اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من كتااب "في منتهى الوحدة"
مضت سنين، لكنَّ غمومه لم تصل إلى نهايتها، وفي كلِّ يومٍ تُثقِلُ قلبه الرَّحيم المصائبُ الجديدة!
عين عزيز الزَّهراء موجَّهةٌ إلى الباب، إلى أن نرجع من سفر المعصية!!
، ولا نقول بأنَّه غائب،
فقد ذهبنا في سفر الغفلة وغِبنا عنه، ولا ندري به...
كلُّ الألف ومائة وعدَّة سنوات ـ منذ أن بدأت الغيبة ـ في جهةٍ، وزماننا هذا في جهةٍ أخرى، تنزل به مصائب جديدة، فتُضاعِف غمومه.. عاش عشرات ومئات السِّنين وحيداً وفريداً، لكنَّ وحدته الآن في أشدِّ صورها بالنِّسبة إلى بقيَّة حياته.
هو يمضي حياته في ﴿أوج الوحدة﴾!
ألم يعلِّمنا الشُّهداء الأعزاء الدَّرس بأنَّ الحياة تعني الفداء بالرُّوح والمال لأجل الإمام صاحب الزَّمان ؟
ألم يكتب الشُّهداء هذا الدَّرس بالدَّم؟
ألم يعلِّمونا أنَّ الفداء ليس فقط بالرُّوح والمال وبإعطاء البدن،
بل فأنُّ الرِّجال حين لا يكون من نصيبهم الشَّهادة بالبدن، أن يفدوا الإمام صاحب الزَّمان بالتَّعلُّقات القلبيَّة والأهواء النَّفسيَّة، وماء الوجه، والمقام، والمال؟
الإمام صاحب الزَّمان في هذا الزَّمان في أوج الوحدة، لأنَّنا بواسطة الإنتصار والإنقلاب الإسلاميِّ الكبير جالسون في فصل الإمام صاحب الزَّمان ، وحصلنا على علاماتٍ حسنة، وأخذنا درساً ممتازاً من الشُّهداء الغالين، لكن بعد ذلك انشغلنا بأمورنا، وظننَّا بأنَّ مُدرِّسنا العزيز ليس حاضراً في الفصل.
قلنا هو غائب، وهذه حجَّةٌ وادِّعاءٌ حتَّى نلعب لعب الأطفال في الفصل!
ارحموا قلب امامكم ياموالين بتقوى الله ومخافته والسبق للخير بعمل صالح والتناهي عن السوء والمعاصي والمسارعة الى اصلاح ذواتكم ومجتمعكم