اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
05- (الشعائر الحسينية ودورها في صياغة الوعي الديني)
الشعائر الحسينية ليست طقوسا عمياء صماء، تؤدى دون وعي ودون إدراك. فمن من يعتقد بهذه النظرية - حتى ولو كان شيعيا - يغالط نفسه، ولم يصل إلى لب الهدف منها. وذلك لان هذه الشعائر مارسها من هو أكثر منا حنكة ودراية بالدين، مارسها صاحب الرسالة عند ولادة صاحب المصيبة.
نحن نجد الفرق واضحا بين من يحي الشعائر الحسينية ولو قشريا، ومن لا يعتني بها أو لا تمر له على بال أصلا. فمن يتمسك بالشعائر الحسينية، يكون اقرب إلى المساجد، ويكون اقرب إلى الاعتدال والخصال الحميدة. والآخر يكون بعيدا عن المراكز الدينية، واقرب إلى الانحراف الأخلاقي.
لدي صديقين احدهما من المداومين على حضور المجالس الحسينية وأحيائها، والآخر من الذين لا تخطر لهم على بال. كانا يتواصلان معي لفترة ليست بالقصيرة، عن طريق الرسائل الالكترونية. الملتزم منهما كان يرسل المواعظ والحكم الدينية، والآخر جل اهتمامه فكاهات وطرائف المحششين. فقلت لأحدهما: كل إناء بالذي فيه ينضح.
ترك الناس لأعمالهم وما يشغلهم في الأيام الأخرى، والتوجه من مأتم لآخر، من اجل الفائدة العلمية والدينية وتحصيلا للأجر والثواب، يدل دلالة قاطعة على تأثير الشعائر الحسينية في صياغة الوعي الديني.
لذا ينبغي علينا كمستمعين الاتصال بالخطباء، لطرح أفكارنا ورؤانا، وما نراه نقصا في وعي الناس الديني . وعلى الخطباء حسن الاستماع لما يطرحه الجمهور بصدر رحب، ومن ثم تقييمه إذا كان مناسبا ويعود بالنفع على المجتمع. كما وعلى الخطباء استغلال هذه التوجه عند الناس وهذا الزخم الديني عندهم لتوعيتهم بأمور دينهم، وبما يعود عليهم بالنفع.
فمائدة الحسين(ع) عظيمة، وجامعة علمية كبيرة، لها باع طويل في جميع التخصصات. فلا نبخل على أنفسنا ولا على من حولنا، من أن نغترف من فيض كرم الإمام(ع).
بقلم: حسين نوح مشامع بإشراف: الشيخ محمد المحفوظ