اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مفكرة مبتعث -12
مرت سنوات الدراسة بطيئة، عند انتظار مرارتها. وسريعة لا تنتظر أحداً، عند استحقاق حلاوتها. مرارتها تفوق الحنظل، عند انتظار المبتعث إختباراً، بالكاد قد حضر له، لكثرة الواجبات.
وحلاوتها تفوق طعم العسل، عندما يخرج من ذلك الاختبار بعلامة كاملة. عندها يتنفس الصعداء، ويشعر كأنه دار حول الارض في دقائق. ويعطي لنفسه إجازة قصيرة، يرفه فيها عن نفسه، ويرفع من معنوياته، ويستعد للاختبارات القادمة.
كلما تعمق في تخصصه، ازدادت المواد صعوبة، والواجبات كثرة. عندها يصعب عليه الحصول على معدل جيد، يمكنه من النجاح بتفوق. فيكره عندها الدنيا، ويزري بنفسه، لعدم مقدرته على مواصلة الدراسة بنجاح.
فيشعر عندها بالخيبة والفشل يطاردانه، كأنه يعمل في حفر ارض ترابية رخوة، فكلما حفر زدادت الحفر عمقا واتساعا، دون ان يتمكن من الوصول إلى قعرها.
شاهد الطلاب حوله يتركون الجامعة، وحداً تلو الاخر، كأنهم اوراق صفراء يابسة، تتساقط عن شجرتها في فصل خريف. وعندما يسألهم عن سبب هجرانهم هذه الجامعة؟ يأتيه الجواب ناشفاً فضاً، كيوم صيف قائض في صحراء قاحلة، بعد تاوه والكثير من الحسرة: كل منا يبحث عن جامعة، تؤمن له معدل جيد، وتخفف عنه الضغوط الدراسية.
عندها فكر جيداً في وضعه، وفيما هو فاعل لتأمين مستقبله!
بقلم: حسين نوح مشامع