اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فلسفة مجالس رثاء الإمام الحسين ومعنى عبارة كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء
الموضوع الذي يطرحونه الآن على شبابنا هو (إلى متى البكاء والعزاء؟! تعالوا لنقوم بمظاهرات!). فهل يدركون ما يعني مجلس العزاء؟! إنهم لا يدركون أن هذه المجالس وهذا البكاء يهذب الإنسان ويخلق الإنسان السليم! إن مجالس العزاء هذه على سيد الشهداء (ع) وذلك الإعلام المضاد للظلم، إنما هو إعلام ضد الطاغوت! فلابد أن يستمر بيان الظلم الذي وقع على المظلوم حتى النهاية.
لقد كان الأساس الذي حفظ كل شيء إلى الآن هو سيد الشهداء (ع) ولابد لنا من حفظه! وقد قال النبي الأكرم (ص) ( (أنا من حسين)) يعني أنه يحفظ دينه، وإن هذه التضحية قد صانت الإسلام.
وعلينا أن نحفظ (العزاء الحسيني)!. إن شبابنا لم ينتبهوا إلى أن هؤلاء يريدون القضاء على أساس العزاء الحسيني! فمجالس العزاء الحسيني تثير مشاعر الجماهير لكي يتأهبوا لكل شيء! فعندما ترى الجماهير كيف قطّعوا أبناء سيد الشهداء (ع) إرباً إرباً وكيف ضحى بشبابه بهذا الشكل، يسهل عليها تقديم أبنائها. إن شعبنا بشعوره هذا وحبه للشهادة تقدم ووصل إلى الهدف، وكان السرّ هو أن حب الشهادة انعكس على كل شؤوننا وعلى جميع أبناء شعبنا وكان الجميع يتمنون هذه الشهادة التي نالها سيد الشهداء (ع).
معنى عبارة: كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء
(كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)! إنها كلمة عظيمة، يسيئون فهمها. إنهم يتصورون بأن معناها هو ضرورة البكاء كل يوم! ولكن مضمونها ليس كذلك. ماذا عملت كربلاء؟ أي دور أدته ارض كربلاء في يوم عاشوراء؟ ينبغي أن تكون كل أرض هكذا! إن دور كربلاء كان يتمثل بمجيء سيد الشهداء الحسين- سلام الله عليه- ومعه فئة قليلة إلى كربلاء ليقفوا بوجه ظلم إمبراطور الزمان يزيد، فضحوه فقتلهم، لكنهم لم يقبلوا الظلم فهزموا يزيد. لابد أن يكون كل مكان هكذا! ولابد لشعبنا أن يدرك أن اليوم هو عاشوراء، فلابد لنا من الوقوف بوجه الظلم. وأن هذا المكان هو كربلاء! فلابد لنا من تنفيذ دور كربلاء، فليكن كل يوم عاشوراء لأنه ليس محصوراً بأرض محددة ولا بأفراد معينين. فكل الأرض وكل الأيام يجب أن تؤدي هذا الدور.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
كربلاء
في
يوم عاشوراء
كلما عاد شهر محرم الحرام عادت معه ذكرى أبي الشهداء وشهيد الاباء أبي عبد الله الحسين 7. عادت حافلة بالعَبرة والعِبرة وعادت الذكرى للحادثة الدامية فما من بقعة من بقاع الارض وفيها شيعة لأهل البيت ، إلا وأقيمت ذكرى الحسين (ع) وانتصب منبر الحسين وعزاء الحسين (ع).
أما كربلاء ـ بلد الحسين ومحل استشهاده ومصرعه ـ فانها تلبس الحداد وتتجلبب بالسواد وتحمل شارات الحزن فلا تجد مكاناً ولا محلا ولا مخزناً ولا مسجداً الا وعليه شعار الحسين ويجتمع الناس وتغص كربلاء بالوفاد من جميع الاقطار الاسلامية فليس هناك منظر أعظم من ذلك المنظر في اللوعة والتفجع وتتوالى المواكب والاجتماعات فكل موكب يمثل بلداً من البلدان يحمل شعاره ويردد أناشيد الحزن والعزاء. فهذا موكب شباب الكاظمية في ليلة عاشوراء يحف بالراية العراقية ويشق
طريقه الى حرم الامام الحسين (ع) تتقدمه المشاعل الكهربائية والاعلام الحسينية وتتعالى نغمات الأناشيد قائلة :
أيها الذائد عن شرع الهدى
أنت رمز للمعالي يا حسين
يومك السامي سيبقى خالداً
أبد الدهر يهز الخافقين
وذاك موكب قضاء ( بلد ) قد كتب على الراية بحروف بارزة :
رزء الحسين السبط عم الورى
ما بلد أولى به من ( بلد )
ويتلوه قضاء ( القورنة ) قد كتب على الراية :
من بلد ( القرنة ) جاءت لكم
شيعتكم تسعى الى نينوى
إن طاح بالطف لواكم فقد
جاءت لكم ترفع هذا اللوى
وهذا موكب بغداد يكتب على قطعة قماش :
صرخ النادبون باسم ابن طه
وعليه لم تحبس الدمع عين
لم يصيبوا الحسين الا فقيداً
حينما أرخوه ( أين الحسين )
ويمر موكب النجف الاشرف وهو أضخم موكب يكون ليلة عاشوراء مجلل بالوقار اذ يتقدمه الروحانيون بعمائمهم وشعاراتهم الدينية ويتوسطهم علم الحسين قد كتب عليه:
سيكون الدم الزكي لواء
لشعوب تحاول استقلالا
ينبت المجد في ظلال البنود
الحمر يهوى نسيجها سربالا
نسئلكم دعاء احسنتي اختي الفاظلة على موضوع
في ميزان اعمالكم ان شاء الله بحق زهراء علية سلام الله