اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المحسن يستغيث
قبل تمام التسعة أشهر من الحمل، أخبرت - وطبقاً لنتائج الأشعة – والفحص السريري - أن الجنين ميت وليس به حراك. لذا قرر الطبيب المختص، وحفاظا على حياة الأم، إسقاطه قبل أن يكتمل.
ولقناعة ألام الراسخة، ووقوف الأب إلى جانبها، لاعتقاده بما تؤمن به زوجته. رفضا وردا كلام الدكتور جملة وتفصيلا. فلم يمكنها التفريط في جنينها، الذي انتظرته لسنين طويلة. ولا يمكنها الاقتناع بكلامه، الذي لا يأخذ قدرة الله تعالى بعين الاعتبار. وإنما على فروض - ولو لنسبة بسيطة - يمكن أن تكون خاطئة.
رفضت الإسقاط متوكلة على الله، راضية بقضائه. متحملة جميع ما يجري عليها، قابلة بالنتائج مهما كانت سيئة. وتمضي الأيام - وتمضي الأسابيع - والشهور بطيئة، وهي في شوق ولهفة لرؤية وليدها. ويبقى الطبيب على عناده وإصراره، في حتمية موته.
وإذا أراد الله شيء فإنما يقول له كن فيكون – وحانت ساعة الولادة، وأخذت إلى المستشفى لاستقبال طفلها، القادم من العالم الآخر. وخرج ينبض بالحياة، مفعما بالحيوية، صارخاً إلى عالمه الجديد. صارخاً في وجه الدكتور، لقد كذبت تنبؤاتك. فحملته متوجه إلى ذلك البارع، لتدلل له على كذب مقولته، وإن الله يفعل ما يشاء. وكل ما هنالك طفلة في غاية الجمال، أبا الله إلا أن يحجبها، عن أنظار الحاسدين والطفيليين.
ولكن هذا عكس ما حدث للزهراء ، لم تكن حالة اشتبه فيها. أو خطأ طبي غير متعمد، نتيجته بنية على قناعة، موثقة ببراهين وأدلة. واحتمال الصحة والخطأ واردة، أياًُ كانت المحصلة النهائية. ولم يكن هناك شك في كونه اجتهاداً، يحصل صاحبه فيه على حسنات، مهما كان العواقب.
بل كان عملا شيطانيا متعمداً، اعتدى فيه على بنت رسول الله (ص). وهجموا مقصوداً على دارها، بعد أن أحرقوا بابها. ولما علموا بوجودها وراء الباب، عمدوا إلى عصرها حتى صرخت، واستغاثت بخادمتها فضة. وعلى أثر ذلك سقط المحسن يتضرج في دمه.
عملا تجاوز فيه وصية رسول الله (ص)، كما تجاوز فيه حرمته. تلك الوصية التي نزلت من رب السماوات والأرض، ودونت في القرءان الكريم، تتلى أناء الليل وأطراف النهار. لعل المسلمون يقرؤها، ويستوعبوا فحواها. (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
نسيت كل أحاديثه صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته، التي قالها في ابنته . (فاطمة بضعة مني، من أذاها فقد أذاني، ومن آذاني فقد آذى الله). وترديده (أوصيكم في أهل بيتي خيرا) و (أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق وهلك).
ولكن هل هناك وجه للمقارنة، بين شخص عادي من عامة الأمة، وبين من أمه فاطمة الزهراء(ع) السلام، سيدة نساء العالمين. التي قدمت ما قدمت من تضحيات، في سبيل الإسلام والمسلمين. ضحت بنفسها – وبوقتها – وبأبنائها – وبحقها، في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا؟! ولكن (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، افان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه، فلن يضر الله شيئاً)
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
آجركم الله يا عزيزي
الله يقضي حوائجكم وينور طريقكم.
موفقين جميعا.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.