اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( العبد الصالح ) امر القران الكريم عباده باتباع اوامره ليكونوا من الصالحين وقد حفل القران الكريم بذلك فقد بعث الله تعالى صالحا الى قومه فدعاهم الى عبادة الله تعالى فلم يجيبوه وعتوا عليه وقالوا ( لن نومن لك حتى تخرج لنا من الصخرة ناقة عشراء وكانت صخرة يعظمونها ويذبحون عندها في راس كل سنة ويجتمعون عندها فقالوا له ان كنت كما تزعم رسولا فادع الله يخرج لنا ناقة منها فاخرجها لهم كما طلبوا منه فاوحى الله تعالى الى صالح ان قل لهم ان الله تعالى جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم فكانت الناقة اذا شربت يومها شربت الماء كاه فيكون شرابهم ذلك اليوم من لبنها فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير الا شرب من لبنها يومه ذلك فاذا كان الليل واصبحوا غدوا الى مائهم فشربوا هم ذلك اليوم ولا تشرب الناقة فمكثوا بذلك ما شاء الله حتى عتوا ودبروا في قتلها فبعثوا رجلااحمر اشقر ازرق لا يعرف له اب ولد الزنا يقال له قذار ليقتلها فلما توجهت الناقة الى الماء ضربها ضربة ثم ضربها اخرى فقتلها وفر فصيلها حتى صعد الى جبل فلم يبق منهم صغير ولا كبير الا اكل منها فقال لهم صالح اعصيتم ربكم ان الله تعالى يقول ان تبتم قبلت توبتكم وان لم ترجعوا بعث اليكم العذاب في اليوم الثالث فقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين قال انكم تصبحون غدا وجوهكم مصفرة واليوم الثاني محمرة واليوم الثالث مسودة فاصفرت وجوههم فقال بعضهم ياقوم قد جاءكم ما قال صالح فقال العتاة لا نسمع ما يقول صالح ولو هلكنا وكذلك في اليوم الثاني والثالث فلما كان نصف الليل اتاهم جبرائيل فصرخ بهم صرخة خرقت اسماعهم وقلقلت قلوبهم فماتوا اجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ثم ارسل الله عليهم نارا من السماء فاحرقتهم ( قصص الانبياء للراوندي ) ومن هذه العبرة نجد ان الامام الصادق قد حذر المومن من الزلات التي تقع منه في دار الدنيا ولا يحاول ان يتوب فيكون كقوم صالح لما شملهم العذاب فقد قال الامام ابو عبدالله ( المومن ) موءمنان موءمن وفى لله بشروطه التي شرطها عليه فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وذلك من يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا تصيبه اهوال الدنيا ولا اهوال الاخرة 00 ومومن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفئته الريح انكفا وذلك ممن تصيبه اهوال الدنيا والاخرة ويشفع له وهو على خير ( كامل الزيارات للشيخ جعفر بن قولويه رحمة الله عليه ) ومما لا ريب فيه ان الامام الصادق لما خاطب عمه العباس بن علي عليهما السلام بقوله ( السلام عليك ايها العبد الصالح ) وهو يشير الى المومن الذي وفى لله بشروطه التي شرطها عليه فكان جزاوه من رب العالمين ( ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيوءتيه اجرا عظيما ) سورة الفتح 000 نسالكم الدعاء