اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من المسؤل عن تخلفنا -4
التهرب المدرسي
التقلبات الجوية في الايام السابقة، كما عايشناها، اثارت الغبار، حتى امتلأت به الارض والسماء. وكان اقرب ما يكون من ضباب جاف، ودون رطوبة، حشوت به انوف وأجواف الاحياء. وعدمت الرؤية، حتى وصلت الى اقل مستوى لها. فتعطلت المصالح، وخفت حركة الناس، وكثر زحام المركبات، فهي تتحرك ببطأ شديد كما السلاحف. وأثرت صحيا على اجسام البعض، بسبب ما احدثته من تقلبات في درجات الحرارة، من برودة قاسية، الى حرارة متعبة. فاضطرت وزارة التربية والتعليم لإصدار أوامرها، بتعليق الدراسة ليومين متواليين، حفاظا على حياة وصحة الطلبة.
شيء جيد ان تهتم الوزارة بصحة الطلاب وسلامتهم. ام الشيء الغريب، فهو استغلال اولياء الامور المناسبة، فيتركون ابنائهم يعلقون الدراسة بقية ايام الأسبوع، ولأسباب عديدة. فبدل من تعليق الدراسة ليومين، اصبحت لسبعة ايام. وعلى اثره تمددت اجازة نصف الفصل، من اسبوع الى اسبوعين.
قد يريح هذا الوالدين، لينعما بنوم هادئ مريح. ولن يحتاجا للاستيقاظ باكرا، ليتأكدوا من ذهب ابنائهم الى المدارس، او توصيلهم اليها.
لكن هذا التصرف يؤثر سلبا على الطلاب، لاختلال برنامجهم اليومي. فبدل من استيقاظهم باكرا، يناموا حتى اعتلاء الشمس كبد السماء. وبدل من ذهابهم الى فرشهم باكرا، استعدادا ليوم جديد، يواصلون سهرهم حتى تخرج الشمس من وكر نومها الليلي.
فينقلب ليلهم نهارا، ويتبدل نهارهم ليلا. فيخرجون عن النظام الكوني، الذي هيئه ورتبه رب العباد. فيبتعدون كثيرا عن الجو الدراسي، ويتعودوا على التسيب وقلة التحصيل. وذلك مما يتعبهم ويجهدهم، عند محاولتهم العودة الى الحياة الدراسية.
فهل نحن نكره الدراسة، إلى هذا الحد؟! ام لم يعد للعلم تلك المنزلة التي وصل إليها، ايام ازدهار المسلمون الأوائل!؟
بقلم: حسين نوح مشامع