اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم
خطبة فاطمة الصغرى (ع) بالكوفة
الحمد لله عدد الرمل والحصى وزنة العرش إلى الثرى أحمده وأؤمن به وأتوكل عليه واشهد ان لا آله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وان أولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات اللهم إني أعوذ بك ان افتري عليك الكذب أو ان أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من اخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب (ع) المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس في بيت (1) من بيوت الله فيه معشر مسلمة بألسنتهم تعسا لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته حتى قبضته إليك محمود النقيبة (2) طيب العريكة (3) معروف المناقب مشهور المذاهب لم تأخذه فيك اللهم لومة لائم ولا عذل عاذل هديته اللهم للاسلام صغيرا وحمدت مناقبه كبيرا ولم يزل ناصحا لك ولرسولك حتى قبضته إليك زاهدا في الدنيا غير حريص عليها راغبا في الآخرة مجاهدا لك في سبيلك (رضيته فهديته إلى صراط مستقيم " اما بعد " يا أهل الكوفة يا أهل المكر والغدر والخيلاء فانا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على الأرض في بلاده لعباده أكرمنا الله بكرامته وفضلنا بنبيه محمد (ص) على كثير ممن خلق تفضيلا بينا فكذبتمونا وكفرتمونا ورأيتم قتالنا حلالا وأموالنا نهبا كأنا أولاد ترك أو كابل كما قتلتم جدنا بالأمس وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم قرت لذلك عيونكم وفرحت قلوبكم افتراء (اجتراء خ ل) على الله ومكرا مكرتم والله خير الماكرين فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فان ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزء العظيم في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور تبا لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم وتواترت من السماء نقمات فتسحتكم (4) بما كسبتم (فيسحتكم بعذاب خ ل) ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا الا لعنة الله على الظالمين ويلكم أتدرون اية يد طاعنتنا.
(منكم واية نفس نزعت إلى قتالنا أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا والله قست قلوبكم وغلظت أكبادكم وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم وعلى بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون فتبا لكم يا أهل الكوفة اي ترات لرسول الله (ص) قبلكم وذحول له لديكم بما غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي وبنيه وعترته الطيبين الأخيار وافتخر بذلك مفتخر من الظالمين فقال:
نحن قتلنا عليا وبني علي ** بسيوف هندية ورماح
وسبينا نساء هم سبي ترك ** ونطحناهم فأي نطاح
بفيك أيها القائل الكثكث والأثلب (5) افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم واذهب عنهم الرجس فاكظم (6) واقع (7) كما اقعى أبوك فإنما لكل امرء ما اكتسب وما قدمت يداه أحسدتمونا ويلكم على ما فضلنا الله عليكم فما ذنبنا ان جاش دهرا بحورنا وبحرك ساج (8) ما يواري الدعا مصا (9) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ومن لم يجعل الله له نورا فما له.
(من نور (فارتفعت) الأصوات بالبكاء والنحيب وقالوا حسبك يا ابنة الطيبين فقد أحرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا فسكتت .