مفكرة مبتعث -5- - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 0 الزيارات 1487 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 0
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي مفكرة مبتعث -5-
قديم بتاريخ : 17-Jan-2012 الساعة : 12:57 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مفكرة مبتعث -5-
نجح محمود في إقناع والديه، بالفائدة التي يحصل عليها الطالب، من دراسته خارج دياره. أو هكذا اعتقد، لسكوتهما عن التذمر والشكوى، فاخذ في إنهاء إجراءات البعثة. وخلال انتظاره وصول تذاكر السفر، تقدم للسفارة المعنية، لاستخراج التصاريح المطلوبة.

كان يعد الأيام انتظارا لركوبه الطائرة، وخروجه من وطنه، وتحليقه فوق بلاد غريبة لم يكن يعرفها، ومعاشرة قوم غرباء لم يألفهم أو يعرفهم من قبل. حلق به الخيال بعيدا، يرسم له صورا يستخرجها من ذاكرته وخبراته السابقة. أحيانا صورا واقعية ويتمكن تقبلها وفهمها، وأخرى بعيدة عن الواقع وموغلة في الخيال.

ومع انه لا يزال يذهب لجامعته، لم يعد الشخص نفسه الذي كان قبل ذلك. وصار يسرح بعيدا وراء قطعان الخيال، كما تسرح الأغنام وراء رعاتها في البراري. بعيدا عن قاعة الدراسة، ونفورا من التحصيل العلمي.

اخذ والداه يعدان الأيام، والخوف يملا قلبيهما، من ذلك اليوم الذي يفارقهما فيه. فوجوده في جامعته ينسيهما أمر غربته، وما أن تلوح لهما طلعته، حتى يتذكران فراقه، فتهيج له ألامهما، ويتكدر صفو حياتهما.

كانت الحياة بالنسبة إليه تسير ببطئ شديد قاتل، كحركة السلحفاة عائدة لجحرها، لأنه ينتظر شئ يبهجه.

أما بالنسبة لهما كانت سريعة، تجري كالبرق الخاطف، خوف فقد فلذت كبديهما.

دخل عليهما ذات يوم كدخلته الأولى، ولكن هذه المرة ملوحا بجوازه وتذاكر سفره.

اهاجتهما مرارة الفراق، ونقص عليهما الفراغ الذي سيخلفه وراءه، ذلك الفراغ الذي لا يشعر به إلا من ذاق مرارته، وأحس بلهيبه في جوفه.

سأله والده محاولا عدم إظهار جزعه: قررت فراقنا والبعد عن يا ولدي؟!

يا والدي من يسمع كلامك يعتقد إني ذاهب لساحة حرب، أو لصحراء قاحلة. كلها عدد من سنين، ستمضي سريعا دون الشعور بها. وبعدها ارجع لكم حاملا شهادتي، وسوف تفخر بي. أعود وقد كسبت الخبرة، وتعرفت على عادات وتقاليد قوم آخرين، تزيد من ثقافتي، وتوسع مداركي.

اخذ وقت الفراق يدق الأبواب، ومع كل يوم يمر يزداد خوفهما، تزداد دقات قلبيهما الضعيفين.

قال الوالد واللوعة تأكل من روحه، كما تأكل النار في الهشيم : قلبي على ولدي يتفطر، وقلب ولدي مثل الحجر.

سمعها محمود فهب يقبل رأس أبيه ويديه، قائلا: يا والدي هدأ من روعك، الفراق مكتوب علينا، رضينا أم أبينا. وهذه فرصة قد لا تتكرر ثانية، وكان عليه انتهازها.

تدخلت الوالدة كعادتها في الوقت المناسب لتخفيف التشنج، ولترطيب الأجواء: يا ولدي إذا أنهيت جميع شؤونك، وجهزت جميع احتياجاتك، والدك لديه بعض النصائح والإرشادات يريد إيضاحها لك.

فهز الوالد رأسه موافقا، فلقد نسي ذلك في زحمة الأحداث وتسارعها. وقال: ولدنا الحمد لله عاقل وفاهم، ولكن لا يستغني الإنسان عن النصيحة.

فقال محمود جالسا إلى أبيه بكل أدب: تفضل يا أبي، فكلي آذان صاغية.

يا ولدي عليك بالاجتهاد في دراستك، والحصول على درجات عالية. فهذا واجبك الوطني، مقابل الأموال التي تصرف عليك.
عليك الالتزام بالقيم والمبادئ التي ربيت عليها، وان لا يغررك بهرجة الغرب وزينته.
وفي مقابل ذلك عليك اكتساب ايجابياتهم، فلا بد لديهم عادات حسنة لا توجد عندنا، سوف تعرفها عندما تكون بينهم.
كما أوصيك بالتلاحم والتعاون مع بقية الطلاب المبتعثين، ولا تبعد نفسك عنهم. فهم في الغربة اهلك وعشيرتك، ومن يبتعد عن أهله وعشيرته، فانه يبعد عنهم يد واحدة، ويبعد عنه أيادي كثيرة.
بقلم: حسين نوح مشامع

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc