اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
المعنى الحقيقي للانتظار
للانتظار ثلاث معانٍ متدرجة وهي:
1- انتظـار الفـرج؛ وهـو النقـطة المشـرقة التي تتجلى أمام الإنسان، فيتحرّك نحوها بالانتظار. فحركته يجب أن تكون باتجاه نقطة معينة؛ أي باتجاه تلك الغاية
التي رسمها الله سبحانه وتعالى، وهذه الغاية هي التي تحددها فكرة انتظار الفرج الذي يشرق على القلوب دائماً بنور الأمل. فالإنسان الذي يعيش الأمل يؤمن
بأن العاقبة للمتقين، وبالتالي فإن الله عز وجل سيمكن للصالحين، وتكون على أيديهم نهاية العتاة المتمردين، وهذه الفكرة تجعل قلبه في راحة وأمل، حتى في
أحلك الظروف؛ لأن اليأس هو أخطر مشكلة يواجهها الإنسان، فهو يفقد الحياة عندما ييأس، نظراً إلى أن القنوط هو الموت العاجل، والخطيئة الكبرى.
وفي الحقيقة، فإن انتظار الفرج يعالج هذه المشكلة؛ مشكلة اليأس والقنوط، والدليل على ذلك أن الشيعة كانوا وما يزالون هم الأكثر رفضاً للظلم والطغيان،
فالمناطق التي تسكنها الأغلبية المؤمنة بمذهب أهل البيت ، الذين في قلوبهم نور من انتظار الفرج، وشعاع من نور الإمام الحجة عجل الله فرجه نراهم
هم الذين يرفضون الظلم أكثر من غيرهم، وهم الذين يتصدّون للفساد، ويضحّون بأنفسهم قبل غيرهم، وعلى سبيل المثال؛ فعندما احتلت إسرائيل جنوب لبنان
بادر المسلمون الشيعة في لبنان إلى مقاومة الاحتلال كما يعرف الجميع، وعندما قاوموا الاحتلال كان الشعار الذائع على أفواههم ( يا حجة بن الحسن، يا مهدي)
، لأن قوات الكيان الصهيوني كانت جاءت لكي تبقى في لبنان، وهذا يعني انتهاك الأعراض، وتغيير الدين، وانتشار الفساد، فعرف الشيعة الحقيقة، لذلك اتجهوا
إلى الإمام الحجة ، وحملوا السلاح في وجه المعتدين، حتى حققوا انتصارهم العظيم.
ونفس هذه الظاهرة وجدناها لدى الشيعة في العراق الذين قاوموا الظلم أيام الاحتلال البريطاني وقبله وحتى اليوم؛ وأذكر في هذا المجال أن مراسلاً فرنسياً
سألني قائلاً: إن الشيعة في العراق أصيبوا بمشاكل أكثر من الأكراد، وتحملوا الدمار أكثر من غيرهم، فلماذا لم يقبلوا التفاوض مع النظام كما فعل غيرهم؟ فقلت:
لأن الشيعة يمتلكون أملاً اسمه انتظار الفرج.
وفي الواقع فإن السبب الذي يجعلنا نحارب دائماً أننا نؤمن بفكرة الانتظار، ومن علامات وإشارات هذه الحقيقة أن ثورة العشرين قد تفجرت في ليلة الخامس
عشر من شعبان، كما أن الانتفاضة الأخيرة ضد النظام الصدامي حدثت هي الأخرى في هذه الليلة، ذلك لأن هذه الليلة هي ليلة النور التي تذكرنا بأننا لسنا من
الذين لا يمتلكون إماماً وراعياً، بل نحن نمتلك هذا الإمام والراعي، وهو ينظر إلينا، وهذه الفكرة هي التي تدفعنا إلى الامام. ولو أن الشيعة عرفوا قيمة انتظار
الفرج حق معرفتها، واستوعبوها حق استيعابها، لما بقي شيعي واحد مظلوماً في الأرض، لأنهم سيرفضون في هذه الحالة الظلم، وسينصرهم الله عز وجل.
2- المعنى الثاني لانتظار الفرج، أننا عندما ننتظر هذا الفرج نوجه نظرتنا دائماً إلى القيادة، وإلى مركز القرار، وإلى الولاية الإلهية، ونجعل مقياسنا في ذلك
الإمام الحجة عجل الله فرجه. وهذا ما ينعكس على قيادتنا الروحية المتمثلة في المرجعية، وما يفسر سبب كون القيادة الدينية لدى الشيعة هي الأزهد والأتقى
والأعلم، والأقرب إلى المثل الإلهية.
ونحن عندما نستعرض القيادات الشيعية في العصور الأخيرة. فإننا نجد أشخاصاً من مثل العلامة الأنصاري، والميرزا حسن الشيرازي، والشيخ كاظم الأخوند
والسيد الطباطبائي صاحب العروة الوثقى، والمرحوم آية الله السيد أبو الحسن الاصفهاني، وأخيراً السيد الخوئي، والسيد الكلبايكاني (رضي الله تعالى عنهم
أجمعين).
ترى كيف اكتشف الشيعة هذه النماذج، وكيف نمت هذه النماذج، حتى أصبحت قمماً مضيئة لا نجد لها نظيراً في العالم.
السبب أنهم يمتلكون قمة أعلى هي قمة الإمام الحجة عجل الله فرجه، وهذه الذروة السامقة والمتكاملة هي التي نعبّر عنهـا بـ (انتظار الفرج) لأن انتظار الفرج
يجعلنا دائماً نسير نحو القمم المضيئة، ونحلّق حتى نصل إلى الآفاق البعيدة.
3- وأما المعنى الأعمق لانتظار الفرج، فهو أن يعيش كل واحد منا كما يريد لـه الإمام الحجة عجل الله فرجه أن يعيش، فكل واحد منا يحاول أن يجد لنفسه
نموذجاً يقتدي به، وهذه صفة أصيلة في البشر، لكي يحوّل نفسه إلى صورة مصغرة لذلك النموذج الأسمى، ونحن عندما ندرك ان إمامنا الحجة المؤيد من
السماء تتجسد فيه كل المثل العليا، فإننا سننتظر خروجه؛ أي نستقبله من خلال جعل أنفسنا بحيث يرضى عنا.
وفي هذا المجال يؤكد أئمتنا أن صحيفة أعمالنا تعرض كل يوم على الإمام المنتظر عجل الله فرجه، وأننا بحاجة إليه في كل صغيرة وكبيرة؛ في الدنيا،
وعند سكرات الموت، وعند النزول في القبر، وأن السؤال الأول الذي يوجّه إلينا هو عن إمامنا.
ونحن عندما نسمع أن صحائف أعمالنا تعرض كل يوم عليه ، فإننا سنحاول تهذيب أنفسنا أكثر فأكثر، وهذا هو المعنى الأصيل والحقيقي لانتظار الفرج، فهو
يعني أن تستقبل الإمام الحجة عجل الله فرجه بأعمالك الحسنة، وبتهذيب نفسك وتزكيتها، وتنمية المعاني الخيرة فيها.
كيف نرضي الإمام المنتظر؟
فلنبرمج لأيام حياتنا، ونضع لها خططاً للتطوير والإصلاح، فمن تساوى يوماه فهو مغبون، ولنحاول أن نرى ما هو النقص فينا، فلقد منّ الله تعالى علينا بالعيش
في بيوت مؤمنة تعوّدنا فيها على الصلاة والصيام وحضور المجالس، وهذه نعمة كبيرة، ولكن هل يكفي هذا أم أن أمامنا مدارج أخرى للتكامل يمكننا أن نرتقي
من خلالها؟
إن علينا تحديد نقاط الضعف في شخصيتنا، والسعي لعلاجها، ومن ضمن نقاط الضعف التي نعاني منها؛ سوء الظن، الذي هو من أسوأ ما يبتلي به المؤمنون،
وهذه فتنة لهم، وهي أسوأ الفتن، فنحن نعتقد دائماً أننا أهل الجنة وأن الآخرين مأواهم النار، فلنستغل ذكرى ميلاد الإمام الحجة عجل الله فرجه لإصلاح أنفسنا ،
وإزالة هذه الخصلة السيئة من أنفسنا؛ الخصلة التي نهانا الله سبحانه عنها قائلاً: ( يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ، والمؤمنون
هم المخاطبـون في هذه الآية الكريمـة، ثم يستأنف تعالى قائلاً: ( وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَعْضُكُم بَعْضاً..) ، وللأسف فإن هذه الصفات السلبية معشّشة في
نفوسنا، وعلينا أن نحاول ونجاهد من أجل اقتلاعها، لنعيش مؤمنين صالحين، ولنكون من المنتظرين حقاً لفرج إمام زماننا.
اللهم أرني الطَّلعةَ الرشيدة، والغُرَّةَ الحميدة، واكْحُلْ ناظريَّ بنظرةٍ مني إليه، وعجِّل فرجَه،
وسهِّلْ مخرجَه، وأَوْسِعْ مَنهَجَه، واسلُك بي مَحَجَّتَهُ، وانْفُذْ أمرَه، واشْدُدْ أزرَه، واعمُر اللهمَّ به بلادَك،
وأحْيِ به عبادَك، فإنَّك قلتَ وقولُك الحقّ {ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبتْ أيدي الناس} .
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
آخر تعديل بواسطة سليلة حيدرة الكرار ، 29-Jun-2013 الساعة 12:35 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأزكى الأنام
محمد المصطفى وعليٍّ المرتضى وآلهما الأطهار النُّجبا
واللعنة الدَّائمة المتواترة على ظالمي آل محمد أجمعين
--------- ********* ---------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى لي ولكم الثبات على البراءة والولاية
ان فلسفة الانتظار تكمن في أن نسعى لتحقيق ما لأجله بعثت الرسل وأمرت به الأئمة () , لنسعى ما لأجله يظهر الامام (أرواحنا له الفداء) , يظهر ليطبق سنة رسول الله () , ليحق الحق , ليبطل الباطل , ليكون الناس جميعاً مطيعين لله منتهين عن نواهيه , فلنكن نحن ممن أطاع الله وتجنب عن معاصيه , وبهذا سنكون من الممهدين لظهوره () وسنكون معه إن شاء الله .
ونلتقي على حبِّ محمد وآل محمد صلوات الله عليهم.. وكتب عبد ساداتهِ العاملي.. مجاوراً لسيده ومولاه الامام الحسين
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
" سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و أسرت مني راحة فؤادي ، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقى من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلا مثل لعيني عن عوائر أعظمها و أفظعها و تراقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة بغضبك و نوازل معجونة بسخطك " .
بارك الله بكم بنت الهدى 2 وجعلنا الله وإياكم من المنتظرين
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دُر العارفين
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأزكى الأنام
محمد المصطفى وعليٍّ المرتضى وآلهما الأطهار النُّجبا
واللعنة الدَّائمة المتواترة على ظالمي آل محمد أجمعين
--------- ********* ---------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى لي ولكم الثبات على البراءة والولاية
ان فلسفة الانتظار تكمن في أن نسعى لتحقيق ما لأجله بعثت الرسل وأمرت به الأئمة () , لنسعى ما لأجله يظهر الامام (أرواحنا له الفداء) , يظهر ليطبق سنة رسول الله () , ليحق الحق , ليبطل الباطل , ليكون الناس جميعاً مطيعين لله منتهين عن نواهيه , فلنكن نحن ممن أطاع الله وتجنب عن معاصيه , وبهذا سنكون من الممهدين لظهوره () وسنكون معه إن شاء الله .
ونلتقي على حبِّ محمد وآل محمد صلوات الله عليهم.. وكتب عبد ساداتهِ العاملي.. مجاوراً لسيده ومولاه الامام الحسين
يُـمثّلُكَ الـشوقُ الـمبرِّحُ والفكرُ فـلا حُجُبٌ تُخفيك عنّي ولا سترُ
ولـو غِبتَ عنّي ألفَ عامٍ فإنّ لي رجـاءَ وصالٍ ليس يَقطعُهُ الدهرُ