اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
15- كيف تعامل الأصحاب مع الحسين.
القرآن الكريم يقول عن أهل الكهف: إنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى.
وأصحاب الإمام الحسين(ع) لم يكونوا اقل منهم إيمانا، ولا اقل تمسكا بقضية إمامهم، ولا اقل تعلقا به. لذا قال عنهم أبو عبدالله(ع): لم اعرف أصحابا ابر ولا أوفى من أصحابي، خبرتهم وعجنتهم فرأيتهم يستأنسون بالموت دوني، استأنس الطفل بمحالب أمه.
لم يرى أهل الكهف أمامهم للحفاظ على أنفسهم ومعتقدهم، إلا الهروب من الحاكم الظالم والخروج من مدينتهم. وأصحاب الحسين(ع) لم يهربوا، بل كانوا في انتظار إمامهم وسيدهم ليخرجوا معه.
جاء النداء لأصحاب الكهف، بعد أن ضاقت بهم الدنيا وضاقت عليهم أنفسهم: باللجوء إِلَى الْكَهْفِ. فَقَالُوا: رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. أصحاب الإمام(ع)، لم يتواروا عن الأنظار داخل كهف صخري مخافة على أرواحهم، بل في انتظار كهف آخر يقيهم سيئات الحياة الدنيا، ويضمن لهم دخول الجنة.
فكان كهفهم إمام مفترض الطاعة، وخليفة أمه معين من قبل رب العزة. فالتفوا حوله يفدونهم بأرواحهم ويقونه بأنفسهم، فضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
فهذا هاني ابن عروة يقبض عليه الطاغية -ابن زياد- ويطالبه بتسليم مسلم، فيرد عليه بكل قوة وحزم، بعد اعتداءه عليه وتهشيم وجهه، وهو رجل كبير السن وشيخ قبيلة: لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه.
وهذا ميثم التمار الذي قطعت يديه ورجليه، وصلب على جذع نخلة عاشر عشرة، وكان أقربهم إلى المطهرة. وقطع بعدها لسانه، لولائه لأهل البيت وحبه لهم.
وهذا مسلم ابن عقيل، ابن عم الحسين(ع) وسفيره إلى الكوفة، يقع في أيدي الأعداء بعد مقتلة شديدة، فيشاهد يبكي بحرقة، فقيل له: من يطلب ما تطلب لا يبكي!
فرد عليهم: لا ابكي خوفا على نفسي، ولكن على الحسين وعياله.
يكفينا حال من قتل قبل موقعة كربلاء، وكيف استماتوا من اجله، لنعرف نفسيات من عاش معه تلك المحنة. فكل هؤلاء ولائهم لأهل البيت(ع)، عن معرفة حقة وحب لا حدود له، اخذ بأيديهم إلى ارفع مستوى من مشاركة الحسين في حب الشهادة.
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ