركته، فقال له جبرئيل: أتحبه يا محمد؟ قال: «نعم»، قال: أما إنّ أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك الارض التي يقتل بها، فبكى النبي ( وسلم).
وروى الماوردي الشافعي ـ في باب إنذار النبي () بما سيحدث بعده، من كتابه أعلام النبوة ـ عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل الحسين بن علي على رسول الله ( وسلم) وهو يوحى إليه، فقال جبرائيل: إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال: في هذه يقتل ابنك، اسمها الطف، قال: فلما ذهب جبرائيل، خرج رسول الله ( وسلم)إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي، وحذيفة، وعثمان، وأبو ذر ـ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟
فقال: «أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة، فأخبرني أنّ فيها مضجعه».
وأخرج الترمذي ـ كما في الصواعق وغيرها ـ: أنّ أم سلمة رأت النبي ( وسلم) ـ فيما يراه النائم ـ باكياً، وبرأسه ولحيته التراب، فسألته؟ فقال: «قتل الحسين آنفاً».
قال في الصواعق: وكذلك رآه ابن عباس نصف النهار، أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم يلتقطه، فسأله؟ فقال: «دم الحسين وأصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم»، قال: فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يتحدث عن عالم من كبار علماء المدينة ومن أجل الناس وأوثقهم عند القوم، وهو القدوة الحافظ الحجة الثقة ذكوان بن عبد الله أبو صالح السمان (1)، هذا العالم الكبير عندهم شهد وقعة الدار كما يسمونها، وهي قتل وانقلاب الناس مع الصحابة على عثمان بن عفان.
يقول المزي في تهذيب الكمال ج 8 ص 515: قال الميموني: وسمعت أبا عبد الله يقول لما ذكر أبا صالح: "كانت له لحية طويلة، فإذا ذكر عثمان بكى، فارتجت لحيته، وقال: هاه هاه"، ونقلها أيضاً الذهبي في تاريخ الإسلام ج 7 ص291، وغيرها من المصادر.
فانظروا كيف يكون حال هذا العالم الثقة القدوة عندهم حينما يُذكر عثمان بن عفان، ولا يشنعون عليه بل يعتبرونه من جلالته، ولا تجدونهم ينكرون عليه، ولكن عندما تبكي الشيعة على ولي الله وإمام الخلق، يكون ذلك من البدع والغلو و...
رحم الله شاعر أهل البيت الشيخ حسن الدمستاني حين قال:
فمن الواجب عيناً لبس سربال الاسى * واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب احزاناً تذيب الانفسا * وقليل تلف الارواح في رزء الحسين
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اول مأتم اقيم على الامام الحسين
عندما بشر جبرئيل النبي وسلم بولادة الحسين من ابنته الزهراء فرح فرحاً شديداً ولكن سرعان ما تبدد هذا الفرح وتحول إلى حزن وذلك عندما أخبر جبرئيل الرسول محمد وسلم بأن ولده هذا سوف يقتل من قبل امته في أرض تسمى كربلاء في العراق ، ولكن الله سبحانه وتعالى على أثر شهادته وكرامةً له يجعل من صلبه تسعة من الأئمة الطاهرون المطهرون آخرهم قائمهم « عج » يملأ الله به الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ولذلك كان أول مأتم عزاء حقيقي في تأريخ هذه الأمة عندما ولد الحسين حيث بكته أمه الزهراء وأباه أمير المؤمنين وكذلك رسول الله وسلم وإلى ذلك أشار التأريخ عبر رواياته وتاريخه الحافل ، حيث يقول الشيخ التستري في كتابه الخصائص الحسينية « ان أول مأتم للحسين اقيم في عهد هذه الأمة في زمن رسول الله وسلم » فلو نظرنا إلى قوله هذا نجد هناك قرينة واضحة البيان وهي « في عهد هذه الأمة » دالة على انه كانت هناك مآتم في غير عهد هذه الأمة .