اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الأمن الاجتماعي -1
أبوابنا كانت ولم تزل مؤصدة أمام الدخيل والمتطفل، خوفا من سرقة متعانا، أو انتهاك حرمة خصوصيتنا. ورغم إن أبوبنا لم تزل كذلك، إلا أنها لم تعد تلك الأبواب التي ترد سارقا أو توقف متلصصا.
لم يعد السارق أو المتطفل، يكسر الأبواب أو يقفز من فوق الأسوار. بعد أن استحدث طريقة أيسر جهدا، وأكثر فائدة. ولم يعد السارق ذلك البدائي، الذي يعمل منفردا أو ضمن مجموعة صغيرة.
أصبح من يقوم بعملية السرقة شركات جبارة وهيئات متعددة، لديها خبراء متخصصون في كل مجال، وباحثون متمرسون في كل ما لا يخطر على بال. يدخلون بيوتنا رغما عنا، ويسيطرون على عقولنا بأيدينا وبرغبتنا.
هنا يأتي دور الأمن الاجتماعي، وهو مفهوم عبر عنه الأستاذ والمفكر - محمد المحفوظ - بأنه دور غير مرتبط بشرطي الأمن المحلي، ولا برجل المرور على طرق السيارات، ولا بالأجهزة الأمنية المختلفة.
لكنه دور مرتبط بطبيعة الثقافة المتداولة في المجتمع، وهل تشكل هذه الثقافة حالة من الخطر، أم أنها تجلب الأمن إلى أبناء المجتمع.
وكما قلنا سابقا المتلصص الآن غير طريقته في السرقة، ويعمل على مستوى اكبر وأوسع، وأهداف لا تخطر لنا على بال. فهو يلج إلى غرف نومنا دون أستاذان، ويتسرب إلى عقولنا وعقول أبنائنا وبناتنا على مرئ ومسمع منا. بل البعض منا يقوم دون تمحيص ودراية، بتطبيق هداف هذا المتلصص في حياته، دون أن يعي الخطر الكامن وراءه.
فهو يلج إلينا عبر أجهزة التلفاز، الموجودة في غرف بيوتنا المختلفة. وأجهزت الانترنت المتنوعة، والتي تتنقل بين أيدينا وأيدي أبنائنا.
فكيف نكافح هذا العدو الغادر، وهذا السارق الماهر؟
هذا ما سنعلمه عبر الحلقات القادمة، من هذا الملف.
بقلم: حسين نوح مشامع