اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مرَّ في مسجد رسول الله بحلقة فيها قوم من بني أمية فتغامزوا به، وذلك عندما تغلَّب معاوية على ظاهر أمره فرآهم وتغامزَهم به فصلى ركعتين ثم جاءهم ، فلما رأوه جعل كل واحد منهم يتنحى عنه مجلسه له ، فقال لهم :
كونوا كما أنتم فإني لم أرد الجلوس معكم ولكن قد رأيت تغامزكم بي ! أما والله لاتملكون يوماً إلا ملكنا يومين ، ولا شهراً إلا ملكنا شهرين ولا سنة إلا ملكنا سنتين ! وإنا لنأكل في سلطانكم ونشرب ونلبس ونركب وننكح وأنتم لاتأكلون في سلطاننا ولاتشربون ولا تلبسون ولاتركبون ! فقال له رجل: وكيف يكون ذلك يا أبا محمد وأنتم أجود الناس وأرأفهم وأرحمهم تأمنون في سلطان القوم ولا يأمنون في سلطانكم؟! فقال: لأنهم عادونا بكيد الشيطان وكيد الشيطان كان ضعيفاً، وإنا عاديناهم بكيد الله وكيد الله شديد!
وعن ابن سيرين قال:
سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون :
لما فرغ علي بن أبي طالب من الجمل عرض له مرض وحضرت الجمعة فتأخر عنها ، وقال لابنه الحسن : إنطلق يا بنيَّ فجمَّع بالناس ، فأقبل الحسن إلى المسجد ، فلما استقلَّ على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله وقال:
أيها الناس: إن الله اختارنا بالنبوة واصطفانا على خلقه وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئاً إلا تنقَّصَهُ الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ، ثم جمَّع بالناس . وبلغ أباه كلامه فلما انصرف إلى أبيه نظر إليه وما ملك عبرته أن سألت على خديه ، ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه وقال: بأبي أنت وأمي ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .
ووفي الكوفة كذلك :
لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال :
ويحكم ما تدرون ما عملتُ ! والله الذي عملتُ خيرٌ لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله عليَّ؟ قالوا: بلى ، قال: أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً ؟ أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه ، فإن الله عز وجل يخفي ولادته ويُغَيِّبُ شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تسلمون أختي على مواضيعكم المميزة
وفقكم الله بحق إمامنا الحسن المسموم صلوات الله عليه.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أحسنت وبارك الله فيكم أختي المؤمنة على هذه الأحاديث الطيبة من لسان سيد شباب اهل الجنة كريم أهل البيت أبي محمد الحسن بن علي ().
وأحب أن أعقب على الموضوع بذكر بعض الروايات الدالة على أن الإمام الحجة أرواح العالمين له الفداء من ذريةالحسن .
قال النبي الأكرم -
( المهدي من عترتي من ولد فاطمة )
( رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم من حديث أم المؤمنين أم سلمة )
وروى عن الإمام علي بن أبي طالب ، هه أنه قال:
( المهدي من ولد ابني هذا ) ، وأشار إلى الحسن .
وروى الحافظ الذهبي في المنتقى عن علي أنه نظر إلى الحسن. فقال :
سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق ، ولا يشبهه في الخلق ، يملا الأرض قسطا ) .
وهذا لا يعني أن الإمام المهدي (ع) ليس من ذرية الحسين فهو من ذريته من جهة الأب عن طريق الإمام زين العابدين (ع) ومن ذرية الحسن (ع) من ذرية السيدة القديسة فاطمة بنت الإمام الحسن زوجة الإمام السجاد (ع) أم الإمام الباقر (ع)، وشاء الله تعالى أن يكون الإمام علي السجاد كجده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وتكون السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن كجدتها فاطمة الزهراء روحي لتراب مقدمها الفداء محورا مرة أخرى للإمامة للجمع بين ذريتي الإمامين الهمامين الحسن والحسين أرواح العالمين لهم الفداء. فكما كان النبي الأعظم أباً للأئمة عن طريق بضعته الزهراء (ع) كان إمامنا الحسن أباً للإمام الحجة عن طريق ابنته السيدة الطاهرة فاطمة.
وكما كان أمير المؤمنين (ع) أباً للأئمة عن طريق ابنه سيد الشهداء كان الإمام السجاد أباً للإمام الحجة عن طريق ولده الباقر (ع). وسائر الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
شكرا لك أختي لذكرك أحاديث الأطهار الذين نستأنس بهم في غربتنا