اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين :
اما بعد :
ان البعض قد يتشبث تشبث الغريق بهذه الرواية – التي ستاتي- لعله يخلص ابا حنيفة من عظيم ما ارتكب من مخالفة الحق وهدمه للاسلام عروة عروة ؛ والرواية :
الكامل - عبد الله بن عدي - ج 2 - ص 132
بن حازم قال : ثنا إبراهيم بن محمد الرماني أبو نجيح قال سمعت حسن بن زياد يقول سمعت أبا حنيفة وسئل من أفقه من رأيت فقال ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من مسائلك تلك الصعاب فقال فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إلي أبو جعفر فأتيته بالحيرة فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت وأذن لي أبو جعفر فجلست ثم التفت إلى جعفر فقال يا أبا عبد الله تعرف هذا قال نعم هذا أبو حنيفة ثم أتبعها قد أتانا ثم قال يا أبا حنيفة هات من مسائلك سل أبا عبد الله فابتدأت أسأله قال فكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرج منها مسألة ثم قال أبو حنيفة أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس
تاريخ الإسلام - الذهبي - ج 9 - ص 89 - 90
وقال ابن عقدة : ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم حدثني أبو نجيح إبراهيم بن محمد ، سمعت الحسن بن زياد الفقيه ، سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت فقال : ما رأيت أحدا أفقه من جعفر ، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد ، فهييء لنا من مسائلك الصعاب ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلي المنصور فأتيته ، فدخلت ، وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ‹ صفحة 90 › ما لم يدخلني للمنصور ، ثم التفت إلى جعفر فقال : يا أبا عبد الله ، أتعرف هذا قال : نعم هذا أبو حنيفة ، ثم أتبعها : قد أتانا ، ثم قال : يا أبا حنيفة هات من مسائلك فاسأل أبا عبد الله ، فابتدأت أسأله ، فكان يقول في المسألة : أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن يريد أهل البيت نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا ، وربما تابع أهل المدينة ، وربما خالفنا معا ، حتى أتيت على أربعين مسألة ، ما أخرم فيها مسألة ، ثم يقول أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس بالاختلاف .
إحقاق الحق للتستري ج 28 ص 440 :
فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في " تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام " حوادث سنة 141 - 160 ( ص 89 ط بيروت سنة 1407 ) قال :
وقال ابن عقدة : ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ، حدثني أبو نجيح إبراهيم ابن محمد ، سمعت الحسن بن زياد الفقيه ، سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت ؟ فقال : ما رأيت أحدا أفقه من جعفر ، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد ، فهيئ لنا من مسائلك الصعاب ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلي المنصور فأتيته ، فدخلت ، وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور ، ثم التفت إلى جعفر فقال : يا أبا عبد الله ، أتعرف هذا ؟ قال : نعم هذا أبو حنيفة ، ثم أتبعها : قد أتانا ، ثم قال : يا أبا حنيفة هات من مسائلك فاسأل أبا عبد الله ، فابتدأت أسأله ، فكان يقول في المسألة : أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن - يريد أهل البيت - نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا ، وربما تابع أهل المدينة ، وربما خالفنا معا ، حتى أتيت على أربعين مسألة ، ما أخرم فيها مسألة ، ثم يقول أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلم الناس بالاختلاف .
ومنهم العلامة صدر الأئمة صدر الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في " مناقب أبي حنيفة " ( ج 1 ص 148 ط دار الكتاب العربي ، بيروت ) قال : وبه قال عن الحسن بن زياد اللؤلؤي ، سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت ؟ قال : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الصادق ، لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من المسائل الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة - فذكر مثل ما تقدم عن الحافظ الذهبي .
ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن محمد الحنفي المتوفى سنة 365 في " الكامل في الرجال " ( ج 2 ص 556 ) قال : حدثنا ابن سعيد ، حدثنا جعفر بن محمد بن حسن بن حازم ، حدثنا أبي إبراهيم بن محمد الزماني أبو نجيح ، سمعت حسن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة وسئل : من أفقه من رأيت ؟ فقال : ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور - فذكر مثل ما تقدم عن الذهبي بعينه .
العدد القوية ص 153 :
- في مسند أبي حنيفة : قال الحسن بن زياد : سمعت أبا حنيفة وقد سئل من أفقه من رأيت ؟ فقال : جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور بعث إلى فقال : يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد ، فهيئ له من مسائلك الشداد فهيأت له أربعين مسألة . ثم بعث إلى أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته ، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر ، فسلمت عليه ، فأومأ إلى فجلست . ثم التفت إليه فقال : يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة ؟ قال : نعم أعرفه ، ثم التفت إلى فقال : يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله من مسائلك . فجعلت ألقى عليه فيجيبني ، فيقول : أنتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا ، فربما تابعناكم وربما تابعناهم ، وربما خالفنا جميعا ، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخل فيها بشئ ، ثم قال أبو حنيفة : أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس
تم . . . . . .
الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي((صاحب مفاتيح الجنان المعروف)) - ص 153 - 154
وروى ابن شهرآشوب عن مسند أبي حنيفة ، قال الحسن بن زياد : سمعت أبا حنيفة وقد سئل من أفقه من رأيت ؟ قال : جعفر بن محمد عليهما السلام ، لما أقدمه المنصور بعث إلي ، فقال : يا أبا حنيفة أن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من مسائلك الشداد . فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلي أبو جعفر وهو بالحيرة ، فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه . فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر [ المنصور ] ، فسلمت عليه ، فأومأ إلي فجلست ، ثم التفت إليه ، فقال : يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة ، قال : نعم أعرفه ، ثم التفت إلي فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبد الله من مسائلك . ‹ صفحة 154 › فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا ، وأهل المدينة يقولون كذا ، [ ونحن نقول كذا ] ( 1 ) فربما تابعناكم ( 2 ) ، وربما تابعهم ، وربما خالفنا جميعا ، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخل منها بشئ ، ثم قال أبو حنيفة : أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟
ان الكثير هم من نقلوا هذه الرواية- واكتفيت بما نقلت خوف الاطالة ولتشابهها بسواها من المصادر- وهي تدل على مؤآمرة سياسية حيكت ضد الامام الصادق - روحي فداه - وامامة الائمة الاثني عشرية الحقة سلام الله عليهم .
وانما نقلوا هذه الرواية ليقولوا ان ابا حنيفة احترم الامام الصادق واعترف له بانه محق فيستفيدوا خطأً بانه اقر للامام بامامته وهنا الطامة الكبرى من الجهل المظلم الواضح .
تعالوا معي لنحلل هذه الرواية التي نقلها المخالف اكثر من المؤالف :
1 – قوله ((يقول سمعت أبا حنيفة))
من الواضح ان ابا حنيفة هو يقر بهذه الرواية وبما جرى فيها .وهو المنقول في كل المصادر التي نقلت الرواية .
2 – قوله)) : سمعت أبا حنيفة وقد سئل من أفقه من رأيت ؟ قال : جعفر بن محمد عليهما السلام ... وفي اخر الرواية قال : ثم قال أبو حنيفة : أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ؟))
ان قوله من افقه من رأيت اقرار منه بحقٍ ان انكره اثبت جنونه للعالم كله لان الامام الصادق هو الاعلم والافقه سواء قاله ابو حنيفة ام لم يقر ؛ ثم ان الاقرار بالحقيقة لايدل على قبوله للحق ..
ان البشرية كلها تقر لله بالوجود وانه الخالق والموت حق لاينكره انسان فهل ان هؤلاء الذين اقروا لله تعالى وللموت بانه حق هل اقرارهم لهذه الحقيقة دفعهم الى اطاعته واتباع رسله ؟!!.
حقا ان هذا الامر واضح واوضح من الشمس بان الاقرار بالحق لايعني قبول الحق
ثم في كلامه الاخير : أليس أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس
لايعني شيئا ابدا .
نعم ان اعلم الناس اعلمهم باختلاف الناس ثم ماذا ؟!
ان كان يتبع قول الامام الصادق بعد النقاش ويقول انني تنازلت عن مذهبي لكان كلامه نافعا له في الدارين؛ اما انه يقول هذه الحقيقة كقاعدة ويتابع مدرسته الباطلة فهذا هو عين الاستهزاء كما ورد في الرواية ان من يستغفر وهو يصرّ على ذنبه كالمستهزء بالله
ثم الم يقرء قوله تعالى :
قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدي لِلْحَقِّ أَ فَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)(يونس)
فكان الواجب عليه حينما ثبت له بان الامام هو الاعلم والافقه ان يتبع الامام مطيعا لهذه الاية المباركة ويستغفر من مخالفاته للقرآن الكريم التي ذكرنا لكم القليل منها وسياتي في النقاط القادمة توضيحات اكثر ان شاء الله
يرجى المتابعة الى النقاط الاتية ان شاء الله
ملاحظة :
الخط الاخضر هو كلامي