بعض وصايا النبي الأكرم لأباذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه
يا أباذر: إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولا بالتفكر والخشوع واعلم أنك لاحق به.
يا أباذر: ركعتان مقتصدتان في التفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه.
يا أباذر: لا تصيب حقيقة الايمان حتى ترى الناس كلهم حمقى في دينهم وعقلاء في دنياهم.
يا أباذر: حاسبك نفسك قبل أن تحاسب فهو أهون لحاسبك غدا, وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الاكبر يوم تعرض لا تخفى منك على الله خافية.
يا أباذر: أتحب أن تدخل الجنة ؟ قلت نعم، فداك أبي، قال ( وسلم): فاقصر من الامل، واجعل الموت نصب عينيك. واستح من الله حق الحياء، قال: قلت: يا رسول الله، كلنا نستحي من الله، قال: ليس ذلك الحياء ولكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى، وتحفظ الجوف وما وعى، والرأس وما حوى. ومن أراد كرامة الاخرة فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله. يا أباذر إن ربك عزوجل يباهي الملائكة بثلاثة نفر: رجل في أرض قفر
فيؤذن ثم يقيم ثم يصلي، فيقول: ربك للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلي ولا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم. ورجل قام من الليل فصلى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول الله تعالى: انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده ساجد. ورجل في زحف فر أصحابه وثبت هو يقاتل حتى يقتل.
يا أباذر: ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الارض إلا شهدت له بها يوم القيامة. وما من منزل ينزله قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم.
يا أباذر: ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الارض ينادي بعضها بعضا يا جارة هل مر بك من ذكر الله تعالى أو عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله ؟ فمن قائلة: لا، ومن قائلة نعم، فإذا قالت: نعم اهتزت وانشرحت وترى أن لها الفضل على جارتها.
يا أباذر: إذا كان العبد في أرض قفر فتوضأ أو تيمم ثم أذن وأقام وصلى، أمر الله عزوجل الملائكة فصفوا خلفه صفا لا يرى طرفاه، يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنون على دعائه.
يا أباذر: ما من شاب ترك الدنيا وأفنى شبابه في طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقا.
يا أباذر: من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف يعمر مساجد الله ؟ قال: لا يرفع فيها الاصوات ولا يخاض فيها بالباطل ولا يشتري فيها ولا يباع، فاترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك.
يا أباذر: يقول الله تبارك وتعالى: إن أحب العباد إلى المتحابون من أجلي، المتعلقة قلوبهم بالمساجد والمستغفرون بالاسحار، اولئك إذا أردت بأهل الارض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم.
يا أباذر: لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه ومن أين مشربه ومن أين ملبسه، أمن حل أم من حرام.
يا أباذر: إن أهل الورع والزهد في الدنيا هم أولياء الله تعالى حقا.
يا أباذر: لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الاية لكفتهم: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره ".
يا أباذر: من صمت نجا، فعليك بالصدق ولا تخرجن من فيك كذبا أبدا. قلت: يا رسول الله فما توبة الرجل الذي كذب متعمدا ؟ قال: الاستغفار والصلوات الخمس تغسل ذلك.
يا أباذر: أربع لا يصيبهن إلا مؤمن: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع لله سبحانه، وذكر الله تعالى في كل حال وقلة الشئ يعني قلة المال.
يا أباذر: إن الارض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا.