عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
لطف الأمام الحسين (ع).
بتاريخ : 23-Apr-2008 الساعة : 03:45 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسمه تقدست أسمائه ليس بمقدور أحد أن يصف للناس صفات المعصومين بالصورة النهائية أو الكاملة ذلك أن الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم لا يعرفهم الا الله والنبي الكريم وسلم أسوة بجدهم وأول الأئمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كما وصل ألينا خبر مقالة النبي (يا علي لا يعرف الله الا أنا وأنت ولا يعرفني الا الله وأنت ولا يعرفك الا الله وأنا)...ولكن الأحداث تفرز شيئا من صفاتهم الكريمة بصورة تكاد أن تكون من التقييم الحقيقي لهم أذ أن هذه الصورة هي عبارة عن أنموذجا منهم وليس الوصف أو الحصر المطلق لماهيتهم عليهم الصلاة والسلام , وما وصل ألينا الا كل مبلغ علمنا فيهم . بالنتيجة ليس بمقدورنا أن نصف لطف الأمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ,أي لا نقدر أن نبرز لطف الأمام بصورته الكلية والجامعة ,ولكني أرتأيت أن أضع صورا تمثل نماذج اللطف الحسيني ,ويقينا أن هذه الصور والتي برزت أكثر في واقعة الطف أو قبلها بقليل لم تكن سياسة من الأمام بل هي من فيض الأمامة والتي خص الله بها الآل الأطهار ...ومن هذه الصور : الصورة الأولى : حين تحشدت جموع شيعة بني أمية اللعناء أمام الجمع الحسيني , خطب ألامام الحسين عليه الصلاة والسلام عشية التاسع من المحرم عام 61 للهجرة بأصحابه وأنصاره ومن كان معه (الا وأني أظن يومنا من هؤلاء غدا ,وأني قد رأيت لكم فأنطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فأتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ...) .أن الأمام الحسين (ع) أراد بهذه الخطبة عدة أمور : (1 ) لطفه عليه الصلاة والسلام بمن كان معه حيث أجاز لهم المغادرة لعلمه أن أناسا ممن كان معه ليس لديه أستعداد الشهادة أو قل لا يريد أن يكون مقتولا لأن البعض منهم كما وصل ألينا تبع الأمام طلبا للعافية أو طمعا برزق .(2 ) أراد الأمام (ع) أختبار أصحابه أو قل فرزهم من الباقين الموجودين .(3 ) أراد الامام الحسين بهذا الأختبار تعريف الأجيال مبوأ أهل بيته وصحابته المخلصين للدين من الشرف والعز وطهارة الأعراق وخضوعهم لكل ما فيه مرضاة الله عز وجل ,وتعتبر هذه الخطبة فاصلة لغربلة أصحابه ,وبذلك يكون التمييز تأريخيا ويلبس لباس الأهمية القصوى ,وهذه الخطبة لولاها لكان هناك نقص في ثورة الحسين وهذا محال على الأمام عليه الصلاة والسلام .(4 ) أن هذه الخطبة تعكس مروئة الأمام ولطفه والتي هي من أساسيات الأمامة . الصورة الثانية : محمد بن بشير الحضرمي ,وهو أحد أصحاب الأمام الحسين (ع ) عندما أنتهى أليه خبر أسر أبنه في منطقة الري في العراق ,قال (عند الله أحتسبه ونفسي ,ما أحب أن يؤسر ....) فلما سمع الامام ذلك الكلام أذن له بالمفارقة وحل عقد البيعة ليعمل في فكاك أبنه من الأسر ,فلما بلغه ذلك من الأمام ثارت به حمية الدين ودفعه الولاء الصادق لأبن رسول الله (ص ) الى القول (يا أبا عبد الله أكلتني السباع أن فارقتك ) ,أن أمر الأمام في حل بيعة الرجل ليعمل على فكاك أبنه من الأسر ما هو الا اللطف الحسيني لأب أسر أبنه ,أنه لطف بغاية الروعة والأنسانية ,من يصل الى هذه الأنسانية غير الحسين وأهل البيت الأطهار ؟. الصورة الثالثة : اللطف الحسيني والشهامة الحسينية تتجلى أيضا في هذه الصورة ,هذا جون مولى أبي ذر الغفاري عليه رضوان الله ,يخبره الأمام وهو العارف بأصحابه ,بأن له أن يفارق ,لئلا يقيده الحياء عن الفرار والمفارقة , وهذا التصرف من الأمام لهو من مكارم الأخلاق وممن من حفيد الرسول ربيب الطهر ,وتصرف الامام أنما أيضا أراد أخبار الناس فضل جون وتعريفهم منزلة العبد الأسود,,فيأتي الجواب من جون مدويا في مسامع التأريخ (أنا في الرخاء الحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ,أن ريحي لنتن وحسبي لئيم ولوني أسود فتنفس علي بالجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني ,لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ).ما قول الامام ذلك الا لطفا من الأمام وتعريف الأمام بجون هو غاية اللطف به . الصورة الرابعة : رجلا يدعى (الضحاك بن عبد الله المشرقي ) جاء الى الامام الحسين عليه الصلاة والسلام قبل أشتباك الحرب ,وقال : أني أقاتل معك ما رأيت مقاتلا معك ,فأذا لم أر أحدا فأنا في حل .فقال الأمام الحسين : نعم .,,,وعند أشتداد الحرب والقتال وأستشهاد أصحاب الامام رضي الله عنهم ,وبقاء الامام وحيدا ومعه الضحاك ورجلا آخر ,قال الضحاك للأمام الحسين عليه الصلاة والسلام :أني على الشرط , فجاء جواب الأمام الحسين (ع ) : نعم أنت في حل أن قدرت على النجاة ,. ,فأخرج فرسه وركبها وغار على القوم فأفرجوا له ونجا ,أن ما بدر من الأمام ما هو الا لطفا منه بالرجل أي الضحاك ,ولكن الفقهاء وبعض أهل السير والمؤرخون يقولون أن الضحاك لا يعذر يوم الحساب, لأن الامام كان مكثورا فألواجب الذود عن الأمام ,وكذلك قول الأمام عليه الصلاة والسلام (من سمع واعيتنا ولم يغثنا أكبه الله على منخريه في النار ) ,ولكني أقول أن أجازة الأمام الحسين (ع ) للضحاك أجازة مشروعة وغير باطلة ولو كانت باطلة لما أجازها الأمام أبدا ,وكيف يجيز ما لا يرضاه الشرع ,وكيف يغش الأمام الحسين الضحاك لو كانت النتيجة عليه سلبية من ناحية الدين والشرع والتكليف ؟ أن القول أن الضحاك يحاسب لهو قول باطل لأنه يتعارض مع الاجازة الحسينية , ولو أمعنا النظر في كلام سيد الشهداء لوقفنا على نتيجة أخرى وهي : أن الأمام اشترط عليه النجاة أي أن يحرز النجاة في أثناء مغادرة الضحاك , والمؤمن مؤتمن على دينه ,فكان أن الضحاك كان له يقين قوي بنجاته ,ولا ننسى بلاء الضحاك على يدي أبي عبد الله الحسين أذ كان يقول له ولعدة مرات أثناء القتال ,(لا تشلل ..) ويعني لا شلت يداك . وما كان من الأمام تجاه الضحاك الا لطفا منه عليه الصلاة والسلام . ...الصورة الخامسة : الحر بن يزيد الرياحي رضزان الله عليه ,عندما بركب الأمام وأصحابه الميامين ,في منطقة شراف وهي أحدى المنازل التي مر بها الأمام أثناء تحركه بأتجاه كربلاء ,حيث رأى الأمام العظيم أصحاب الحر الرياحي وقد أنهكتهم حرارة الشمس وآذاهم العطش أذ أبصرهم الأمام الحسين في تلك الظهيرة القائضة ,فأمر الأمام الحسين أن يسقى الحر والجنود الذين كانوا معه ,حتى رشفت الخيول بالماء لتريدها بأمر الأمام العظيم ,وحتى وصل ألينا أن الأمام سقى بيده الناس ,أي عظمة ولطف هذا ,هذا اللطف الحسيني العظيم وجده صاحب الخلق العظيم ,وهو أسوة بجده وسلم ,والأمامة لها حكمها في أخلاقية آل محمد (ص ). الصورة السادسة : عند نزول الأمام عليه الصلاة والسلام في منطقة قصر مقاتل ,أقبل أليه رجلا يدعى ( عمروا بن قيس المشرفي ’وأبن عم له معه ),فقال الأمام الحسين لهما (أجئتما لنصرتي ؟) ,فقالا :أنا كثيروا العيال وفي أيدينا بضائع للناس ولم ندر ما يكون ونكره أن نضيع الأمانة . ,فماذا قال لهما الأمام أنظر الى لطف الأمام بهما وبالناس الذين كان لهم البضائع والأمانات عند هذين الرجلين ,أذ قال الأمام لهما (أنطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سوادا ,فأن من سمع واعيتنا ورأى سوادنا فلم يجبنا أو يغثنا كان حقا على الله عز وجل أن يكبه على منخريه في النار ) ,أنظر الى نصيحة الأمام ولطفه بالناس ,يريد منهم أن ينطلقوا بعيدا حتى لا يتضرروا ويبين لهم الطريق في الخلاص من هذا الخطر (خطر عدم نصرة الأمام في حالة سماع الواعية ورؤية سواده ). الصورة السابعة : لما صرع (واضح ) التركي وهو مولى للحرث المذحجي ,أستغاث بالأمام فأتاه أبي عبد الله الحسين وأعتنقه ,فقال واضح :من مثلي وأبن رسول الله واضع خده على خدي .ثم فاضت روحه الطاهرة ,وهذا (أسلم ) مولى للأمام الحسين كان به رمق فمشى أليه الأمام الحسين ,فأعتنقه فتبسم وأفتخر بذلك ومات. ما كان ذلك من الأمام الا لطفا منه عليه الصلاة والسلام ,وهي أيضا أشارة عظيمة من الأمام لمكانة أصحابه عند الله وعنده . الصورة الثامنة : عندما بقى الامام الحسين وحيدا وتقدم الى معسكر الأعداء ,أقبل أليه شابا حاملا سلاحه يريد قتال الأمام فضربه الأمام وصرعه الى الأرض جريحا ولم يجهز عليه الأمام ,فنظر الى الشاب وقال له : ألك حاجة ؟ ,فنظر الشاب الى الأمام منكسرا فقال :بلا يا بن رسول الله ,نادي بني عمي من تميم ليحملوني ,فصاح الأمام بمعسكر الأعداء يا بني تميم أحملوا أخاكم ,وما ذاك كان من الأمام الا لطفا منه عليه الصلاة والسلام . الصورة التاسعة : اللطف الحسيني الذي ذكرته آنفا هو محصور بمرحلته ,ولكن اللطف الحسيني في هذه الصور يبقى على مر العصور ,الا وهو لطف الامام بخدامه عليه الصلاة والسلام ,وأنا شخصيا لمست لطفه ,فألصورة مستمرة الى يوم الدين ما كان هناك مؤمنين وخدم للأمام ........ والحمد لله رب العالمين ,أسألكم قراءة الفاتحة على أرواح والديي والمؤمنين .
|