شهيد الولاء
( رثاء لأسد الشيعة في مصر )
( كانت أول ما رُثي به الشهيد السعيد كتبت وألقيت في اليوم الثاني لاستشهاده المبارك )
ألموتُ أورق في الندى فتعسفا * والحقُ ينعى والهدى لك أوكفا
صدم الزمان بخطْب فقدك لو رأى * فيضَ السنا في راحتيك توقفا
ولو اْن سيف الموت يعلم ما الذي * تنمى إليه ومنك ينمى أوجفا
من دوحة العلم المنير وصولة * الرأي الرشيد وحسْبُ ذا ما أترفا
من موئل الحق المنيع كرامةٌ * سمعُ الزمان بها يطيل تشنفا
يستلك الفجر النجيب منارةً * مترنماً انْ كان فعلك أشرفا
وولايةٍ شغل البهاء بحسنها * فرجاهُ منها أن يهيم فيكلفا
كلِفٌ تسامره المرارة والجوى * أمنالُ سُهدٍ في النهى أن يدنفا
دنفٌ يجاهده فراقك والأسى * وجميل عذرك في الهوى أن تصدفا
ما راعني حكم الإله وإنما * راع الفؤاد بحبه ما سوفا
يا راحلاً شاق النفوس بأن تُرى * لك محملاً ومن القلوب تلحفا
فحملت تسبحُ في خضَم لواعجٍ * ثكلى تناهتْ في هواك تصوفا
ضُمنت حبات القلوب مضَاجعاً * وأُهيل فوقك غصة لن تؤلفا
وسُقيت من مهجٍ تذوب وحسرةٍ * وأسىً يفيضُ ودمعةٍ لن تُذرفا
فنأيت في قربٍ يأجُ به الجوى * ودنوت في بعدٍ يغص تلهفا
ترقى تهدهدك الملائكُ والولا * يسعى بروحك رفعة وتشرفا
أرواحنا تهفو إليك بلوعةٍ * وقلوبنا تدعو وصوتك ما خفا
لا زال يزأر في بهائم أمة * آلت بكل وضيعةٍ أن تجخفا
صُموا عن الحق الذي تدعو له * فتآمروا أن يقتلوك لتُكتفى
ظنوا بقتلك أن تموت وما دروا * أن الخلود لمثل هامك مصطفى
بشهادةٍ كم كنت ترجو نيلها * قد فزت فيها هانئا متشرفا
وأراك تزهو شامخاً مستبشراً * بالموت دون ولاء آل المصطفى
ما مات من أثرى الورى بولائه * ومناقب آلت إليه فأسرفا
*****