اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لم أنسى زهرة من جنة الزهراء أفلتت ... من عقال موكب السبي عطر النبوة فيها
فهوت على دروب الشام في بعلبك ... ورحم تراب تلك الديار راح يحتويها
بنتُ الحسين وما أدراك فأنعم بكريمةٍ ... لها أحدوثة أتى الدهر عليها وراح يحكيها
ما رواها ماء الفرات يوم ظمت فروتها ... دواة حبر التاريخ بسطور كتابها ورويها
يوم سرت بنات النبي بالأسر سبايا ... إلى الشام وظعونها علوج أمية تحديها
وقد استوقفهن الوهن فأردن يسترحن ... وروح خولة أبان الراح فاضت إلى باريها
أرادت أن تقيم قدساً في هذه الثرى ... من نفح جدها الرسول والحسين أبيها
فعانقت تراب هذه البقاع بغض أحضانها ... بأرضٍ كانت محط الأنبياء تاريخهم يرويها
وشاءت أقدار الأسى تقصو على اليتامى ... من آل بيت علي وأن تحكي الدروب مآسيها
فقم يا أيها التاريخ ناطقاً بما قد جرى ... لوردةٍ بعد لما تنبت أشواكها التي تحميها
أهَلْ ضنى شق وعر الطريق أذبلها ... فأيبسَ حد قصوه مفاتن وجه رقيها
أم ضرب السياطِ وزجر أعداء جدها ... أشبعَ جسمها الغض قرحاً وراح يؤذيها
فَلمَّا استتب الركب إلى مناخ راحةٍ ... وأيُّ راحةٍ في ظل آل أبي سفيان تهنيها
فأرادت هذه الطفلة أن تستنشقَ نفساً ... تتنهدُ فيه من فرط المعاناة وجمر لظيها
فزفرت ويا لهفي إذ بزفرتها خرجت ... منها الروح وراحت أنفاسها الأخر تعتليها
فأكبت عليها أمها الولهة تشمها وتقبِّلُ ... وعمتها تنعاها بشجنٍ ودموعها تجريها
ووسدها السجاد على سبيل القاصدين أرضاً ... علَّ الدهر يروي حكايا مرارها والتاريخ ينبيها
وأغرسَ غرسةً بقربها لم تزل إلى اليوم ... كي أن تظلل قبر خولة من مهب الحر بفَيها
فوا أسفي على جسد الحسين والدها ... لما قضى جثته ظل لثلاثٍ لا من يواريها
تصهره لُفع الهجير بلظى حر وقدتها ... والصبَّا تسربلهُ غبرة الترب من فرط سفيها
ألا فكل العجب أطفالكم تموت بغربةٍ ... والغرباء قبورهم كرامة لكم تعمرها وتبنيها
وأمكم فاطمة الزهراء بظهران قومها قضت ... فأين ألحودة قبرها حيث السر راح يخفيها
لم أنسكِ بنتَ الحسين وقد وددت لو أنني ... أرسم فيكِ مزج الشعر بالكلمات وقوافيها
لكنني تهت في ما من أين أبتدي وأين ... تكون النهاية ومصائبكم لا نهاية لباديها
زهرة الحسين
السيدة خولة
لـ خادم الزهراء
إبراهيم قبلان العاملي
10 صفر الأحزان 1433
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار