|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : لان تفرق الاصدقاء وذهب الكل من حولي فسأبقى لوحدي ملازما لاعتاب دولتك طيلة ايام حياتي
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
مناقب النبي (ص) بين التعظيم والتعليم
بتاريخ : 10-Jan-2013 الساعة : 12:54 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
- إن من الخطأ بمكان ، أن ننظر الى منزلة النبي الاعظم من خلال مناقبه المثلى ، لاجل التعظيم المجرد طلبا : للشفاعة ، او قضاء الحاجة - كما هو متعارف بين العامة - ناسين الهدف الذي من اجله بعث النبي الاكرم (ص) ، الا وهو تخليص البشرية من كل شوائب الشرك : جليّها وخفيّها .. ولا يتحقق ذلك الا من خلال اتخاذ النبي (ص) اسوة وقدوة ، لا بمعنى الوصول الى نفس مدارج النبي من الكمال ، وانما التشبه به قدر الامكان.
- إن ما يؤكد قابلية النبي (ص) للتأسي به بدرجة من الدرجات ، هي التعابير الملفتة في قوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير } ، ففيها التعبير بـ ( كان) الدال على الثبات والاستمرار ، والخطاب للجميع بعبارة ( لكم ) .. واشترطت القدرة على التأسي ، بضرورة الايمان بالله تعالى الذي لولاه ، لما تحرك العبد ، ولولا الحركة لما رأى ضرورة للتأسي برموز تلك الحركة .. وكذلك بضرورة الايمان باليوم الاخر الذي لولاه ، لفقد العبد مشوقات الحركة : طمعا في الأجر ، وخوفا من العقاب.
- زامنت ولادة النبي (ص) تغييرات طبيعية ملفتة من : انفصام طاق كسرى ، وابطال سحر السحرة ، وجفاف بحيرة ساوة ، لتبشر بتحقق عصر جديد في تاريخ البشرية .. فهي المرحلة الثانية الملفتة بعد خلقة آدم (ع) كما زامنها ايضا تحرك الابالسة لتغيير المسيرة .. فقد ورد أن الابالسة قالوا للشيطان : ما الذي افزعك يا سيدنا؟.. فقال لهم : ويلكم !.. لقد انكرت السماء والارض منذ الليلة ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى الى الحرم ، وخاطب جبرائيل قائلا : هل لي فيه نصيب؟.. قال: لا .. قال ففي امته؟.. قال: نعم ، فقال رضيت .. والدرس العملي من ذلك : انه كلما اشتدت موجبات الهداية ، كلما ازداد تكالب الاعداء على السائر في طريق الهدى.
- يصف علي (ع) أخاه وهو ربيب المصطفى ، قائلا : ( ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيما ، اعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ) .. وهكذا فإن الله تعالى اذا اراد بعبد خيرا ، سدده الهاما، أو إقرانا بملك.. فما المانع من أن يطلب العبد من ربه ، أن يسدده بملائكة التسديد ، ليحفظونه في دورة حياته الصاخبة ، من موجبات الانحرافات ، والارتماء في احضان الشياطين؟
- إن القرآن الكريم وصف النبي (ص) بما لم يصف به احدا من الانبياء العظام ، وهو انه على خلق عظيم .. وليس المهم أن يمتلك الانسان هذه الصفة في خلوته مع نفسه ، وانما المهم أن يكون كذلك في خضم المواجهة مع العناصر الاجتماعية المنافرة .. فقد ورد انه جاء شاب الى النبي (ص) فقال : أتأذن لي بالزنا ؟.. فنهره الاصحاب واغلظوا عليه ، ولكن نبي الرحمة (ص) اراد أن يجتث جذور الفساد من اعماق وجوده ، عندما ارجعه الى فطرته قائلا له: اتحب أن يزنى بأمك او اختك.... فقال لا .. فقال (ص) : كل الناس كذلك!.. ثم وضع يده المباركة على صدره قائلا: اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه!.. فأي منا له مثل سعة الصدر هذه ، في استيعاب الحركات المنحرفة؟!..
- لم تنحصر معجزة النبي الاكرم (ص) في فلق القمر وحركة الجماد ، وانما تعدت الى فلق القلوب ، وحركة الافكار.. واذا بأمة تنفرد بين الامم بأرذل خصلة ( الا وهي وأد البنت وهي من احب فلذات اكبادنا) لتتحول الى خير امة اخرجت للناس ، امثال : حنظلة غسيل الملائكة ، وقتادة بن النعمان الذي شهد بدرا ، وفقئت عينه يوم احد فجاء الى رسول الله (ص) فقال: ان لي امرأة جميلة ، احبها وتحبني ، واني جديد عرس ، فاكره أن تراني بهذه الهيئة .. فأخذها النبي (ص) ووضعها في مكانها قائلا: اللهم اكسه الجمال !
شبكــة السراج في الطريق إلى الله تعالى
|
توقيع عشق الحسين رقية |
|
|
|
|
|