إنّ الحسن والحسين كانا إبني رسول الله (ص),
ل يأتيني بحجة من القرآن (الكريم)
وإلاّ لأضربنّ عنقه,
فقلت (عامر); يجب أن تحلّ قيده فإنّه إذا الشيخ
أحتّج فإنّه لا محالة يذهب
وإنّ لم يحتّج فإنّ السيف لايقطع هذا الحديد
المكبل بيديه,
ف حلّوا قيوده وكبوله...فنظرت, فإذا هو
سعيد بن جبير
فحزنت بذلك وقلت; كيف يجد حجة على ذلك من القرآن,
فقال له الحجّاج; إئتني بحجة من القرآن على
ما إدعّيت وإلا أضرب عنقك,
فقال له; إنْتظر, فسكت ساعة,
ثم قال الحّجاج مثل ذلك, فقال الشيخ;
إنتظر!!!!
فسكت الشيخ ساعة ثم أعاد الحجّاج
مثل ذلك فأجاب الشيخ;
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم ,ثم قال;
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا
مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ
وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
ثم سكت الشيخ عن القراءة وقال للحجّاج;
إقرأ ما بعدها, فقرأ الحجّاج;
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ
, فقال الشيخ, سعيد بن جبيرللحجّاج ; لقد قرأت
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى, فكيف يليق ها هنا ذكر عيسى؟؟
قال الحجّاج; إنّه كان من ذريته, قال الشيخ;
إن كان عيسى من ذرّية إبراهيم ولم يكن له أب,
بل كان إبن إبنته, ف نُسِب إليه بعده,
فالحسن والحسين أولى أن يُنسبا إلى رسول الله (ص)
مع قربهما منه
فأمر الحجّاج له بعشرة آلاف دينار وأمر بإن
يحملوها معه إلى داره وأذن له في الرجوع.
قال عامرالشعبي; فلما أصبحت قلت في نفسي;
قد وجَبَ عليّ أن آتي بهذا الشيخ فأتعلّم منه معاني
القرآن الكريم
لأنّي كنت أظنّ إني أعرفها...فإذا أنا لا أعرفها فأتيته
فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه
يفّرقها عشراً عشراً ويتصدّق بها,
ثم قال; هذا كلّه
ببركة الحسن والحسين عليهما السلام,
لئن كنّا أغممنا واحداً ويقصد الحجّاج ,
فقد أفرحنا ألفاً وألفاً وأرضينا الله ورسوله