اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فضل زيارة فاطمة الزهراء
أقول قال الشيخ في التهذيب أنّ ما روى في فضل زيارتها (صلوات الله عليها) أكثر من ان يحصى وروى العلامة المجلسي عن كتاب مصباح الأنوار عن الزهراء (صلوات الله عليها)
ثواب السلام عليها
عن يزيد بن عبد الملك النوفليِّ، عن أبيه، عن جدِّه قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله ()، قال: فبدأتني بالسلام، قال: وقالت: قال أبي وهو ذاحيٌّ، من سلَّم عليَّ وعليك ثلاثة أيام فله الجنة. قلت لها: ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك؟ قالت: في حياتنا وبعد وفاتنا (1).
أقول: زيارتها () في الأوقات والساعات الشريفة والأزمان المختصَّة بها أفضل وأنسب كيوم ولادتها وهو العشرون من جمادى الثانية، أو العاشر منه على قول، ويوم وفاتها وهو ثالث جمادى الثانية أو الحادي والعشرون من رجب على قول ابن عباس، ويوم تزويجها بأمير المؤمنين () وهو نصف رجب أو أوَّل ذي الحجة أو السادس منه، وليلة زفافها وهي تسع عشرة من ذي الحجة، أو الحادية والعشرون من المحرم، وكذا سائر الأيام التي ظهر لها فيها كرامة وفضيلة، كيوم المباهلة وقد مرّ، ويوم نزول هل أتى، وهو الخامس والعشرون من ذي الحجة، وغيرهما مما يطول ذكرها، وقد مرّت في أبواب تاريخها(2).
الهوامش
1 - (المناقب) لابن المغازليّ الشافعي: ص 364، وتقدم في فصل مناقبها (سلام الله عليها).
2 - البحار: ج 100، ص 202.
زيارتها وتحيتها سلام الله عليها
قال جمال العارفين والزاهدين السيد ابن طاووس (رحمه الله) في (الإقبال):
فصل فيما نذكره من وقت انتقال أمنا المعظمة فاطمة بنت رسول الله وتجديد السلام عليها. روينا عن جماعة من أصحابنا ذكرناهم في كتاب (التعريف) للمولد الشريف أن وفاة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها كانت يوم ثالث جمادى الآخرة، فينبغي أن يكون أهل الوفاء محزونين في ذلك اليوم على ما جرى عليها من المظالم الباطنة والظاهرة، حتى إنها دفنت ليلاً مظهرة للغضب على من ظلمها وآذاها وآذى أباها صلوات الله عليه وعلى روحها الطاهرة، وتزار بما قدمناه في كتاب (جمال الأسبوع) عند حجرة النبي لمن حضر هناك وإلا تزار من أي مكان كان. وقد ذكر جامع كتاب (المسائل وأجوبتها من الأئمة ) فيها ما سئل عنه مولانا علي بن محمد الهادي ، فقال فيه ما هذا لفظه: أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبن إليه: إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمة أهي في طيبة(1)، أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب: هي مع جدي صلوات الله عليه وآله. قلت أنا: وهذا النص كاف في أنها مع النبي فيقول: السلام عليك يا سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا والدة الحجج على الناس أجمعين، السلام عليك أيتها المظلومة الممنوعة حقها. ثم قل اللهم صل على أمتك، وابنة نبيك، وزوجة وصي نبيك صلاة تزلفها فوق زلفى عبادك المكرمين من أهل السماوات والأرضين. فقد روي: إن من زارها بهذه الزيارة واستغفر الله، غفر الله له وأدخله الجنة. (وساق الكلام إلى أن قال): وقد فضح الله جل جلاله بدفنها ليلاً على وجه المساترة عيوب من أحوجها إلى ذلك الغضب الموافق لغضب جبار الجبابرة، وغضب أبيها صلوات الله عليه صاحب المقامات الباهرة، إذ كان سخطها سخطه، ورضاها رضاه، وقد نقل العلماء أن أباها قال: (فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها). أقول: ولقد انقطعت أعذار المتعذرين وحيلة المحتالين بدفنها ليلاً ودعواهم أن أهل بيت النبي صلوات الله عليه وآله وعترته الطاهرين كانوا موافقين لمن تقدم عليهم من المتقدمين.
ذكر الزيارة المشار إليها لمولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، تقول: السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت نبي الله، السلام عليك يا بنت حبيب الله، السلام عليك يا بنت خليل الله، السلام عليك يا بنت صفي الله، السلام عليك يا بنت أمين الله، السلام عليك يا بنت خير خلق الله، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله، السلام عليك يا بنت خير البرية، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير خلقه بعد رسول الله، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. السلام عليك يا أم المؤمنين، السلام عليك يا أيتها الصديقة الشهيدة، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك أيتها الصادقة الرشيدة، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة، السلام عليك أيتها المعصومة المظلومة، السلام عليك أيتها الطاهرة المطهرة، السلام عليك أيتها المضطهدة المغصوبة، السلام عليك أيتها الغراء الزهراء، السلام عليك يا فاطمة بنت محمد رسول الله، ورحمة الله وبركاته. صلى الله عليك يا مولاتي وابنة مولاي، وعلى روحك وبدنك، أشهد أنك مضيت على بينة من ربك، وأن من سرك فقد سر رسول الله، ومن جفاك فقد جفا رسول الله ، ومن آذاك فقد آذى رسول الله، ومن وصلك فقد وصل رسول الله، ومن قطعك فقد قطع رسول الله، لأنك بضعة منه، وروحه التي بين جنبيه، كما قال عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام. أشهد الله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه، وساخط على من سخطت عليه، ولي لمن والاك، وعدو لمن عاداك، وحرب لمن حاربك، أنا يا مولاتي بك وبأبيك وبعلك والأئمة من ولدك موقن، وبولايتهم مؤمن، وبطاعتهم ملتزم. أشهد أن الدين دينهم، والحكم حكمهم، وأنهم قد بلغوا عن الله عز وجل، ودعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا تأخذهم في الله لومة لائم. وصلوات الله عليك وعلى أبيك وبعلك وذريتك الأئمة الطاهرين. اللهم صل على محمد وأهل بيته، وصل على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة، التقية النقية الرضية الزكية الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقها، الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمة بنت رسولك، وبضعة لحمه، وصميم قلبه، وفلذة كبده، والنخبة منك له، والتحفة خصصت بها وصيه، وحبيبه المصطفى، وقرينه المرتضى، وسيدة النساء، ومبشرة الأولياء، حليفة الورع والزهد، وتفاحة الفردوس والخلد، التي شرفت مولدها بنساء الجنة، وسللت منها أنوار الأئمة، وأرخيت دونها حجاب النبوة. اللهم صل عليها صلاة تزيد في محلها عندك، وشرفها لديك، ومنزلتها من رضاك، وبلغها منا تحية وسلاماً، وآتنا من لدنك في حبها فضلاً وإحساناً ورحمة وغفراناً، إنك ذو العفو الكريم.
ثم تصلي صلاة الزيارة، وإن استطعت أن تصلي صلاتها صلى الله عليها فافعل، وهي ركعتان، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وستين مرة قل هو الله أحد. فإن لم تستطع فصل ركعتين بالحمد وسورة الإخلاص، والحمد وقل يا أيها الكافرون. فإذا سلمت قلت: اللهم إني أتوجه إليك بنبينا محمد، وبأهل بيته صلواتك عليهم، وأسألك بحقك العظيم عليهم الذي لا يعلم كنهه سواك، وأسألك بحق من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسمك الأعظم الذي أمرت به إبراهيم أن يدعو به الطير فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار به كوني برداً وسلاماً على إبراهيم فكانت برداً، وبأحب الأسماء إليك وأشرفها وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه، وأتوسل إليك، وأرغب إليك، وأتضرع إليك، وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم من التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفرج عن آل محمد وشيعتهم ومحبيهم وعني، وتفتح أبواب السماء لدعاي، وترفعه في عليين، وتأذن في هذا اليوم وفي هذه الساعة بفرجي وإعطاء أملي وسؤالي في الدنيا والآخرة، يا من لا يعلم أحد كيف هو وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي تقضى به حاجة من يدعوه، أسألك بحق ذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، أن تصلي على محمد وآل محمد وتقضي لي حوائجي، وتسمع ـبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة المنتظر لإذنك صلواتك وسلامك ورحمتك وبركاتك عليهمـ صوتي، ليشفعوا لي إليك، وتشفعهم في، ولا تردني خائباً، بحق لا إله إلا أنت.
وتسأل حوائجك تقضي إن شاء الله تعالى(2).
قال الفيروزآبادي: الصميم: العظم الذي به قوام العضو وبُنُك الشيء وخالصه، ورجل صميم: محض. والفلذة، بالكسر: القطعة من الكبد. والنخبة، بالضم وكهمزة: المختار. قوله: (ومبشرة الأولياء) على بناء اسم المفعول أي التي بشر الله الأولياء بها، ويحتمل بناء اسم الفاعل لأنها تبشر أولياءها وأحباءها في الدنيا والآخرة بالنجاة من النار، ولذا سميت بفاطمة. قوله: (حليفة الورع) بالحاء المهملة، الحليف: الصديق يحلف لصاحبه أن لا يغدر به، كناية عن ملازمتها لهما وعدم مفارقتها عنهما. وإرخاء الستر: إسداله، وهي كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة. وسد الهواء بالسماء كناية عن إحاطة السماء بها. قوله: (كبس الأرض على الماء) يقال: كبس البئر والنهر أي طمها بالتراب، والمعنى أنه جمعها وحفظها عن التفرق مع كونها على الماء، أو أنه تعالى بها دفع عنا عادية الماء وضررها، فكأن البحر نهر طم بالتراب. أقول: زيارتها في الأوقات والساعات الشريفة والأزمان المختصة بها أفضل وأنسب كيوم ولادتها وهو العشرون من جمادى الثانية، أو العاشر منه على قول، ويوم وفاتها وهو ثالث جمادى الثانية أو الحادي والعشرون من رجب على قول ابن عباس، ويوم تزويجها بأمير المؤمنين وهو نصف رجب أو أول ذي الحجة أو السادس منه، وليلة زفافها وهي تسع عشرة من ذي الحجة، أو الحادية والعشرون من المحرم، وكذا سائر الأيام التي ظهر لها فيها كرامة وفضيلة، كيوم المباهلة، ويوم نزول هل أتى، وهو الخامس والعشرون من ذي الحجة، وغيرهما مما يطول ذكرها(3).
الهوامش
1 ـ أي المدينة المنورة.
2 ـ (إقبال الأعمال) ص623 ـ626.
3 ـ (البحار) ج100، ص202.
زيارة فاطمة الزهراء
يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة ، وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به أبوك ، وأتى به وصيه ، فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك .
ويستحب أيضا أن تقول :
السلام عليك يا بنت رسول الله ، السلام عليك يا بنت نبي الله ، السلام عليك يا بنت حبيب الله ، السلام عليك يا بنت خليل الله ، السلام عليك يا بنت صفي الله ، السلام عليك يا بنت أمين الله ، السلام عليك يا بنت خير خلق الله ، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته ، السلام عليك يا بنت خير البريه ، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير الخلق بعد رسول الله ، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة ، السلام عليك أيتها الرضية المرضية ، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية ، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية ، السلام عليك أيتها التقية النقية ، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة ، السلام عليك أيتها المظلومة المغصوبة ، السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة ، السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته ، صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك ، أشهد أنك مضيت على بينة من ربك ، وأن من سرك فقد سر رسول الله ، ومن جفاك فقد جفا رسول الله ، ومن آذاك فقد آذى رسول الله ، ومن وصلك فقد وصل رسول الله ، ومن قطعك فقد قطع رسول الله ، لأنك بضعة منه وروحه الذي بين جنبيه ، أشهد الله ورسله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه ، ساخط على من سخطت عليه ، متبرىء ممن تبرأت منه ، موال لمن واليت ، معاد لمن عاديت ، مبغض لمن أبغضت ، محب لمن أحببت ، وكفى بالله شهيداً وحسيباًً وجازياً ومثيباً .
ــــــــــــــــــــــ
التهذيب6: 10 / 19، جمال الاُسبوع: 39، بتفاوتٍ فيهما.
الزيارة الخامسة
الزيارة الخامسة الأُخرى لها، ذكرها ابن طاووس في (الإقبال)، تقول:
السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ رَسُولِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ نَبِيِّ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبِيبِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ خَلِيلِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ صَفِيِّ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ أَمِينِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ خَيْرِ البَرِيَّةِ.
السلامُ عَلَيْكِ ياسَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأوّلينَ وَالآخِرِينَ، السلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللّهِ وَخَيْرِ خَلْقه بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ، السلامُ عَلَيْكِ ياأُمَّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، السلامُ عليكِ ياأُمَّ المؤمنينَ، السلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ، السلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ، السلامُ عليكِ أيّتُها الصادقةُ الرشيدةُ، السلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ [السلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الحَوْراءُ الاِنْسِيَّةُ، السلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ](1)، السلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المُحَدَّثَةُ العَلِيمَةُ، السلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها المعصومةُ المَظْلُومَةُ، السلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الغرّاءُ الزهراءُ [السلامُ عَلَيْكَ الطاهرةُ المطهّرةُ، السلامُ عليكِ أيَّتها المُضطهدَةُ المغصوبةُ](2)، السلامُ عليكِ يا فاطمةُ بنتُ محمّدٍ رسولِ اللهِ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
صلّى اللهُ عليكِ يا مولاتي وابنةَ مولاي، وعلى روحِكِ وبدنِكِ، أشهدُ أنَّكِ مضيتِ على بيِّنةٍ من ربِّكِ، وأنَّ منْ سرَّكِ فقد سرَّ [رسولَ](3) اللهِ، ومنْ جَفِاكِ فقد جفا رسولَ اللهَِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم، ومَنْ آذاكِ فقد آذى رسولَ اللهِ، ومَنْ وصلَكِ فقد وصَلَ رسولَ اللهِ، ومَنْ قَطَعَكِ فقد قطَعَ رسولَ اللهِ؛ لأنَّكِ بضعةٌ من رسولِ اللهِ وروحُه بين جنبيهِ، كما قالَ عليهِ أفضلُ الصلاةِ [وأكملُ](4) السلامِ.
أُشْهِدُ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ أنّي [راضٍ عمّن رَضَيتِ عنْهُ، وسَاخِطٌ على مَنْ سَخَطتِ عليهِ](5) وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكِ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكِ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكِ، أَنا يامَوْلاتِي بِكِ وَبِأَبِيكِ وَبَعْلِكِ وَالأئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ، وَبِوِلايَتِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَلِطاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ. وأَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ دِينُهُمْ وَالحُكْمَ حُكْمُهُمْ وَهُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدَعَوا إِلى سَبِيله بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، لا تَأْخُذُهُمْ فِي اللّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، وَصَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكِ وَعَلى أَبِيكِ وَبَعْلِكِ وَذُرِّيَّتِكِ الاَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى محمّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى البَتُولةِ الطَّاهِرَةِ الصِّدِّيقَةِ المَعْصُومَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ الرَّشِيدَةِ المَظْلُومَةِ المَقْهُورَةِ المَغْصُوبَةِ حَقُّها، المَمْنُوعَةِ إِرْثُها، المَكْسُورِ ضِلْعُها، المَظْلُومِ بَعْلُها، المَقْتُولِ وَلَدُها، فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِكَ، وَبَضْعَةِ لَحْمِه،ِ وَصَمِيمِ قَلْبِهِ، وَفِلْذَةِ كَبِدِه،ِ والتحيّةِ مِنْكَ لَهُ، وَالتُّحْفَةِ التي خَصَصْتَ بِها وَصِيَّهُ وَحَبِيبَهِ المُصْطَفَى وَقَرِينَةِ المُرْتَضى، وَسَيِّدَةِ النِّساء ومُبشِّرةِ الأوّلياءِ، حَلِيفَةِ الوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفّاحَةِ الفِرْدَوْسِ وَالخُلْدِ، الَّتِي شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الجَنَّةِ، وَسَلَلْتَ مِنْها أَنْوارَ الأئِمَّةِ، وَأَرْخَيْتَ دُونَها حِجابَ النُّبُوَّةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عليها صَلاةً تَزِيدُ فِي مَحَلِّها عِنْدَكَ وَشَرَفِها لَدَيْكَ وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضاكَ، وَبَلِّغْها مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي حُبِّها فَضْلاً وإِحْساناً، وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، إِنَّكَ ذُو الَعْفِو الكَرِيمِ.
ثم تصلّي صلاة الزيارة، وإنْ استطعت أن تصلّي صلاتها ـ ُ ـ فافعل، وهي: ركعتان، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، وستّين مرّة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، وإن لم تستطع فصلِّ ركعتين بالحمد وسورة الإخلاص، والحمد و{قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فإذا سلّمت قُلتَ:
اللّهُمَّ إنّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بنبيِّنا محمّدٍ وبأهلِ بيتهِ صلواتُكَ علَيهِمْ، وأسألُكَ بحقِّكَ العظيمِ عَلَيهِمْ، الذي لا يعلمُ كُنْهَهُ سواكَ، وأسألُك بحقِّ مَنْ حقُّهُ عليكَ عظيمٌ، وبأسمائِكَ الحُسنى التي أمرتَنِي أنْ أدعوكَ بها، وأسألُكَ باسمِكِ الأعظمِ الذي أمرتَ به إبراهيمَ أنْ يدعوَ بهِ الطيرَ فأجابتْهُ، وباسمِكَ العظيمِ الذي قُلتَ للنارِ: {كُونِي بَرْداً وسَلاَماً عَلَى إبْرَاهِيمَ}(6)، فكانت برداً وسلاماً، وبأحبِّ الأسماءِ إليكَ، وأشرفِها وأعظمِها لديكَ، وأسرعِها إجابةً، وأنجحِها طلبةً، وبما أنتَ أهلُه ومستحقُّه ومستوجبُهُ، وأتوسَّلُ إليكَ، وأرغبُ [إليكَ](7)، وأتضرَّعُ إليكَ وألحُّ عليكَ، وأسألُك بكُتُبِكَ التي أنزلتَها على أنبيائِكَ ورُسُلِكَ صلواتُكَ علَيْهِم من التوارةِ والإنجيلِ والزبورِ والقرآنِ العظيمِ، فإنَّ فيها اسمَكَ الأعظمَ، وبما فيها من أسمائِكَ العُظمى أنْ تُصلِّيَ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وأنْ تُفَرِّجَ عَنْ آلِ محمّدٍ، وشيعتِهِم ومحبِّيهم وعنِّي، وتَفْتَحَ أبوابَ السماءِ [لدعائي](8)، وتَرْفَعَهُ في علّيينَ، وتَأذَنَ في هذا اليومِ وفي هذه الساعة بِفَرَجِي، وإعطاءِ أملي وسُؤلي، في الدنيا والآخرةِ.
يا مَنْ لا يعلمُ أحدٌ كيف هوَ وقدرتَهُ إلاّ هو، يا مَن سدَّ الهواءَ بالسماءِ، وكَبَسَ الأرضَ على الماءِ، واختارَ لنفسِهِ أحسنَ الأسماءِ، يا مَنْ سمّى نفسَهُ بالاسمِ الذي يقضي به حاجةَ مَنْ يدعوُهُ، أسألُكَ بحقِّ ذلك الاسمِ، فلا شفيعَ أقوى [لي](9) منهُ، أنْ تصلِّيَ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ، وأنْ تقضيَ حوائجي وتسمعَ بمحمّدٍ، وعليٍّ، وفاطمةَ، والحسنِ والحسينِ، وعليِّ بن الحسين، ومحمّدِ بنِ عليٍّ، وجعفرِ بنِ محمّدٍ، وموسى بنِ جعفرٍ، وعليِّ بنِ موسى، ومحمّدِ بنِ عليٍّ، وعليِّ بنِ محمّدٍ، والحسنِ بنِ عليٍّ، والحجّةِ المُنتَظِرِ لإذنِكَ، صلواتُكَ وسلامُكَ ورحمتُكَ وبركاتُكَ [عليهِمْ](10) صوتي؛ ليشفعو لي إليكَ، وتُشفِّعَهُمْ فيَّ، ولا تردَّني خائباً بحقِّ لا إلهَ إلاّ أنتَ. [وتسأل حوائجَكَ](11)، تُقضى إن شاء الله(12).
قلت: وهذه الصلاة المذكورة، هي صلاتها للأمر المخوف، رواها إبراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبي عبد الله (13).
قلت: ولها صلوات أُخَر، ذكرها السيّد وغيره في [جمال](14) الاُسبوع.
منها: ما رواه بسنده عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله ، قال: ((كانت لاُمّي فاطمة صلاة، علّمها جبرائيل، تقرأ في الأُولى الحمد وإنّا أنزلناه مائة مرّة، وفي الثانية الحمد ومائة مرّة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، فإذا سلّمت سبّحت بتسبيحها، ثم تقول:
سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ(15)، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبحانَ [ذِي](16) المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ البَهْجَةِ وَالجَمالِ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرَى أَثَرَ النَّمْلِ فِي الصَّفا، سُبْحَانَ من يرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ، سُبْحَانَ مَنْ هو هكذا ولا هكذا غيرُهُ(17).
وينبغي لمن صلّى بهذه الصلاة وفرغ من التسبيح أن يكشف عن ركبتيه وذراعيه، ويباشر بجميع مساجده الأرض، بغير حاجز يحجزه بينه وبين الأرض، ويدعو ويسأل حاجته، وهو يقول وهو ساجد:
يا مَنْ لَيْسَ غَيْرَهُ رَبُّ يُدْعى، يا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ إِلهٌ يُخْشى، يا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ مَلِكٌ يَبقى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ حاجِبٌ يُرْشى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُغْشى، يا مَنْ لا يَزْدادُ عَلى كَثْرَةِ السُّؤالِ إِلاّ كَرَماً وَجُوداً وَعَلى كَثْرَةِ الذُّنُوبِ إِلاّ عَفْواً وَصَفْحاً، صَلِّ عَلى محمّدٍ وَاَّلِ محمّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا.(18).
قلتُ أيضاً: وممّا يناسب المقام، ذكر دعاء لها، ذكره في (البحار)، عن مصباح السيّدِ عليُّ بن الحسين بن الباقي(19)، نقلاً عن كتب بعض أصحابنا، بسندٍ متّصل، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن عليّ، عن اُمّه فاطمة، قالت: ((قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا فاطمة ألا أُعلّمك دعاءً لا يدعو به أحد إلا استُجيب له، ولا يعمل في صاحبه سحر ولا شيء، ولا يعرض له شيطان، ولا تردّ له دعوة، وتقضى حوائجه كلّها التي يرغب إلى الله فيها، عاجلها وآجلها؟، قلت: أجل يا رسول الله، قال: تقولين:
يا اللهُ، يا أعزَّ مذكورٍ، [و](20) أقدمه قدماً في العِزِّ والجبروت، يا اللهُ يا رحيمَ كلِّ مترحِّمٍ، ومفزعَ كلِّ ملهوفٍ، يا اللهُ يا راحِمَ كلِّ حزينٍ يشكو بثَّهُ وحُزنهَ إليهِ، يا اللهُ يا خيرَ مَنْ طُلِبَ المعروفُ منهُ، وأسرعَهُ إعطاءً، يا اللهُ يا مَنْ تخافُ الملائكةُ المتوقّدةُ بالنورِ منهُ، أسألُكَ بالأسماءِ التي يدعوكَ بها حملةُ عرشِكَ، ويسبِّحونَ بها شَفَقَةً من خوفِ عذابِكَ، وبالأسماءِ التي يدعوكَ بها جبرائيلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ: إلاّ ما أجبتَني، وكشفتَ كُرْبَتي يا إلهي وسترتَ ذُنوبي. يا مَنْ أمرَ بالصيحةِ في خَلْقِهِ فإذا هم بالساهرةِ، أسألُكَ بذلك الاسم الذي به تُحيي العظامَ وهي رميمٌ، أن تحييَ قلبي وتشرحَ صدري، وتُصْلحَ شأني. يا مَنْ خصَّ نفسَهُ بالسموِّ والبقاءِ، وخَلَقَ لبريّتِهِ الموتَ والحياةَ، يا مَنْ فِعْلُهُ قولٌ، وقولُه أمرٌ، وأمرُهُ ماضٍ على ما يشاءُ، وأسألُكَ باسمكَ الذي دعاكَ به خليلُكَ حينَ اُلقيَ بالنارِ، فاستجبتَ لهُ، وقُلتَ: {يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إبْرَاهِيمَ}(21)، وبالاسمِ الذي دعاكَ به موسى من جانب الطورِ الأيمنِ فاستجبتَ لهُ دعاءَهُ، وبالاسم الذي كشفتَ به عن أيُّوبَ الضرَّ، وتُبْتَ على داودَ، وسخَّرتَ لسُليمانَ الريحَ تجري بأمرِهِ(22)، والشياطينَ وعلّمتَهُ منطقَ الطيرِ، وبالاسمِ الذي وهبتَ [به](23) لزكريا يحيى، وخلقتَ به عيسى من رُوحِ القدُسِ من غيرِ أبٍ، وبالاسمِ الذي خلقتَ به العرشَ والكرسيَّ، وبالأسماءِ التي خلقتَ بها الروحانيّين، وبالاسمِ الذي خلقتَ به الجِنَّ والإنسَ، وبالاسمِ الذي خلقتَ به جميعَ الخَلْقِ، وجميعَ ما أردتَ من شيءٍ، وبالاسمِ الذي قدرتَ به على كلِّ شيءٍ: أسألُكَ بهذهِ الأسماءِ لمّا أعطيتَني، وقضيتَ بها حوائجي.
فإنَّهُ يُقال لكِ يا فاطمةُ: نعم، نعم(24).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) من المصدر.
(2) من المصدر.
(3) من المصدر.
(4) من المصدر.
(5) من المصدر.
(6) الأنبياء: 69.
(7) من المصدر.
(8) في المخطوط: لدعواتي، وما أثبتناه من المصدر.
(9) من المصدر.
(10) من المصدر.
(11) من المصدر.
(12) الإقبال3: 164 167، بتفاوت.
(13) جمال الأسبوع: 173.
(14) في المخطوط: كمال.
(15) نافَ الشيءُ: ارتفع وأشرف، ويقال لكل مشرف على غيره: إنه منيف. لسان العرب 14: 331 ناف.
(16) من المصدر.
(17) جمال الاُسبوع: 171. بتفاوتٍ يسير.
(18) مصباح المتهجد: 265 ـ 266. بتفاوت يسير.
(19) في المصدر: بن باقي.
(20) من المصدر.
(21) الأنبياء: 69.
(22) في المخطوط: وسخرت الشياطين، وما أثبتناه موافقٌ للمصدر.
(23) من المصدر.
(24) البحار88: 81/ 8. بتفاوتٍ يسير، مهج الدعوات: 176ـ 177، بتفاوت.
توقيع عاشق فاطمه
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وَ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ ياكريم وأهلك وألعن أعدائهم الى قيام يوم الدين يارب العالمين