|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمة بنت المصطفى
المنتدى :
ميزان المناسبات والإعلانات
بتاريخ : 07-Jun-2012 الساعة : 01:35 AM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على أم المصائب زينب
اليوم يوم حزنه لا يذهب
ماتت ونار الوجـد بين ضلوعها مما جرى في الغاضرية تلهب
قد واصلــت أيامهـا بأنينهـا وحنينهـا ودموعهـا لا تنضب
ما انفك رزء الطف يأكل قلبها ذاك الصبور لدى الحروب الطيب
محناً ثقالاً قد تحمــل قلبها مـن حادثات أمــرها مستصعب
رأت الأحبــة والحسين بجنبهم ثاو وكلن بالدمــاء مخضب
ومشت وسائق ضعنها شمر الخنا فإذا بكت وجداً تسب وتضرب
بقيت ببحر الحزن تسبح والأسـى بعـد الحسين وللمنية تطلب
ماتت وما ماتت عقيلة هاشم فلها الوجـود من المهيمن يوهب
دعها تنعم في الجنـان لعله يرتـاح منها اليـوم قلـب متعب
وخلدت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) - في يثرب - إلى البكاء والنحيب، وأخذت تراودها صباحاً ومساءً تلك الذكريات المروعة التي جرت على أخيها في صعيد كربلاء، وما عاناه من الكوارث القاصمة التي تذوب من هولها الجبال، فكانت دموعها تجري في كل لحظة على أخيها واًسرتها الذين حصدت رؤوسهم سيوف البغي، ومثّلت بأجسامهم العصابات المجرمة.
لقد أخذت تلوح أمامها تلك المناظر الحزينة التي تعصف بالصبر حتى ضاقت بها الأرض، ولم تلبث أن ترفع صوتها عالياً مشقوعاً بالألم والبكاء قائلة:
(واحسيناه).
(وا أخاه).
(وا عباساه).
(وا أهل بيتاه).
(وا مصيبتاه).
ثمّ تهوي إلى الأرض مغمىً عليها، فقد صارت شبحاً، وذوت كما ذوت اًمها زهرّاء الرسول من قبل، وكان أحبّ شيء لها مفارقة الدنيا والالتحاق بجدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) لتشكو إليه ما عانته من الرزايا والأسر والسبي، وما جرى على أخيها من القتل والتمثيل…
ولم تمكث العقيلة بعد كارثة كربلاء إلاّ زمناً قليلاً حتى تناهبت الأمراض جسمها، وصارت شبحاً لا تقوى حتى على الكلام، ولازمت الفراش وهي تعاني آلام المرض، وما هو أشقّ منه وهو ما جرى عليها من الرزايا، وكانت ماثلة أمامها حتى الساعات الأخيرة من حياتها… وقد وافتها المنية ولسانها يلهج بذكر الله وتلاوة كتابه، وقد صعدت روحها الطاهرة إلى السماء كأسمى روح صعدت إلى الله تحفّها ملائكة الرحمن، وتستقبلها أنبياء الله وهي ترفع إلى الله شكواها، وما لاقته من المحن والخطوب التي لم تجر على أيّ إنسان منذ خلق الله الأرض.
انتقلت العقيلة إلى جوار الله تعالى على أرجح الأقوال يوم الأحد لخمسة عشر مضين من شهر رجب سنة (62هـ). وقد آن لقلبها الذي مزّقته الكوارث أن يسكن ولجسمها المعذّب أن يستريح.
عظم الله أجوركم في هذا المصاب الجلل
|
|
|
|
|