أم النبي - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء المظلومة مشاركات 0 الزيارات 2078 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء المظلومة
الصورة الرمزية خادم الزهراء المظلومة
شاعر من شعراء جبل عامل
رقم العضوية : 11708
الإنتساب : Jun 2011
الدولة : جبل عامل
المشاركات : 224
بمعدل : 0.04 يوميا
النقاط : 175
المستوى : خادم الزهراء المظلومة is on a distinguished road

خادم الزهراء المظلومة غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء المظلومة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي أم النبي
قديم بتاريخ : 10-Feb-2012 الساعة : 07:18 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السيدة العظيمة والكريمة المظلومة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة نبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المنتجبين
وبعد ... إن الله جل وعلا لما خلق البشر خلقهم كلهم من نسل أبوهم آدم وأمهم حواء سلام الله عليهما وفرع منهم الأجناس والأصناف والأشكال والألوان ولم يفرق بين إنسان وإنسان فكلهم بالمخلوقية في ذات ميزان إلا من ارتفع بالتقوى والإيمان
وكان تعالى قد امتحن خلقه قبل خلقهم إلى عالم الدنيا وأشهدهم على أنفسهم وهو قوله تعالى | وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ |( الأعراف 172) ثم جاء بهم إلى هذه الدنيا خلقا كي يعبدوه وهو قوله | وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ |( الذاريات : 56 ) ثم إنه تعالى جاء بالإنسان ليعمر هذه الأرض ويحيي بها الحق بما يشاء تعالى فجعل من يخلفه فيها وقوله | وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ|( البقرة : 30 ) ولكن هذا الخليفة الذي يمثل حكم الله وعدله وميزانه وقسطاسه هل هو من عامة الناس بدون ملاحظة خاصة تجدر أن يكون بها أهلا لهذا المنصب وهو من اختياره تبارك كما يقوله | لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ|( المائدة : 70) وقوله | ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ|( المؤمنون : 44) والكثير من الآيات الشريفة فإن اختار الرسول والنبي من الله تعالى وهذا الإختيار خاضع لمن يرى الله تعالى فيه الأهلية لهذا المقام لعلمه بعاقبة الأمور حتى يكون اخيارا عادلا كي لا يقول أحد لو اختارني الله وعصمني وسددني وأيدني لفعلت فعل الأنبياء لأننا نجد في الأنبياء أنفسهم من يتفوق على الآخر ويرتفع عليه درجات فلو كان الإختيار واحد ومتساوٍ لما رفع بعض على بعض ولاستوى بهم المقام لكن كل بكفاءته ومدى تحمله وطبيعة رسالته فجعل منهم أولي العزم إخيارا لمن له الأهلية لما يمتحن الله به أنبياءه وهو قوله | وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا|( طه : 115) ثم إن الله اختار لهؤلاء العظماء أهلية خاصة فمصدرهم العصمة والطهارة والإيمان والتقوى وبيئتهم بيئة صافية زكية من حيث الآباء والأمهات فالقرآن الكريم مدح وزكى أباء وأمهات أنبيائه بكثير من المواقف | وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ|( القصص : 7) وقوله | يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا|( مريم : 28 ) هذا لأم ونسب وحسب مريم أم النبي وقوله تعالى على لسان عيسى | وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا|( مريم : 32 ) فإذا كان هذا النقاء الخالص والبر والتقى لعيسى ابن مريم وهذه الطاهرة المخصوصة والتي سابقتها طهارة مريم وعلاقة أمها بالله تعالى كما يتلو الكتاب | إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ|( آل عمران : 35) | فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ|( آل عمران : 36) | فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ|( آل عمران : 37) ولو نظرنا في تسلسل الأنبياء صلوات الله عليهم كما يتحدث القرآن |إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ|( آل عمران : 33) | ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ|( آل عمران : 34) فلو ملنا نحو الخليل كما يخاطب القرآن ويتحدث عنه بقوله | وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ|( الانعام : 74) فهل هذا أبوه الذي جاء من صلبه والقرآن يعارض هذا بما سلف في تسلسل الأنبياء بعضا من بعض والروايات تتحدث بأنه زوج امه وأيضا في قول إبراهيم لأبيه | قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ|( الممتحنة : 4) هذه إشارة لاستغفار إبراهيم لأبيه ثم الإعراض جاء من والده فهجره بأمر من الأب ويتحدث القرآن عن أبناء الأنبياء الخارجين من رحمة الله والعاصين لله ولآبائهم أنبياء الله ولكن القرآن الكريم خصص الأنبياء بنسب وحسب لا يشوبه شائبة ولا تدنسه عائبة كما يقول في محكم آياته وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ|( الانعام : 84)
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ|( الانعام : 85) |وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ|( الانعام : 86) |وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ|( الانعام : 87)
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ آل عمران : 67) )
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ( آل عمران : 68) فلو أمعنا النظر والتدارس والتعمق في آيات القرآن الكريم التي لم تتحدث عن هذه القضايا عبثا ووصلنا من خلالها بطريق من نور ما أضاءت حول الأنبياء وجذورهم الصالحة إلى نبينا خاتم الأنبياء وسيد الرسل ونظرنا في نسبه الشريف وصلته بالأنبياء وخاصة بإبراهيم هل من المعقول أو من الطبيعي والبديهي أن يختار الله لأنبيائه التربة والبذرة والوعاء الصالح الطاهر النقي والحجر المؤمن الزكي ولا يمكن هذه العناية الخاصة منه لحبيبه محمد الذي هو أعظم خلقه من خليقته وإن برا بمريم لم يجعل عيسى شقيا كيف بالله على المسلمين بل على العقول لمن يعقل أن ينسب الكفر والشرك لوالدي النبي محمد وهل من شأن الله أن يجعل ثغرة في نبيه يعاب عليها ويشين بها ويعير وهذا لم يحدث قط في أنبيائه السابقين بل إن من منظار القرآن وحديث الآيات التي جاءت بخصوص مرتقى الأنبياء وحسبهم ونسبهم لا تسمح لأي فكر أن يذهب ليشين ويعيب إيمان وتقوى والدي النبي وللأسف الشديد فعلها الذين يدعون أنهم الخلص من أمته والثلة الصالحة والسلف يا للأسف أن وصل مقامهم الدني إلى التعرض بالكفر لأم النبي ...

السيدة الجليلة آمنة بنت وهب ...
من هي ؟
بنظرة أهـــــل السُّـــنَّة ...
نسبُها:
تندرج ( آمنة بنت وهب ) من أسرة ( آل زهرة ) ذات الشأن العظيم ، فقد كان أبوها ( وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ) سيد بني زهرة شرفا وحسبا
ولم يكن نسب آمنة من جهة أمها ، دون ذلك عراقة وأصالة فهي ابنة ( برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب ) ، فتجمّع في نسب آمنة عِزُّ بني عبد مناف حسب وأصالة .
نشأتُها:
كان منبت السيدة آمنة وصباها في أعز بيئة ، وما لها من مكانة مرموقة من حيث الأصالة والنسب والحسب ، والمجد السامي.
فكانت تعرف ( بزهرة قريش ) فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا ، فكانت محشومة ومخبأة من عيون البشر ، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها.
فضلُها:
هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر والراويات عنها ، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها العظيم الذي آوته أحشاؤها ، وغذاه دمها ، واتصلت حياته بحياتها ، ألا وهو خاتم النبيين محمد ( )
فمن الملوك العرب ، من انتسبوا إلى أمهاتهم : كعمرو بن هند ، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء ، وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم.
زواجُها:
جاء ( وهب ) ليخبر ابنته عن طلب عبد المطلب بتزويج آمنة بابنه عبد الله فغمر هذا الخبر المفرح نفسَ آمنة ، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك لآمنة
أطالت آمنة التفكير في فتاها الذي هرع إليها طالباً يدها ، زاهدا في كل أنثى سواها ، فوافقت على طلبه وتزوجا ، واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ، ولكن عيناها ملأتها الدموع لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيه ، وأدرك عبد الله بما تشعر به ، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة.
وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام ، لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام
وفاةُ عبد الله:
ومرت الأيام وآمنة تشعر بلوعة الفراق ، ولهفة والحنين إلى رؤيته ، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام لذكرياتها مع عبد الله بدلا من أن تكون مع أهلها.
ومرت الأيام وشعرت آمنة ببوادر الحمل ، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة.
وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير عبد الله فكانت تواسي نفسها باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره.
وجاء الخبر المفزع من ( الحارث بن عبد المطلب ) ليخبر الجميع بأن عبد الله قد مات ، أفزع هذا الخبر آمنة ، فانهلّت عيناها بالدموع وبكت بكاءً مُرّاً على زوجها الغائب ، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله ، وانهلت بالنواح عليه وبكت مكة على ذلك الشاب الشجاع القوي.
آمنة أم اليتيم:
نُصحت آمنةُ بالصبر على مصابها الجلل ، الذي لم يكن ليصدق عندها حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها ، ولبثت مكة وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت لأحزانها.
وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ، حتى إنها توصلت للسر العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم ، فكانت تعلل السبب فتقول : أن عبد الله لم يفتد من الذبح عبثا ! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي يتقلب في أحشائها.
وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب ، وخيل لها أن ( مريم ابنة عمران ) ، و ( آسية امرأة فرعون ) ، و ( هاجر أم إسماعيل ) كلهنّ بجنبها ، فأحست بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر.
وهنا اكتملت فرحة آمنة فوليدها بجوارها ، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل ، وفرح الناس وفرح الجد عبد المطلب بحفيده وشكر الله على هذه النعمة.
وفاتُها:
حان الوقت التي كانت آمنة تترقبه حيث بلغ نبينا محمد ( ) السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته.
وظهرت عليه بوادر النضج ، فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في يثرب لمشاهدة قبر فقيدها الغالي ، وعندما وصلت إلى قبر زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ، وهي تنوح وتتذكر الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها.
تعبت آمنة في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت عليهم ، فشعرت آمنة بأن أجلها قد حان فكانت تحس بأنها سوف تموت ، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا ، وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه، فهو بعد لا يدرك معنى الموت ، وكان ذلك في سنة ( 576 م ) قبل بعثة النبي ( ) بأربع وثلاثين سنة ...



السيدة الجليلة آمنة بنت وهب في نظرة الشيعة الإمامية ...

النسب الشريف :

هي السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، والدة الرسول الأعظم( وسلم)، يجتمع نسبها مع عبد الله زوجها والد النبي( وسلم)في كلاب، حيث إنّ أحد ابنيه قصي جدّ عبد الله، والآخر زهرة جدّ آمنة

اُمّها: برة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

فكانت آمنة () من بنات أعمام عبد الله

فهي قرشية كلابية من الأبوين

وقد تزوجها عبد الله وهو ابن ثلاثين سنة أو خمس وعشرين سنة

الأصلاب الطاهرة :

من معتقدات الشيعة الإمامية في المعصومين ()أنهم لم يتنقّلوا إلا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر، وذلك من أبينا آدم () وأمنا حواء () حتّى قدموا إلى هذه الحياة الدنيا

فلا يمكن أن يودع المعصوم والعياذ بالله في صلب غير طاهر أو ليس بموحّد، أو أنّه يبقى في رحم غير مطهّر، وهذا ما دلّت عليه الروايات الشريفة

فعن معاذ بن جبل أنّ رسول الله( وسلم) قال: إنّ الله عزّوجلّ خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام

قلت : فأين كنتم يا رسول الله؟

قال: قدّام العرش نسبّح الله تعالى ونحمده ونقدّسه ونمجّده

قلت: على أي مثال؟

قال: «أشباح نور حتّى إذا أراد الله عزّوجلّ أن يخلق صورنا صيّرنا عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب، ثمّ أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة علياً، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إليّ فخرجت منّي فاطمة، ثمّ أعاد عزّوجلّ العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً، فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة»

وقوله عز وجل : وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ . سورة الشعراء : 219

وقال( وسلم): «خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم () بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم() ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات

فقلنا: يا رسول الله، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟

قال: أشباحاً من نور تحت العرش نسبّح الله تعالى ونقدّسه ونمجّده

ثمّ قال ( وسلم): لمّا عُرج بي إلى السماء وعند سدرة المنتهى ودّعني جبرائيل()، فقلت له: في هذا المكان تفارقني؟ فقال: إني لا أجوزه فتحرق أجنحتي

ثمّ قال( وسلم): «زجّ(2) بي في النور ما شاء الله، وأوحى الله تبارك وتعالى إليّ: يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبياً، ثمّ أطلعت ثانية فاخترت منها علياً وجعلته وصيّك ووارثك ووارث علمك والإمام من بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرّية الطاهرة والأئمّة المعصومين خزّان علمي، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم

فنوديت يا محمّد ارفع رأسك

فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن يتلألأ وجهه من بينهم نوراً كأنه كوكب درّي، فقلت: يا ربّ ومن هؤلاء ومن هذا؟

قال: يا محمّد هم الأئمّة من بعدك المطهّرون من صلبك وهذا الحجّة الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور قوم مؤمنين

فقلنا: بآبائنا واُمّهاتنا يا رسول الله( وسلم)لقد قلت عجبا.

فقال ( وسلم): «وأعجب من هذا أنّ قوماً يسمعون منّي هذا الكلام ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ويؤذونني فيهم، ما لهم، لا أنالهم الله شفاعتي»)

ونقرأ في زيارة رسول الله ( وسلم): «أشهد يا رسول الله أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهرة، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها»

وكذلك في زيارة الإمام الحسين ()

إلى غير ذلك من الروايات والزيارات الشريفة التي تنصّ على أنّ المعصومين()لا يودعون إلاّ في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة، مضافاً إلى بعض الشواهد التاريخية المؤيّدة لذلك


نور النبوة :
نقل المؤرخون أنّه كانت هناك امرأة تدعى فاطمة بنت مرّة قد قرأت الكتب واطّلعت على ما فيها من الوقائع المهمّة، وفي أحد الأيام التقت بعبد الله والد النبي( وسلم)، فقالت له: أنت الذي فداك أبوك بمائة من الإبل؟

قال: نعم

فعرضت عليه نفسها ولو بالحرام مقابل أن تعطيه مائة من الإبل

فتشاءم عبد الله منها وأنشأ يقول

والحل لا حل فأستبينه ***أمّا الحرام فالممات دونه فكيف بالأمر الذي تبغينه

ثمّ إنّه ذهب مع أبيه فزوّجه آمنة بنت وهب، فبقي عندها يوماً وليلة، فحملت بالنبي( وسلم)وبعد ذلك رأته فاطمة بنت مرّة فلم تعرض عليه رغبتها الاُولى، فتساءل منها عن سبب إعراضها بعد رغبتها؟

فأجابته: بأنّ ماذا صنعت بعد ذهابك عنّا؟

فأجابها عبد الله: تزوّجت آمنة بنت وهب

وعندها قالت

لله ما زهرية سلبت

ثوبيك ما سلبت وما تدري ثمّ قالت: رأيت في وجهك نور النبوّة فأردت أن يكون فيّ، وأبى الله إلاّ أن يضعه حيث يحبّ، ثمّ قالت

بني هاشم قد غادرت من أخيكم

أمينة إذ للباه يعتلجان كما غادر المصباح بعد خبوه

فتايل قد شبّت له بدخّان وما كل ما يحوي الفتى من نصيبه

بحرص ولا ما فاته بتواني



مكانة الهاشميين :
على الرغم من أنّه كانت لبني هاشم عند العرب منزلة رفيعة جعلت كافّة القبائل في مختلف الأمصار تطمح في مناسبتهم ومواصلتهم منهم، إلاّ أنّ مثل عبد الله والد النبي( وسلم)الذي كان في جبينه نور النبوّة وعلى سيماه آثار الصلاح وسمات الأولياء التي لم توجد إلاّ عند الأنبياء وأوصيائهم ()كان محط أنظار كافّة الناس الذين عرفوه واطّلعوا على جلالته وعظم شأنه

فقد نُقل في الحديث أنّ عبد الله() لمّا تزوّج السيّدة آمنة() ماتت العديد من النساء حسرة

وكما في التاريخ أنّه لمّا شبّ عبد الله تطاولت إليه أعناق الخطّاب، وبذلوا في طلبه الكثير من الأموال رغبة في تحصيل نور النبي ( وسلم)، ولم يكن في عهده أحد أجمل ولا أكمل منه، وكان إذا مرّ بالناس نهاراً يشمّون منه الروائح الطيّبة، وإذا مرّ بهم ليلاً أضاءت من أنواره الظلم، حتّى أنّ أهل مكّة سمّوه مصباح الحرم

الملائكة تحرس عبدالله :

بالإضافة إلى كل ما ذكرنا من الصفات الحميدة والخصال الحسنة التي جعلت الخطّاب يتنافسون من أجل الوصول إلى عبد الله () إلاّ أنّ هناك حادثة خاصّة جعلت وهب بن عبد المناف يقدّم ابنته آمنة ويطلب بنفسه من عبد المطّلب أن يكون عبد الله صهراً له

فقد نقل أنّ عبد الله لمّا ترعرع واشتدّ ساعده، ركب يوماً ليصيد، وقد نزل بالبطحاء قوم من اليهود كانوا قد قدموا لقتل والد النبي( وسلم)وإطفاء نور الله المودع في صلبه، فنظروا إليه فرأوا سمات الأنبياء ()فيه فقصدوه وكانوا ثمانين نفراً حاملين السيوف، وكان والد السيّدة آمنة في نفس المنطقة يصيد وقد رأى اليهود قد احتوشوا عبدالله ليقتلوه، فأراد أن يدفعهم عنه وإذا بجمع من الملائكة معهم الأسلحة قد طردوهم عنه، فتعجّب من ذلك وجاء إلى عبد المطّلب وقال له: زوّج بنتي آمنة من عبد الله



وهب يخطب عبد الله لابنته :
في بعض التواريخ: إنّ اليهود لما عرفوا أنه سيخرج رسول الله( وسلم)من صلب عبد الله () همّوا بقتل عبد الله() فرآهم وهب بن عبد المناف في المعركة، فأتى الحرم المكّي وأخبر بني هاشم، فهبّوا مسرعين لإنقاذ عبد الله

ولمّا رآهم اليهود أيقنوا بالهلاك وتظاهروا أنّهم لم يقصدوا أذيته إلاّ أنّه لم يقبل منهم وطاردهم مع بني هاشم وتشابكوا معهم وقتلوا منهم قسماً والبقية أخذوهم إلى مكّة اُسارى وذلك لرغبتهم في إيصال بعض الأمانات التي كانت معهم إلى مكّة

ثم أقبل عبد المطّلب () إلى ولده عبد الله () وقال له: يا ولدي لولا وهب بن عبد مناف أخبرنا بأمرك ما علمنا بأمرك ولكن الله تعالى يحفظك

فلمّا أشرفوا على مكّة المكرّمة خرج الناس يهنّئونهم بالسلامة وإذا باليهود مقيّدين فأخذوا يرشقونهم بالحجارة، فقام عبد المطّلب وقال: أرسلوا بهم إلى دار وهب حتّى يستقصوا على أموالهم ولم يبق لهم شيء، فأرسلوهم إلى دار وهب

وفي نفس الليلة أقبل وهب على زوجته برّة بنت عبد العزّى وقال لها: لقد رأيت اليوم عجباً من عبد الله ما رأيته من أحد، رأيته وهو يكرّ على اليهود كالليث، وكلّما رماهم بنبلة قتل منهم إنساناً، وهو أجمل الناس وجهاً، فامضي إلى والده واخطبيه لآمنة واعرضيها عليه، فعسى أن يقبلها، فإن قبلها سعدنا سعادة عظيمة

فقالت له: يا وهب إنّ رؤساء مكّة وأشراف العرب قد رغبوا فيه فأبى عن ذلك، فكيف يتزوّج بابنتنا وهي قليلة المال؟

فقال لها: إنّ لي عليهم فضل حيث إنّني أخبرتهم بأمر عبد الله مع اليهود

ثمّ إنّ والدة السيّدة آمنة خرجت إلى دار عبد المطّلب()، فرحّب بها كثيراً وقال لها: لقد كان لزوجك اليوم علينا فضل لا نقدر أن نكافيه أبداً، وله أياد بالغة بذلك وسنجازيه بما فعل إن شاء الله تعالى، فاذهبي إليه وأبلغيه عنّا التحية والإكرام وقولي له: إن كانت له إلينا حاجة تُقضى إن شاء الله مهما كانت

فاسترّت برّة وقالت: قد علمنا أنّ ملوك الشام والعراق وغيرهم رغبوا في ولدكم يطلبون أنواركم المضيئة ونحن أيضاً طمعنا فيمن طمع في ولدكم عبد الله، وقد رجا وهب أن يكون عبد الله زوجاً لابنتنا، وقد جئناكم طامعين ونسألكم أن تقبلونا، فإن كان مالها قليلاً فعلينا ما نجمّلها به وهي هدية منّا لابنك عبد الله

فلمّا سمع عبد المطّلب () كلامها نظر إلى عبد الله وكان قبل ذلك إذا عرض عليه التزويج من بنات الملوك يظهر في وجهه الامتناع وقال له: ما تقول يا بني فيما سمعت؟ فو الله ما في بنات أهل مكّة مثلها، فهي المحتشمة في نفسها، الطاهرة المطهّرة

فسكت عبد الله () ولم يجب

فعلم عبد المطّلب () أنّه قد مال إليها، فقال: قد قبلنا دعوتكم ورضينا بابنتكم

وحينذاك قالت فاطمة زوجة عبد المطّلب: أنا أمضي معك إليها لأنظر إلى آمنة، فإن كانت تصلح لولدي رضينا بها

فرجعت برّة مسرورة بما سمعت، وقد سمعت هاتفاً في الطريق يقول: بخٍ بخٍ لكم، قد قرب خروج المصطفى وسلم

فدخلت على زوجها، فقال: وما وراءك؟

فأخبرته الخبر وقالت له: اعلم أنّ عبد المطّلب قد رضي بابنتك، إلاّ أنّ فاطمة والدته تريد أن تنظر إلى ابنتك آمنة، فإن رضيت بها وإلاّ لم يكن شيئاً، وإنّي أخاف أن لا ترضى بها

فقال لها وهب: اُخرجي فوراً إلى ابنتك وزيّنيها، فعسى أن ترغب فاطمة فيها؟

فعمدت برّة إلى بنتها وألبستها أفخر ما عندها من الثياب وقالت لها: يا بنية إذا أتتك فاطمة فتأدّبي معها بأحسن الأدب

وبينما هما على ذلك إذ أقبلت فاطمة وخرج وهب من المنزل وإذا بعبد المطّلب ()، فأدخلوا فاطمة، فقامت لها السيّدة آمنة إجلالاً وتعظيماً ورحّبت بها أحسن الترحيب

فنظرت إليها فاطمة فأعجبت بها جدّاً وقالت لوالدتها: يا برّة ما كنت عهدت أنّ آمنة على هذه الصورة؟ علماً أنّني كنت قد رأيتها قبل ذلك مراراً وكراراً

فقالت برّة: يا فاطمة كل ذلك ببركتكم علينا

فقامت فاطمة وأتت إلى عبد المطّلب وعبد الله (عليهما السلام) وقالت: يا ولدي ما في بنات العرب مثلها أبداً، ولقد ارتضيتها، وإنّ الله تعالى لا يودع هذا النور إلاّ في مثل هذه

الزواج الميمون :

نقل العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في (بحار الأنوار): أنّه لمّا حضرت ساعة عقد عبد الله () من آمنة () قام عقيل بن أبي وقّاص وقال

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعلنا من نسل إبراهيم، ومن شجرة إسماعيل، ومن غصن نزار، ومن ثمرة عبد مناف، ثمّ أثنى على الله تعالى ثناء بليغاً وقال فيه جميلاً وعقد النكاح، ونظر إلى وهب وقال: يا أبا الوادح زوّجت كريمتك آمنة من ابن سيّدنا عبد المطّلب على صداق أربعة آلاف درهم بيض هجرية جياد وخمسمائة مثقال ذهب أحمر

فقال: نعم

ثمّ التفت إلى والد النبي( وسلم)وقال: يا عبد الله قبلت هذا الصداق يا أيّها السيّد الخاطب؟

قال: نعم، وعندها دعا لهما بالخير والكرامة

وأمر وهب أن تقدّم المائدة، فقدّمت مائدة خضرة فوضع الطعام وأكل الناس وشربوا، ونثر عبد المطّلب () على ولده قيمة ألف درهم من النثار وكان متّخذاً من مسك ومن عنبر ومن سكّر ومن كافور، ونثر وهب كذلك بقيمة ألف درهم عنبراً وفرح الناس بذلك فرحاً شديداً



ليلة الزفاف :
عندما فرغ الناس من مراسم القران نظر عبد المطّلب () إلى والد السيّدة آمنة وطلب منه أن تزفّ آمنة إلى عبد الله()، فاستغرب وقال: بهذه السرعة؟

فأعرب عبد المطّلب () عن شديد رغبته في رؤية زواج ابنه قبل وفاته

فما كان من وهب إلاّ أن دخل على زوجته برّة وقال لها: اعلمي أنّ عبد المطّلب () راغب أن يجمع بين ولده عبد الله وزوجته آمنة

فقامت المرأة من وقتها مع بعض النساء وأعددن السيّدة آمنة، وما أن غربت الشمس حتّى زفّت إلى بيت عبد الله. وفي نفس تلك الليلة جاء وهب وقال لعبد المطّلب: أقدم على العروس

فقام عبد المطّلب () إلى العروس وقبّل ما بين عينيها وقال لولده عبد الله: اجلس يا ولدي معها وافرح برؤيتها

فقعد عبد الله () إلى جنب العروس وفرح عبد المطّلب ()، وكان من عبد الله إلى أهله ما يكون من الرجال إلى النساء



من مؤامرات اليهود :
وعندما جرى الكلام بين وهب وعبد المطّلب في أمر السيّدة آمنة ()، قال وهب: يا أبا الحارث هي هدية منّي إليك بغير صداق معجّل ولا مؤجّل

إلاّ أنّ عبد المطّلب () رفض وقال: جزيت خيراً يا وهب ولابدّ من صداق ويكون بيننا وبينك من يشهد به من قومنا

ثمّ إنّ عبد المطّلب أراد أن يقدّم إليه شيئاً من المال ليصلح به شأنها وإذا به يسمع همهمة وأصواتاً، فتحرّى هو ووهب عن الخبر، وإذا باليهود الذين كانوا محبوسين في دار وهب قد تآمروا لقتل عبد المطّلب وعبد الله، فساروا إلى دار وهب فكانوا يرون عبد الله ووالده ووهب وهم لا يرونهم، فرموهم بالحجارة فردّها الله عزّوجلّ عليهم

ثمّ إنّ عبد المطّلب خرج مع عبد الله وفاطمة إلى منزلهم، وقالوا: يا وهب إذا كان في الغد جمعنا قومنا وقومك ليشهدوا بما يكون من الصداق

فقال: جزاك الله خيراً فلمّا طلع الفجر أرسل عبد المطّلب إلى بني عمّه ليحضروا خطبتهم، وجمع وهب أيضاً قرابته وبني عمّه، فاجتمعوا في الأبطح

فلمّا أشرف عليهم الناس قاموا إجلالاً لعبد المطّلب وأولاده، ثمّ إنّه لمّا استقرّ بهم المجلس خطبوا خطبتهم وعقدوا عقد النكاح وقام عبد المطّلب فيهم خطيباً، فقال

الحمد لله حمد الشاكرين، حمداً استوجبه بما أنعم علينا وأعطانا وجعلنا لبيته جيراناً ولحرمه سكّاناً وألقى محبّتنا في قلوب عباده وشرّفنا على جميع الاُمم ووقانا شرّ الآفات والنقم، والحمد لله الذي أحلّ لنا النكاح وحرّم علينا السفاح وأمرنا بالاتّصال وحرّم علينا الحرام، اعلموا أنّ ولدنا عبد الله هذا الذي تعرفونه قد خطب فتاتكم آمنة بصداق معجّل ومؤجّل كذا وكذا، فهل رضيتم بذلك من ولدنا؟

قال وهب: قد رضينا منكم

فقال عبد المطّلب: اشهدوا يا من حضر

ثمّ تصافحوا وتهانوا وتصافقوا وتعانقوا وأولم عبد المطّلب وليمة عظيمة فيها جميع أهل مكّة وأوديتها وشعابها وسوادها، فأقام الناس في مكّة أربعة أيّام


محاولة اغتيال السيّدة آمنة :
بعد أن قدمت زرقاء اليمامة من الشام إلى مكّة المكرّمة واطّلعت على النور العظيم الذي يحمله والد النبي( وسلم)وكيف إنّه انتقل إلى السيّدة آمنة() عمدت إلى تدبير مخطّط تتخلّص من خلاله من آمنة () وتطفأ النور الإلهي المودع في أحشائها

وبالفعل، فقد أخذت تلك المرأة تفكّر في الحيلة التي تتخلّص من خلالها من السيّدة فانتهى فكرها إلى ما يلي

أن تجهّز من الماشطات حتّى يقتلنها، فعثرت على امرأة من الخزرج اسمها «تكنا» وكانت ماشطة للسيّدة آمنة، فلمّا كان في بعض الليالي استيقظت «تكنا» فرأت عند رأس الزرقاء شخصاً يحدّثها ويقول

ويلك يا زرقاء! لقد نزل بنا أمر عظيم، كنّا نصعد إلى السماء السابعة ونسترق السمع، وفي هذه الأيام الأخيرة طردنا من السماء وسمعنا منادياً ينادي في السماوات: أنّ الله قد أراد أن يظهر المكسّر للأصنام ومظهر عبادة الرحمن فامتنعوا جملة الشياطين من السماء ورمتنا الملائكة بشهب من نار، وقد جئتك لاُحذّرك

فلمّا سمعت زرقاء كلامه قالت له: انصرف عنّي، فلابدّ أن أجتهد في قتل هذا المولود

ثمّ إنّه فارقها و«تكنا» تسمع ما جرى بينهما، فأتت إلى الزرقاء وقالت لها: ما لي أراك مغمومة؟

قالت لها: يا ويلك إنّ همّي وحزني من حامل مولود يدعو إلى تكسير الأصنام ويذلّ السحرة والكهّان، فلو وجدت من يساعدني على قتل آمنة بذلت له الجزيل من الأموال والهدايا، وعمدت إلى كيس كان معها فأفرغته بين يدي «تكنا» وكان مالاً جزيلاً

فلمّا نظرت «تكنا» إلى المال أغراها وراقها بريقها، وقالت لها: يا زرقاء لقد ذكرت أمراً عظيماً إلاّ أنّني سأفكّر لك فيما ذكرت، ولكن كيف أجسر على ما وصفت والوصول إلى ما ذكرت؟

فقالت الزرقاء: إذا دخلت عليها وجلست عندها فاقبضي على ذوائبها واضربيها بهذا الخنجر فإنّه مسموم، وإذا وقعت عليك التهمة أو وجبت عليك دية فأنا أقوم بخلاصك وأدفع عنك فما أنت قائلة؟

قالت: إنّي أجبتك لكن اُريد منك الحيلة بأن تشغلي بني هاشم عنّي

فقالت الزرقاء: لا عليك أنا أشغلهم عنك

ثمّ إنّ الزرقاء أعطت «تكنا» الخنجر المسموم وقالت لها: قومي إلى حاجتك، فقامت ودخلت على السيّدة آمنة () فرحّبت بها وسألتها عن أحوالها وقالت: يا «تكنا» لقد انقطعت عنّا؟

فقالت: اشتغلت بهمّي وحزني، ولولا فضلكم علينا لكنّا بأقبح حال ولا أحد أعزّ عليّ منك، هلمّي يا بنيّة إليّ حتّى اُزيّنك

فجاءت السيّدة آمنة () وجلست بين يديها، فلمّا فرغت من تسريح شعرها عمدت إلى الخنجر وأرادت أن تضربها به فحسّت كأنّ أحداً قبض على قلبها فغشي على بصرها فسقط الخنجر من يدها إلى الأرض، فصاحت وا حزناه

فالتفتت السيّدة آمنة () إليها وإذا الخنجر قد سقط من يدها، فصاحت السيّدة آمنة، فتبادرت النسوان إليها وقلن لها: ما دهاك؟

قالت: أما ترين ما جرى عليّ من «تكنا»؟ لقد كادت أن تقتلني بهذا الخنجر المسموم

فقلن: يا «تكنا» ما أصابك، ويلك تريدين أن تقتلي آمنة؟

فقالت: نعم، لقد أردت قتلها

فقالت لها النساء: يا «تكنا» ما حملك على ذلك؟

قالت: لا تلوموني حملني طمع الدنيا والغرور، ثمّ أخبرتهنّ بالقصة وقالت لهنّ: ويحكنّ دونكنّ الزرقاء اقتلنها قبل أن تفوتكنّ


نور وجه عبد الله :
روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: ولد لأبي، عبد المطلب عبد الله فرأينا في وجهه نوراً يزهر كنور الشمس، فقال أبي: إن لهذا الغلام شأناً عظيماً

قال: فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض فطار فبلغ المشرق والمغرب، ثم رجع راجعاً حتى سقط على بيت الكعبة، فسجدت له قريش كلها، فبينما الناس يتأملونه إذ صار نوراً بين السماوات والأرض وامتد حتى بلغ المشرق والمغرب

فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم، فقالت: يا عباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعاً له

قال أبي أي العباس : فهمّني أمر عبد الله إلى أن تزوج بآمنة وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقاً، فلما مات عبد الله وولدت آمنة رسول الله( وسلم) أتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر... الحديث

فترة الحمل :
إنّ مرحلة حمل السيّدة آمنة () بالنبي محمد( وسلم)كانت مليئة بالخيرات والبركات وما يؤكد على قداسة الرسول( وسلم) ومدى علوّ مقامه عند الله تعالى وارتفاع شأنه العالي لديه

فقد نقل العلاّمة المجلسي(قدس سره) قائلاً

لمّا مرّ على رسول الله( وسلم)في بطن اُمّه شهران أمر الباري تعالى منادياً في السماوات والأرضين، أن ناد في السماوات والأرض والملائكة: أن استغفروا لمحمّد( وسلم)واُمّته، كل هذا ببركة النبي وسلم

ولمّا أتى على رسول الله( وسلم)في بطن اُمّه ثلاثة أشهر كان أبو قحافة راجعاً من الشام، فلمّا بلغ مشارف مكّة وضعت ناقته جمجمتها على الأرض ساجدة وكان بيده قضيب فضربها، فلم ترفع رأسها، فقال أبو قحافة: فما أرى ناقة تركت صاحبها، وإذا بهاتف يقول: لا تضرب يا أبا قحافة من لا يطيعك ألا ترى أنّ الجبال والبحار والأشجار سوى الآدميين سجدوا لله

فقال أبو قحافة: يا هاتف وما السبب في ذلك؟

قال: سترى يا أبا قحافة إن شاء الله تعالى

يقول أبو قحافة: فوقفت ساعة حتّى رفعت الناقة رأسها وجئت إلى عبد المطّلب فأخبرته

ولمّا أتى على رسول الله( وسلم)أربعة أشهر كان زاهد على الطريق من الطائف وكان له صومعة بمكّة على مرحلة قال: فخرج الزاهد وكان اسمه حبيباً فجاء إلى بعض أصدقائه بمكّة، فلمّا بلغ أرض الموقف إذا بصبي قد وضع جبينه على الأرض وقد سجد على جمجمته، فدنا حبيب منه وأخذه وإذا بهاتف يهتف ويقول: خلّ عنه يا حبيب ألا ترى إلى الخلائق من البر والبحر والسهل والجبل قد سجدوا لله شكراً



البشرى بمولد الرسول وسلم :

كثيرة كانت البشارات التي بشّرت بنبي آخر الزمان( وسلم) الذي سينقذ الاُمّة من ظلمات الجاهلية الاُولى ويدخلها في عزّ الوحدانية والتوحيد

فمن قبل أن تنعقد نطفة النبي( وسلم)كان الأنبياء والصلحاء ()بل وحتّى المنجّمين وغيرهم ممّن يعتقد بهم بعض الناس يخبرون عن قرب ظهور نبي آخر الزمان ويشيدون بفضائله ومكانته الرفيعة عند الله تبارك وتعالى

وربما لا نبالغ إذا ما ذهبنا بالقول إنّ استعراض مثل هذه المبشّرات يحتاج إلى مجلّد ضخم إلاّ أنّ الذي يهمّنا في بحثنا هذا هو البشارات المرتبطة باُمّهات المعصومين

فعن أبي عبد الله() قال: كان حيث طلقت آمنة بنت وهب وأخذها المخاض بالنبي( وسلم)حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب، فلم تزل معها حتّى وضعت، فقالت إحداهما للاُخرى: هل ترين ما أرى؟

فقالت: وما ترين؟

قالت: هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب

فبينما هما كذلك إذ دخل عليهما أبو طالب()، فقال لهما: ما لكما من أي شيء تعجبان؟

فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت

فقال لها أبو طالب: ألا اُبشّرك؟

فقالت: بلى

فقال: أما إنّك ستلدين غلاماً يكون وصي هذا المولود

الميلاد المبارك :

ومن الاُمور المهمّة التي دوّنها المؤرخون في سيرة السيّدة آمنة (سلام الله عليها) هي لحظات ولادتها المباركة للرسول الأعظم( وسلم)التي لم يشهد التاريخ مثلها قطّ

فقد رافقت تلك الولادة الميمونه أحداث ووقائع مهمّة تدلّ على عظمة ذلك المولود المبارك الذي أطلّ على الوجود، فملأ العالمين ضياءً وغطّى الكون الواسع بركة وجلالة

لقد شاءت إرادة السماء أن تهدي للبشرية هديتها العظمى التي لم ولن يُعرف قدرها إلى قيام يوم الدين، فها هو سيّد المرسلين محمد( وسلم) الذي طالما بشّرت به الرسالات السابقة وأكّدت على جلالة قدره وعظمة شأنه الرفيع يطرق الأبواب ليجلب معه أنوار الهداية إلى البشرية جمعاء

فما أعظم تلك اللحظات؟

وما أقدس جلالة قدرها؟

فقد روي أنّ السيّدة فاطمة بنت أسد اُمّ أمير المؤمنين() كانت حاضرة في الليلة التي ولدت فيها السيّدة آمنة بنت وهب اُمّ رسول الله( وسلم) ورأت مثل الذي رأته، فلمّا كان الصبح انصرف أبو طالب () من الطواف فاستقبلته، ثم قالت له: لقد رأيت الليلة عجباً

قال لها: ما رأيت؟

قالت: ولدت آمنة بنت وهب مولوداً أضاءت له الدنيا بين السماء والأرض نوراً حتّى مددت عيني فرأيت سعفات هجر

فقال لها أبو طالب(): انتظري سبتاً تأتين بمثله، فولدت أمير المؤمنين() بعد ثلاثين سنة، وهكذا روي أنّ السبت ثلاثون سنة

وقد روي عن السيّدة آمنة (سلام الله عليها) إنّها قالت: لمّا اقتربت ولادة الرسول( وسلم) رأيت جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي فذهب الرعب عنّي واُوتيت بشربة بيضاء وكنت عطشى فشربتها فأصابني نور عال

ثمّ رأيت نسوة كالنخل طولاً تحدّثني، وسمعت كلاماً لا يشبه كلام الآدميين حتّى رأيت كالديباج الأبيض قد ملأ بين السماء والأرض وقائل يقول: خذوه من أعزّ الناس

ورأيت رجالاً وقوفاً في الهواء بأيديهم أباريق

ورأيت مشارق الأرض ومغاربها

ورأيت عَلَماً من سندس على قضيب من ياقوتة قد ضرب بين السماء والأرض في ظهر الكعبة فخرج رسول الله( وسلم)رافعاً إصبعه إلى السماء

ورأيت سحابة بيضاء تنزل من السماء حتّى غشيته، فسمعت نداءً: طوفوا لمحمّد شرق الأرض وغربها والبحار لتعرفوه باسمه ونعته وصورته، ثمّ انجلت عنه الغمامة فإذا أنا به في ثوب أبيض من اللبن وتحته حريرة خضراء وقد قبض على ثلاثة مفاتيح من اللؤلؤ الرطب، وقائل يقول: قبض محمّد على مفاتيح النصرة والريح والنبوّة

ثمّ أقبلت سحابة اُخرى فغيّبته عن وجهي أطول من المرّة الاُولى، وسمعت نداءً: طوفوا بمحمّد الشرق والغرب واعرضوه على روحاني الجنّ والإنس والطير والسباع وأعطوه صفاء آدم ورقّة نوح وخلّة إبراهيم ولسان إسماعيل وكمال يوسف وبشرى يعقوب وصوت داود وزهد يحيى وكرم عيسى

ثمّ انكشف عنه فإذا أنا به وبيده حريرة بيضاء قد طويت طيّاً شديداً وقد قبض عليها وقائل يقول: قد قبض محمّد( وسلم)على الدنيا كلّها فلم يبق شيء إلاّ دخل في قبضته

وفاة والد النبي وسلم :

بقي عبد الله () بعد زواجه من السيّدة آمنة () أربعين يوماً لا يخرج من داره، ثمّ خرج فنظر أهل مكّة إليه وإذا بالنور الذي كان يشرق في جبينه قد فارق موضعه

ولمّا أتى على رسول الله( وسلم)شهر واحد في بطن اُمّه نادت الجبال والأشجار والسماوات بعضها بعضاً مستبشرين قائلين: ألا إنّ محمّداً قد سقط في رحم اُمّه آمنة وقد مضى عليه شهر، ففرح بذلك الجبال والبحار والسماوات والأرضون

آنذاك ورد على عبد المطّلب () كتاب من يثرب يخبره بموت فاطمة بنت عبد المطّلب، وكان ممّا في طيّاته أنّها ورّثت مالاً كثيراً خطيراً، فاخرج أسرع ما تقدر عليه

فقال عبد المطّلب لولده عبد الله: يا ولدي لابدّ لك أن ترافقني إلى المدينة، فسافر مع والده ودخلا مدينة يثرب فاستلم عبد المطّلب المال. ولمّا مضى من على دخولهما المدينة عشرة أيّام اعتلّ عبد الله علّة شديدة، وبقي خمسة عشر يوماً وفي اليوم السادس عشر مات عبد الله، فبكى عليه أبوه عبد المطّلب بكاءً مرّاً وشقّ سقف البيت لأجله في دار فاطمة بنت عبد المطّلب آنذاك، وبينما كان عبد المطّلب غارق في أحزانه إذا بهاتف يهتف ويقول: قد مات من كان في صلبه خاتم النبيين وأي نفر لا يموت، فقام عبد المطّلب فغسّله وكفّنه ودفنه في محلّة يقال لها (شين) وبنى على قبره قبّة عظيمة من جص وآجر

وفي رواية: إن عبد الله خرج إلى الشام في عير من عيرات قريش يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم ثمّ انصرفوا، فمرّوا بالمدينة وعبد الله بن عبدالمطّلب يومئذ مريض فقال: أتخلّف عند أخوالي بني عدي بن النجّار، فأقام عندهم مريضاً شهراً، ومضى أصحابه فقدموا مكّة، فسألهم عبد المطّلب عن عبد الله، فقالوا: خلّفناه عند أخواله بني عدي بن النجّار وهو مريض

فبعث إليه عبد المطّلب أعظم ولده الحارث فوجده قد توفّي في دار النابغة فرجع إلى أبيه فأخبره، فوجد عليه عبدالمطّلب وإخوته وأخواته وجداً شديداً ورسول الله( وسلم)يومئذ حمل ولعبد الله يوم توفّي خمس وعشرون سنة



السيّدة آمنة () تفجع بزوجها :
عندما وصل خبر وفاة عبد الله إلى السيّدة آمنة () بكت بكاءً مرّاً وحزنت عليه حزناً شديداً، ودعت بالنائحات ينحن عليه ويندبنه

وقد جاءها بعد ذلك عبد المطّلب () إلى دارها وطيّب خاطرها وهدّأ من روعها، ووهب لها ألف درهم بيض وتاجين قد اتّخذهما عبد مناف لبعض بناته وقال لها: يا آمنة لا تحزني فإنّك عندي جليلة لأجل من في بطنك ورحمك فلا تهتك أمرك ...
وفاة السيدة آمنة () :
روي إنّه لمّا كبر رسول الله( وسلم)ردّته مرضعته السيّدة حليمة السعدية إلى اُمّه فافتطمته وأخذته إلى أخواله من بني عدي بن النجّار بالمدينة، ثمّ رجعت به حتّى بلغا «الأبواء» فماتت بها (سلام الله عليها) فيتم النبي( وسلم)وكان عمره آنذاك ست سنين

فرجعت به( وسلم)اُمّ أيمن إلى مكّة المكرّمة وكانت تحضنه

وورث رسول الله( وسلم)من والدته كل من: اُمّ أيمن وخمسة جمال أوداك وقطيعة غنم، فلمّا تزوّج بخديجة () أعتق اُمّ أيمن

وروي أنّ السيّدة آمنة () لمّا قدمت برسول الله( وسلم)المدينة نزلت به في دار النابغة وهو رجل من بني عدي بن النجّار، فأقامت بها شهراً، فكان رسول الله( وسلم)يذكر له اُموراً كانت تدلّ على سمو مقامه ورفعة درجته عند الله تعالى

منها: إنّه( وسلم)قال: نظرت إلى رجل من اليهود يختلف وينظر إليّ ثمّ ينصرف عنّي، فلقيني يوماً خالياً، فقال لي: يا غلام ما اسمك؟

قلت: أحمد. فنظر إلى ظهري فسمعته يقول: هذا نبي هذه الاُمّة، ثمّ راح إلى أخوالي فخبّرهم الخبر، فأخبروا اُمّي فخافت عليّ وخرجنا من المدينة
من فضائل السيّدة آمنة ()
ممّا يؤسف له حقّاً أنّ سيرة اُمّهات المعصومين ()وفضائلهم الرفيعة مجهولة في التاريخ عادة، وعند المسلمين أيضاً، ففي أهم المصادر التاريخية لا يكاد يجد الإنسان شيئاً إلا القليل عن تاريخ هؤلاء النسوة الأخيار، وكيف أنّهنّ كنّ يخدمن المعصومين ()ويجهدن بكل ما لديهم من طاقة من أجل رعاية أبنائهنّ المعصومين ()وإن كانت عناية السماء ترعاهم وتسدّدهم قبلهم

ولكن القرائن الكثيرة هي التي تدل على عظيم مقامهن، فالسيّدة آمنة() يمكن معرفة شيء من عظمتها وجلالتها عبر هذه القرائن وغيرها

إنّها () كانت في سلسلة الأرحام المطهّرة التي ورد ذكرها في الروايات الشريفة

إنّها () كانت زوجة لعبد الله() والد النبي الأكرم( وسلم)وهذا توفيق خاصّ لا تناله إلاّ من كانت لها حظّ عظيم

إنّها () حملت برسول الله( وسلم)وكانت له وعاءً ضمّته تسعة أشهر

إنّها () أصبحت اُمّاً لسيّد الكونين ورسول العالمين محمّد بن عبد الله( وسلم)

إنّها () كانت تكنف الرسول الأعظم( وسلم)وترعاه من كيد المناوئين طيلة أيّام حياتها

إنها () قد ترحّم عليها الرسول( وسلم)وزار قبرها وبكى عليها عند ذلك

ففي التاريخ إنّه لمّا توفّيت آمنة رجعت اُمّ أيمن بالنبي( وسلم)إلى مكّة، ثمّ إنه لمّا مرّ رسول الله( وسلم)في عمرة الحديبية بالأبواء قال: إنّ الله قد أذن لي في زيارة قبر اُمّي فأتاه رسول الله( وسلم)فأصلحه وبكى عنده، وبكى المسلمون لبكاء رسول الله( وسلم)فقيل له، فقال: أدركتني رحمة رحمتها فبكيت

إنها () يستحب الطواف عنها لقضاء الحوائج

ففي الحديث المروي عن الإمام الصادق () ما يدلّ بوضوح على أنّ للسيّدة آمنة() مقاماً عظيماً عند الله وأنّها من صفوة أولياء الله الذين يتوسّل بهم لقضاء الحوائج

فعن داود الرقّي قال: «دخلت على أبي عبد الله( وسلم)ولي على رجل مال قد خفت تواه فشكوت إليه ذلك، فقال لي: إذا صرت بمكّة فطف عن عبد المطّلب طوافاً وصلّ ركعتين عنه، وطف عن أبي طالب طوافاً وصلّ عنه ركعتين، وطف عن عبد الله طوافاً وصلّ عنه ركعتين، وطف عن آمنة طوافاً وصلّ عنها ركعتين، وطف عن فاطمة بنت أسد طوافاً وصلّ عنها ركعتين، ثمّ ادع أن يردّ عليك مالك، قال: ففعلت ذلك، ثمّ خرجت من باب الصفا وإذا غريمي واقف يقول: يا داود حبستني تعال اقبض مالك»
دفع شبهة :
-------
ممّا يؤسف له أنّ البعض من الناس يذهب إلى أنّ السيّدة آمنة بنت وهب() والدة النبي( وسلم)لم تكن مؤمنة، ويزعمون أنها قد ماتت على ذلك، ولولا أنّ الرسول( وسلم)استشفع لها واستوهبها من الله فوهبها له، لكانت من المخلّدين في الجحيم

ولم يقتصر هؤلاء على ذلك وإنّما أخذوا يفسرون بعض الروايات كما يشاؤون ويستدلون بتفسيرهم على ذلك

منها: قول النبي ( وسلم): «إنّي مستوهب من ربّي أربعة، وهو واهبهم لي إن شاء الله تعالى: آمنة بنت وهب، وعبد الله بن عبد المطّلب وأبو طالب بن عبد المطّلب، ورجل من الأنصار جرت بيني وبينه ملحة»

ولكن في المقابل ينبغي الالتفات إلى الاُمور التالية

أولا: رسول الله( وسلم)بنفسه يصرّح في أكثر من حديث أنّه كان يتنقّل من الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة، وهذا ينافي الشرك الذي هو دنس ورجس، ففي الحديث الشريف عنه ( وسلم): «لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات»

وقال رسول الله ( وسلم): «إنّ الله أخرجني ورجلاً معي من طُهر إلى طُهر، من صلب آدم حتّى خرجنا من صلب أبينا، فسبقته بفضل هذه على هذه وضمّ بين السبّابة والوسطى وهو النبوّة»

فقيل له: ومن هو يا رسول الله؟

قال: «علي بن أبي طالب»

فكيف يصف الرسول( وسلم)الرحم الذي كان فيه بالطهر والحال أنّ الآية الكريمة تصرّح بنجاسة المشركين فتقول: (إنّما المشركون نجس)، فيعلم من هذا أن آمنة () كانت مؤمنة بالله عزوجل وموحدة لرب العالمين على دين إبراهيم ()

ثانياً: نفس الحديث الذي استدلّوا به يدلّ على إيمان السيّدة آمنة()، إذ أنّه كيف يستوهب الرسول( وسلم)لمشرك وإن كانت اُمّه، والحال إنّ الله قد نهى عن موادّتهم والشفاعة أو الدعاء لهم

ثالثاً: ممّا يؤيّد القول بإيمان السيّدة آمنة () هي الروايات الصريحة التي تنصّ على أنّ الله قد حرّم النار على بطن حمل الرسول ( وسلم)، فعن الإمام الصادق () أنّه قال: «نزل جبرئيل على النبي( وسلم)فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب الذي أنزلك فعبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأمّا الحجر الذي كفلك فحجر أبي طالب»
وعن أنس بن مالك قال: أتى أبوذرّ يوماً إلى مسجد رسول الله ( وسلم)، فقال: ما رأيت كما رأيت البارحة

قالوا: وما رأيت البارحة؟

قال: رأيت رسول الله( وسلم)ببابه، فخرج ليلاً فأخذ بيد علي بن أبي طالب() وقد خرجا إلى البقيع، فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا مقابر مكّة، فعدل إلى قبر أبيه فصلّى عنده ركعتين، فإذا بالقبر قد انشقّ وإذا بعبد الله جالس وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله

فقال له: مَن وليّك يا أبة؟

فقال: وما الولي يا بنيّ؟

قال: هو هذا علي

قال: وإنّ علياً ولييّ

قال: فارجع إلى روضتك

ثمّ عدل إلى قبر اُمّه، فصنع كما صنع عند قبر أبيه، فإذا بالقبر قد انشقّ، فإذا هي تقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّك نبي الله ورسوله

فقال لها: مَن وليّك يا اُمّاه؟

فقالت: ومَن الولي يا بني؟

فقال: هو هذا علي بن أبي طالب

فقالت: إنّ علياً وليّي

فقال: ارجعي إلى حفرتك وروضتك

فكذّبوه، ولبّبوه، وقالوا: يا رسول الله كذب عليك اليوم

فقال( وسلم): وما كان من ذلك؟

قالوا: إنّ جندب حكى عنك كيت وكيت

فقال النبي ( وسلم): «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر»

وهذا يؤيّد بوضوح أنّها () كانت مؤمنة، وقد كمل إيمانها بالإقرار بولاية علي أمير المؤمنين ()، فإنّ الله تعالى أوجب النار على المشركين والكفّار كما دلّت عليه الآيات والأخيار

رابعاً: زيارة النبي( وسلم)لقبرها وترحّمه عليها يدلّ أيضاً على أنّها كانت مؤمنة بالله عزّوجلّ، ففي الحديث عن رسول الله( وسلم)أنّه قال: «استأذنت ربّي في زيارة اُمّي، فأذن لي، فزوروا القبور تذكّركم الموت»

وهذا وغيره أيضاً يدل على استحباب زيارة القبور، على تفصيل مذكور في محله

بناء الأضرحة والقباب
قبر السيدة آمنة بنت وهب () في منطقة الأبواء، وهي قرية بين مكّة والمدينة، وقد ولد الإمام موسى بن جعفر () بها

ومن اللازم أن يسعى المؤمنون والمسلمون كافة لبناء ضريح السيدة آمنة() والدة النبي( وسلم)فإن ترك القبر هكذا لا يليق بشأنها العظيم وشأن ولدها الرسول الكريم وسلم

وقد زار رسول الله( وسلم)قبر أمه، وأمر بزيارتها

قال تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}

وهكذا ختمت الشيعة قولها ومقولها
اللهم انا نسألك بحق سيدتنا و مولاتنا امنة بنت وهب سلام الله عليها
ام حبيبك و جدة اوصيائك
ان تصلي على محمد و آل محمد و تعجل فرجهم
و ان تفرج عنا و عن اخواننا المؤمنين و المؤمنات في مشارق الارض و مغاربها فرجا قريبا عاجلا كلمح البصر او هو اقرب من ذلك
يا ارحم الراحمين

منقول من كتاب ( أمهات المعصومين ) للامام الراحل : السيد محمد الشيرازي رحمة الله عليه
ما جاء من ردود وكلام لأهل السنة حول السيدة العظيمة آمنة بنت وهب ...
اتهم شيخ سعودي سلفي ناصر العمر، والمعروف بتطرفه الديني في السعودية أم النبي محمد وسلم بالشرك وقال الشيخ خالد الماجد، خريج جامعة بن سعود الإسلامية بالرياض ورئيس اللجنة العلمية في موقع (المسلم) بأن آمنة بنت وهب، ام النبي محمد كانت مشركة، وتوفيت وهي مشركة، وقال أنه لايجوز الرحمة عليها ولاالدعاء لها
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الفتوى الى ردود فعل تترواح بين الصمت، والتأييد، الى التنديد الشديد من جهات إسلامية متنوعة في داخل البلاد وخارجها
http://www.aafaq.org/report/aa/3177.htm عنوان الموقع الذي نشرها
وجاء في فتوى أخرى بين سؤال وجواب
ما حكم زيارة المسلم لقبر زوجتة الكتابية، وقراءة الفاتحة لها ونعتها بالمرحومة، مع العلم أنها لم تسلم وبقيت على دينها المسيحي ولم يرزق منها بأولاد؟ وجزاكم الله كل الخير
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
تجوز زيارة قبرها للاتعاظ
فقد زار النبي صلى الله عليه( وآله ) وسلم قبر أمه وكانت مشركة، ولاتجوز قراءة الفاتحة على قبرها لأن قراءة القرآن على القبر بدعة لو كان المقبور مسلماً، فكيف وهي كافرة، ولا يجوز الترحم عليها؛ لقوله جل وعلا : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى . التوبة: من الآية113
و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزورقبرها فأذن لي. رواه مسلم 976
والله أعلم
فنقول رداً على المقال وكفانا كتاب الله دلالة واستدلال : إذا كانت زيارة قبر الكافر فقط للإتعاظ ولا يجوز الترحم عليه ولا الدعاء له والمغفرة فالقرآن يقول . وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ . التوبة : 84 قد نهى الله زيارة قبر الكافر نهيا قطعيا بقوله تعالى ولا تقم على قبره فلماذا كما يقولون أذن الله له زيارة قبر أمه ... ثم يستشهدون بالآية الكريمة فإنما وردت موجهة للنبي والذين آمنوا ولم تخصص النبي بالقربى وحده وربما يقصد فيها أبو لهب ألا أنه عم النبي ... فهنا لم تحدد وربما قصدت قربى المؤمنين الذين ماتوا وهم مشركين ثم يقولون أن والدي النبي كافرين والآية تشير إلى المشركين الذين ماتوا من ذوي القربى ...
سؤال
ما هي الديانة التي كانت تعتنقها أم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
الجواب

كانت بالجاهلية ولم يكن حينها دين، كلهم في مكة لم يكن عندهم أي ديانة سماوية لا نصارى ولا يهودي، ولا حجة لدينا ولا نعرف سوى أنهم كانوا بالجاهلية الأولى، وأمرها متروك إلى اللّه هو أعلم بها، أما نحن ليس لدينا دليل ولا أي إثبات على أي شيء عن دينها سوى أنها كانت في أيام جاهلية مطلقة وكانوا يعبدون الحجر (أي صنم)

إن لم يكن لدينا دليل منطقي أو حجة أو دليل قرآني فلا نحكم بل نترك الحكم للّه
هذا طعن آخر بالشرك ... وهل كل الجاهلية كانت بغير دين فأين دين الخليل هل دثر ومحق وكيف كان بنو هاشم يوحدون الله بل كيف سمى عبد المطلب ولده عبد الله ... ثم كيف نذر إلى الله وتحقق نذره ثم كيف وفى بالنذر وتقبله الله ... هل يمكن أن يقبل الله فدية المشرك ...
سؤال وجواب :
----------
البعض من الناس يزورون قبر أم الرسول - صلى الله عليه وسلم -في الأبواء, فهل هذا من السنة؟

ليست زيارتها من السنة، إنما زيارة القبور على العموم سنة، النبي قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة)، وأم النبي ماتت في الجاهلية، أم النبي ماتت في الجاهلية، زارها النبي - صلى الله عليه وسلم - وسأل ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له، بكى وأبكى عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن قبور أهل الجاهلية إذا زيرت فلا بأس، كما زار النبي - صلى الله عليه وسلم -أمه، لكن لا يدعى لهم، إنما تزار للاعتبار، وأما قبور المسلمين فالسنة أن تزار، ويدعى لهم، ويسلم عليهم، ويستغفر لهم، أما قبور أهل الجاهلية، كأم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبور الكفار فلا بأس بزيارتها، لكن ليست سنة، إنما تزار للاعتبار لذكر الآخرة، ذكر الموت، أما قبور المسلمين فتزار للدعاء لهم، والترحم عليهم، ولذكر الآخرة، قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)،هكذا يقول صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين) وربما قال: (يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر). وإذا زار قبور الكفار كما تقدم للعبرة والاتعاظ فلا بأس، كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقد يقال أنه سنة للاعتبار، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -زار قبر أمه وهي ماتت في الجاهلية، قد يقال أنه سنة أيضاً، يدخل في العموم من جهة الاعتبار فقط، من جهة الاعتبار والذكرى، وليس للدعاء لهم، لأنه لا يعفى عنهم، لكن إذا زارها للاعتبار، فالقول بأنها سنة أيضاً قول له قوة، تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -في زيارته لقبر أمه
سؤال وجواب :
-----------
سمعت خطيب الجمعة يقول : ( السيدة آمنة ) ، ( سيدتنا آمنة ) ، عن أم النبي ، فأنكرت ما أسمع لأن الصحيح عدم إيمان أبوي النبي فهل إنكاري صحيح وهل يجوز وصف ( آمنة بنت وهب ) بـ السيدة ؟
لم يصح حديث في أن الله تعالى أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وأنهما آمنا به ثم ماتا، بل الأحاديث الصحيحة الثابتة تدل على أنهما ماتا على الكفر، وأنهما من أهل النار
http://islamqa.com/ar/ref/70297 عنوان الموقع
أما بعد ... هل يجوز وصف ( آمنة بنت وهب ) بـ السيدة

حسب فهمي المتواضع فإن إنكارك هذه اللفظه صحيح لماذكرتَ
فالثابت أن أم الرسول ماتت كافرة
وقد نهي الرسول ص عن قولنا (سيد ) للمنافق فكيف بالكافر
وقد قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
471 وسئل فضيلته : عن هذه العبارة " السيدة عائشة رضي الله عنها " ؟ .
فأجاب قائلًا : لا شك أن عائشة - رضي الله عنها - من سيدات نساء الأمة ، ولكن إطلاق " السيدة " على المرأة و" السيدات " على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من الغرب حيث يسمون كل امرأة سيدة وإن كانت من أوضع النساء ، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهن سيدات مطلقًا ، والحقيقة أن المرأة امرأة ، وأن الرجل رجل ، وتسمية المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح ، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة ، ولكن ليس مقتضى ذلك أننا نسمي كل امرأة سيدة
أعقب وأتأسف بحروفي يذكرون ويصرحون عدم إطلاق لقب سيدة على سيدتنا وخير ساداتنا أم نبينا الكريمة صلوات الله عليها وعلى وليدها وآله بينما يجوز لعائشة التي نسبت إلى النبي كزوجة فقط فإن طلقها سلبت النسب والحسب بينما من حوت كتلة نور الله وحبيبه في أحشائها لا يجوز وهذا باطل وكفر بالله هل من يعدل القول وينصفني المقال كيف يرضى الله لخير خلقه وأعظمهم وأشرفهم وأطهرهم أن يولد من أبوين مشركين كافرين ما هذا العيب وما هذه الشائبة ... هل سبق للأنبياء أن جاؤوا من أصلاب نجسة وأرحام دنسة ...
هناك اتفقوا وهنا اختلفوا ...
على الذين يدخلون ابوي النبي صلى الله عليه وسلم النار لم لايردون الامر الي الله اتعرفون ان الاحاديث المروية في صحيح مسلم في هذا الباب ان من العلماء من يعللها
فحسبكم ان القضية مختلف فيها منذ القديم
لم يجزم احدنا على شيئ لا يساله الله تعالى عنه
نسال الله السلامة والعافية
لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله لاحول ولاقوة الا بالله

تنبيه من المشرف الأحاديث ثابتة وصحيحة وقد أجمع العلماء في القديم على ذلك ، ولاينبغي أن تأخذنا العاطفة ونرد بها الأدلة الشرعية الصحيحة
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656
كيف تتعارض الأفكار ...
هل يجوز وصف ( آمنة بنت وهب ) بـ السيدة
________________________________________
الحمد لله وحده

الأمر كما قال أخينا الفاضل أبوزيد الشنقيطي ـ حفظه الله ـ ونقول عن هذا الخطيب: إنَّـهُ يقلدُ أو يرى ما يراهُ طائفةٌ من أهل العلمِ من أنَّ والدي النبي صلى الله عليه وسلم ليسا في النَّـار

أما الكلام على اطلاق لقب " السيدة " لأم النبي صلى الله عليه وسلم من باب أنها عظيمة في قومها وفي زمنها فلا حرج فيه ، فقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم " الكُفَّارَ " من ملوك فارس والروم في كتبه إليهم بقوله " عظيم "
قال شراح الحديث
" إلى عظيم الروم " أي : من يعظمه الروم أخذ بأدب الله في تليين القول لمن يبتدئه بالدعوة إلى دين الحق

وقال النووي
أي الذي يعظمونه ويقدمونه وقد أمر الله تعالى بإلانة القول لمن يدعى إلى الإسلام فقال تعالى:{ ادع إلى سبيل بك بالحكمة والموعظة الحسنة } ،وقال تعالى:{ فقولا له قولا لينا } وغير ذلك

وقال ابن حجر
لم يخله من إكرام لمصلحة التآلف

وأمّ النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالأدب والإكرام ولين الكلام من ملوك الفرس والروم

ومن المعلوم عند جميع المسلمين بشتى مذاهبهم أن آمنة بنت وهب شريفة قرشية وهي يؤمئذ سيدة قومها ومن أفضلهم حسبا ونسبا ، وأبوها وهب بن عبد مناف بن زهرة سيد بني زهرة ، قال ابن كثير

فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيد بنى زهرة سنا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، وهى يومئذ سيدة نساء قومها السيرة النبوية لابن كثير (1/177

وقال أيضاً

قد تقدم أن عبد المطلب لما ذبح تلك الإبل المائة عن ولده عبد الله حين كان نذر ذبحه فسلمه الله تعالى لما كان قدر في الأزل من ظهور النبي الأمي صلى الله عليه و سلم خاتم الرسل و سيد ولد آدم من صلبه ذهب كما تقدم فزوجه أشرف عقيلة في قريش آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهري سيرة ابن كثير 1/204

** وقال شهاب الدين النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب 2/368
ومنهم : السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة : أمّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم
وزُهْرَة بنُ كلاب بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب : أبو حيٍّ من قُرَيْش وهم أخوالُ النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم أمُّه وهي السِّيَّدةُ آمِنَةُ ابنة وَهْبِ بن عَبْدِ مناف بن زُهْرَةَ. تاج العروس (1/2909)
( وآمنة بنت وهب ) بن عبد مناف بن مرة بن كلاب ( أم النبي صلى الله عليه وسلم ) وأم وهب عاتكة بنت الاقصى السلمية وأم السيدة آمنة رضى الله تعالى عنها مرة بنت عبد العزى بن غنم بن عبد الدار بن قصى كما ذكرناه في العقد المنظم في ذكر أمهات النبي صلى الله عليه وسلم
تاج العروس1/
وهكذا ختموا بعد اللتي والتي
________________________________________
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

وهناك تنبييه على كلمة سيدتنا
فلا سيادة على المسلم إلا لمسلم والله أعلم
----------------------------------------------------------------
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
خادم الزهراء


توقيع خادم الزهراء المظلومة

يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار






إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc