اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لا ادري ما هذا التواني في امر الاخرة والتكاسل في طاعة العقول الطاهرة انسيتم الموت الذي لابد من الورود عليه وهو يهدم في ان واحد اركان لذائذكم ويخرب بنيان غرائزكم اليس ذكره مرعبا عن الدنيا وسائقا الى الاخرة اما قال اصدق الصادقين ( ان من تذكره في اليوم والليلة عشرين مرة يحشر مع شهداء احد ) المحجة البيضاء 8 \ 240 000 اما وجدتم ذكره في غاية النفع والتاثير ولعل ما ينفعكم منه اشتغال القلب بسواه وعدم التهيوء للسفر الى دار الاخرة ولا ريب في ان المسافر لا هم له الا تهيئة الاسباب والاستعداد للسفر فمن تفكر في حال الفراعنة فلا بد ان تقل سروره بالدنيا وشهوتها ويهون امله وينكسر قلبه عن لذاتها اذ العاقل من جرد نفسه للمنية وهياها للتنعم والتحية وان شئت حصول ذلك فتفكر في حال نظرائك الموتى الذين كانوا منهميكين في الشهوات بطول امالهم وسوء احوالهم كيف انتقلوا من انس العشرة الى وحشة الهجرة ومن فسح القصور الى ضيق القبور ومن الترف والتنعم وحسن الصورة الى قبح المنظر والسيرة وسائل قبره ذلك بلسان فصيح وبيان مليح وقل ( بالله ياقبر هل زالت محاسنه 00 وهل تغير ذاك المنظر النضر ) فانه سيجيبك باتم الاجوبة واكمل البيان ( لقد تبددت عظامه عن بعضها مفصلا مفصلا 00 وافنت الديدان لحمه وشحمه ) مع انه كان غافلا عن هذه الاحوال وحريصا في تدبير المنازل وجمع الاموال وقس حسرات نفسك عليه وكيف كان فاغتنم ياحبيبي 0 0 ان حال الناس في ذكر الموت وحالاته على اقسام فانهم بين منهمك في الدنيا وشهواتها وخائض في غمرات لذاتها وبين سالك مبتدي وعارف منتهي والاول لا يذكر الموت الا ذما لصده اياه عن محبوبه وكونه حاجبا له عن مطلوبه بل يفر منه ويعاديه وان كان لابد ملاقيه فلا يستفيد من ذكره الا بعدا والثاني يستعد بذكره لاقتناء الخيرات والمسارعة الى تحصيل فضائل الملكات ويكرهه خوفا من ان يلقاه قبل الوصول الى هذه الكمالات وهو في هذه الحال معذور ولا يعد من كلاب دار الغرور بل يحسب من الذين كرهوا لقاء الله عزوجل فكره لقلءهم وعلامته الاشتغال بما يعده للممات والتهيوء في زاد معاده قبل الفوات 000 واما الثالث فهو انما يذكره ويشتاق اليه حبا له وشوقا منه اليه اذ فيه لقاء الحبيب ولذا قال سلام الله عليه ( والله لابن ابي طالب انس بالموت من الطفل بثدي امه ) لما في الموت من الخلاص من سجن الطبيعه والوصول الى الدرجات العالية الرفيعه والى ذلك اشار بقوله سلام الله عليه ( فزت ورب الكعبة ) وصل الله على محمد واله الطيبين الطاهرين نسالكم الدعاء
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
جزيت خيرا اخي الفاضل واسم لي ان اضع هذا الحديث
عن علي بن الحسين أنه سئل عن الموت؟ فقال:
«للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطأ المراكب وآنس المنازل,
وللكافر: كخلع الثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب»
معاني الأخبار ص289.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فيا اخواني انتبهوا من نومكم وتفكروا في عاقبتكم واعلموا انه لا مفر عن المجاهدة ولا يغرنكم شبابكم وداركم ومتاعكم فانها وبال وعاقبتها نكال فبادروا بالتوبة والبكاء والنياح قبل انقضاء المدة وليكن هادم اللذات .. يعني الموت .. بين ايدكم واكثروا التفكر فيه في الليالي المظلمة ولا تظلموا انفسكم ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد الرسول الخاتم محمد صل الله عليه واله ...
نسالكم الدعاء
آخر تعديل بواسطة fadak ، 17-Jan-2012 الساعة 11:43 PM.